يطرح الممثل اللبناني عمّار شلق في جديده على شاشة"أل بي سي"، مسلسل"خطوة حب"، رسالة حول كيفية تعامل المجتمع مع ذوي الاحتياجات الخاصة. ويعتبر أن أهمية هذا العمل تكمن، بالإضافة إلى أمور أخرى، في موضوعه الذي يتطرّق إلى هذه الفئة المهمشة،"فلبنان الذي يدّعي أنّه متطّور في مجالات متعدّدة لا يخصّص مثلاً ممرات خاصة لهؤلاء في الدوائر الرسمية أو في الشركات أو في الأماكن العامّة، في حين أن كلّ بلدان العالم تقريباً تأخذ في الاعتبار هذه التفاصيل". ويضيف شلق:"يجب أن يعرف الجميع كيف ينظر المجتمع إلى ذوي الاحتياجات الخاصّة، فنحن مثلهم وهم مثلنا، ولا يختلفون عنّا إلاّ في طريقة حياتهم فقط لا غير". ويشير إلى أنّهم متأقلمون مع وضعهم ومتأقلمون معنا أيضاً، وليس علينا إلاّ أن نتأقلم نحن معهم! عن دوره في المسلسل يقول إنّه يلعب دوراً جديداً مختلفاً عمّا قدّمه من قبل، فالدور، على حدّ تعبيره،"بسيط ولا عِقَد نفسية فيه تحتاج إلى عصر الدماغ كي تظهر". ثم"ان شخصيتي تشبه معظم الناس، إنسان في فمه ملعقة من ذهب اعتاد أن يحصل على كل ما يريد، وفجأة تظهر فتاة توقفه عند حدّه لتُفهِمَه أن في الحياة أموراً كثيرة أهمّ من تلك التي يهتمّ بها". من خلال هذا الدور يفصح عمّار أنّه بحث في داخله عن أمور جديدة وحاول أن يجسّد الشخصية ببساطة،"فأنا كنت في معظم المشاهد على طبيعتي، فكانت شخصية نزار خالد تتصرّف تماماً كما عمّار شلق في غضبه مثلاً أو في ضحكته، ولكن لا شك أنّ الكثير من المشاهد الأخرى كانت تحتاج إلى طاقة تمثيلية أبعدتني عن شخصيتي"، ويضيف:"أحببت كثيراً تجربة أن تظهر في الشخصية التي ألعبها جوانب من شخصيتي الحقيقية، فقمّة التمثيل هي حين لا تمثّل". "خطوة حب"تشارك في بطولته ملكة جمال لبنان السابقة نادين نجيم، وعنها يقول شلق إنّها كانت طبيعية جداً،"والأهم أنّها كانت تفكّر في دورها كما تفعل الممثلة لا كما تفعل الجميلات اللواتي يشاركن في التمثيل". ويشرح أنّ"الجميلات يفكّرن كيف سيبدو مظهرهن على الشاشة في حين أن نادين كسرت هذه الصورة إذ إنّها تلعب دور فتاة مقعدة وبالتالي لن تتمكّن من استعراض طولها مثلاً، فهي ستكون طيلة الوقت إمّا جالسة أو نائمة. من هنا فإن أبرز ما عند نادين نجيم هو أنّها تتصرّف بطبيعية لدرجة أنّها لا تعرف كم يبدو أداؤها مقنعاً". هل شاهد عمّار في الحلقة الأولى النتيجة التي كان يتوقّعها؟"بل أفضل"يقول،"فهذه التجربة الإخراجية الأولى لفيليب الأسمر، وكنت أتوقّع أن يكون العمل خالياً من الشوائب، لكنني لم أتوقّع أن يكون بهذه الروعة، فحركة الكاميرا جديدة وسينمائية، وليس سهلاً أن يترك مخرج توقيعاً خاصّاً به منذ العمل الأول، وفيليب الأسمر قد نجح في ذلك". في المستقبل القريب يبدأ عمّار شلق التحضير للمشاركة في مسلسل جديد من كتابة شكري أنيس فاخوري أيضاً عنوانه"قضية يوسف"، ويروي قصة حقيقية لرجل يدعى يوسف شعبان متّهم بقضية قتل، وما زال في السجن حتّى اليوم على رغم إلقاء القبض على القاتل الحقيقي وإعدامه! ويعلن شلق:"كنت أُسأل دائماً عن الأدوار التي أحب لعبها فأجيب أنني أحبّ أن أؤدي كاليغولا أو المتنبّي أو يوليوس قيصر... هناك أيضاً أبطال يحيطون بنا، ومن بيننا، وقد أتت الفرصة لألعب دور إنسان هو بطل باحتماله للظلم، بطل في قضيته المحقّة التي خسرها، بطل حقيقي". ويضيف قائلاً:"إنّ هذا العمل هو لفتة لهذا الرجل المظلوم، وحتّى لو لم تُحَل قضيته سيعرف على الأقل أنّ ثمّة مَن يهتم به ويقف إلى جانبه". فهل قابل شلق يوسف شعبان شخصياً؟ يجيب:"لقد طلبت ذلك ولكنّني لم أحصل على جواب، فلم أطلبه مرّة ثانية". يحضّر شلق، بالإضافة إلى"قضية يوسف"مسلسلاً مصرياً عنوانه"ليالي"من إنتاج"سكرين 2000"وإخراج أحمد شفيق، ومن المفترض أن يُعرَض في رمضان المقبل. هذا المسلسل سيكون من بطولته إلى جانب زينا وعزّت أبو عوف وحسن مصطفى من مصر ورولا شامية وماغي بو غصن من لبنان. ويلعب في هذا العمل دور رجل أعمال لبناني يتعرّف إلى زينا حيث تنشأ بينهما قصّة حب. أما التصوير فبين لبنان والقاهرة. كما أنّ التحضيرات جارية لتصوير القسم الثاني من مسلسل"لحظات حَرِجة"الذي صور الجزء الأول منه منذ نحو عامين. عمّار شلق من الوجوه اللبنانية المعدودة التي تشارك في أعمال عربية، فهل يفضّل التمثيل في تلك الأعمال؟"القضية ليست في التفضيل أو عدم التفضيل، أنا أشكر الله لأنّني نلت فرصة المشاركة في أعمال عربية ولأنني استطعت أن أثبت نفسي في الأدوار التي كانت تُناط بي، ولكن المشاركة في هذه الأعمال تعطي الممثل دعماً معنوياً ودعماً مالياً أيضاً". ويضيف:"أنا أفتخر بهذه المشاركة لأنّني أشعر، ومن دون ادّعاء أو تكبّر، بأنني أمثّل لبنان، ولست وحدي فهناك أيضاً بيار داغر وجهاد الأندري وفادي ابراهيم وكارمن لبّس وغيرهم". نشر في العدد: 16773 ت.م: 07-03-2009 ص: 38 ط: الرياض