وقع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مرسوماً رئاسياً لإعادة تعيين قضاة المحكمة العليا الذين عزلهم الجنرال برويز مشرف إثر فرضه حال الطوارئ وتعطيله الدستور في البلاد نهاية عام 2007، وفي مقدمهم افتخاري تشودري الذي سيستأنف مهماته في رئاسة المحكمة العليا السبت المقبل. وسيفتح ذلك الباب امام مناقشة تعيين زرداري عشرات من القضاة في المحاكم العليا الشهر الماضي، والذين ينتمي جميعهم الى"حزب الشعب"الذي يرأسه زرداري نفسه. وأعلن النائب العام لطيف خوسا أن عودة القضاة المعزولين إلى عملهم لا تتطلب أداءهم قسم اليمين مجدداً أمام الرئيس زرداري، علماً أن المرسوم الذي وقعه زرداري نقل مباشرة إلى وزير العدل لبدء تنفيذه. وفيما لقي قرار إعادة القضاة ترحيباً شعبياً وحزبياً في باكستان، بدأت الانظار تتجه نحو إقليم البنجاب الذي يعتبر ركيزة عملية الاستقرار والحكم في باكستان بسبب وجود نسبة أكثر من 65 في المئة من سكان البلاد فيه، وتوفيره نسبة 70 في المئة من الناتج القومي. وكان الرئيس زرداري فرض الحكم الرئاسي المباشر في الإقليم مباشرة بعد اصدار المحكمة العليا في 26 شباط فبراير الماضي قرار منع زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق نواز شريف وشقيقه شهباز من الترشح للانتخابات الاشتراعية أو تولي أي منصب عام، ما أثار عاصفة استياء حتى لدى حلفاء زرداري في الحكومة، ودفع شريف الى رمي كل ثقله خلف تحركات المحامين لإعادة القضاة المعزولين. ويسعى رئيس حكومة إقليم بلوشستان أسلم رئيساني الحليف لزرداري الى محاولة معالجة الهوة التي نشأت بين حزب"الرابطة الاسلامية ? جناح شريف"و"حزب الشعب"بزعامة زرداري، وتفادي التصادم بينهما في المرحلة المقبلة. وأعلن رئيساني بعد لقائه شريف في لاهور أن الحكم الرئاسي المباشر على الإقليم سيرفع خلال أيام، وان مسؤولي الحكومة الاقليمية الذي امروا بالاعتداء على المحامين المناهضين للحكومة الاحد الماضي سيخضعون لمحاسبة. وكان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني نصح الرئيس زرداري بعزل حاكم إقليم البنجاب سلمان تعسير الذي سعى الى اطاحة حكومة حزب شريف في البنجاب ووتر علاقة الحزب المعارض مع"حزب الشعب"، وهو ما انتقدته قادة في الحزب الحاكم المستائين من أضعاف شعبية زرداري. وأكد نواز شريف لأنصاره في مدينة لاهور ان وقوفه الى جانب المحامين هدف الى اعادة القضاة المعزولين، وليس رفع المرسوم الرئاسي المباشر عن إقليم البنجاب او إعادة حكومة حزبه فيه. ميدانياً، ارتفعت الى 14 حصيلة قتلى الهجوم الانتحاري الذي شن في حي شعبي بمدينة روالبيندي المجاورة لإسلام اباد اول من امس . وفجر الانتحاري سيارة قادها امام مطعم قرب محطة لسيارات الاجرة، ما ادى الى تدمير آليات عدة في جادة رئيسية بروالبيندي، حيث مقر الجيش. واكد مسؤولون باكستانيون ان الانتحاري تواجد في مكان حدد مركزاً لتجمع انصار المعارضة في التظاهرة المناهضة للحكومة التي الغيت في اللحظة الاخيرة اول من امس، بعدما خضعت الحكومة لطلب المعارضة اعادة القضاة المعزولين الى مناصبهم. نشر في العدد: 16784 ت.م: 18-03-2009 ص: 19 ط: الرياض