واشنطن - «نشرة واشنطن» - تتهيأ إندونيسيا لاستقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم، بعد ان أضحت مجالاً لاختبار جهود الحكومة الأميركية للترويج لريادة الأعمال. وأرسلت ثاني أكبر وفد إلى «القمة الرئاسية لريادة الأعمال» في واشنطن في نيسان (أبريل) الماضي، ضم مجموعة منوّعة من 10 شخصيات ريادية شابة، شكل عدد منهم نواة مجلس إدارة «برنامج ريادة الأعمال العالمي» فَرع إندونيسيا، الذي سيدشن في جاكرتا في منتصف الشهر الجاري، كجزء مما يعرف ب «أسبوع ريادة الأعمال العالمي»، الذي سيكون واحداً من سلسلة من الأحداث المقررة في الشهور ال12 المقبلة لتشجيع طلاب الجامعات الإندونيسيين على الإفادة من فورة الحماسة التي ألهمت رواد مشاريع تجارية واجتماعية، مثل سانديغا أونو وتري مومبوني، كي يطلقوا مشاريعهم الخاصة في البلاد. وسيزور إندونيسيا في ربيع عام 2011 رواد مشاريع ومستثمرون أميركيون مرموقون للاستماع إلى خطط أعمال، ولتقديم النصح والمشورة، لبعض أصحاب المشاريع الناشئة والواعدة. وتستضيف إندونيسيا مؤتمراً إقليمياً لرواد الأعمال في تموز (يوليو) المقبل، كما أن مجلس إدارة «برنامج ريادة الأعمال العالمي» سينظم هذا الاجتماع. ولعبت شينتا كمداني، المديرة التنفيذية ل «مجموعة سينتيسا»، وهو مشروع تجاري عائلي في قطاعات الطاقة وإدارة العقارات وتوزيع الأغذية ومنتجات أخرى، دوراً محورياً في تشكيل «مجلس برنامج ريادة الأعمال الإندونيسي». وستعين رائد مشروع مُقيماً بدوام كامل وهيئة موظفين لمساعدتها. وقالت كمداني، التي تخرجت من جامعة «كولومبيا» الأميركية: «إننا ندمج مواردنا مع مؤسسات أعمال رائدة في إندونيسيا كشريكات، ونأمل بأن نتمكن من رسم خريطة ريادة الأعمال في إندونيسا، من طريق مساندة حكومتنا والمساهمين، للتعريف بها عالمياً». وكانت قمة واشنطن امتداداً لمساعي الرئيس الأميركي باراك أوباما في إعادة رسم علاقات الولاياتالمتحدة بدول ذات غالبيات سكانية مسلمة. ويشجع «برنامج ريادة الأعمال العالمي الإندونيسي» ريادة الأعمال في دول ناشئة، لتنشيط إيجاد فرص عمل وتعزيز التنمية الاقتصادية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اعلنت في نيسان الماضي إن البرنامج المذكور سيطبق أولاً في مصر وإندونيسيا، على أن يُستنسخ في 12 دولة أخرى. وتشمل نشاطاته الرئيسية، التدريب على ريادة الأعمال والتنافس على خطط الأعمال، والمزاوجة بين رواد الأعمال الصاعدين وبين المرشدين والمستثمرين. وأوفدت وزارة الخارجية الأميركية مستثمرين ورواد أعمال أميركيين إلى الأردن ولبنان في حزيران (يونيو) الماضي، وسيتوجه وفد مماثل إلى مصر في مطلع عام 2011. وأشار سانديغا أونو، وهو خريج بتقويم مرتفع من جامعة «ويتشيتا» الأميركية، الى ان الرئيس أوباما قال له خلال قمّة واشنطنلرواد الأعمال ان «ريادة الأعمال هي العامل الأساسي الذي يدفع الاقتصاد الإندونيسي إلى الأمام، بدلاً من الحكومة»، وأن «لدى إندونيسيا الإمكانات لأن تصبح إحدى القوى الاقتصادية العظمى، لنجاحها في تبنّي الديموقراطية واللامركزية». ويحمل أونو درجة ماجيستير في إدارة الأعمال من جامعة «جورج واشنطن» الأميركية، وهو شريك مؤسس في «ساراتوغا كابيتال»، المساهمة الخاصة التي تستثمر في مناجم فحم وقطاعات غاز ونفط والاتصالات البعيدة في إندونيسيا وجنوب شرقي آسيا. أما أناندل شيريغار، وهو رائد أعمال آخر درس في الولاياتالمتحدة، فجمع 17 مليون دولار كرأسمال مجازف لتأسيس شبكة قاعات عروضه السينمائية وشركة التوزيع «غراها لايار بريما». وأوضح رئيس مركز «يونيفيرسيتاس سيبوترا» لريادة الأعمال أنتونيوس تانان، ان 15 وزارة إندونيسية تعرض برامج لمساعدة مشاريع الأعمال الصغيرة. أما غوريس مستقيم، فكان أصغر المندوبين العشرة سناً إلى قمة واشنطن، وأسس شركة تدعى «ريزالتانت نوسانتارا» التي تسوّق تكنولوجيا خاصة بتحديد ترددات أجهزة الراديو وبطاقات ذكيّة للمدارس والزبائن. واعتبر مستقيم أن «برنامج ريادة الأعمال العالمي» هو «بداية جديدة للتعاون بين الولاياتالمتحدة وإندونيسيا، ليس فقط بين حكومة وحكومة، بل بين شعب وآخر». ولفت إلى ان المعلومات التي يجرى تشاطرها عن ريادة الأعمال «يمكن أن تساعد مزيداً من الناس على تحقيق الرخاء»، مضيفاً: «إنني أعتقد أن ذلك ليس حلماً أميركياً أو حلماً إندونيسياً، بل حلماً عالمياً».