منعت المحكمة العليا في باكستان أمس، زعيم حزب"الرابطة الإسلامية"المعارض رئيس الوزراء السابق نواز شريف وشقيقه شهباز شريف الذي يرأس حكومة إقليم البنجاب وسط، الأكبر في البلاد، من تولي مناصب رسمية وخوض الانتخابات الاشتراعية، على خلفية إدانتهما سابقاً بارتكاب جرائم، وذلك استناداً الى تهم وجهها إليهما الرئيس السابق برويز مشرف نهاية العام 1999، حين نفذ انقلاباً أطاح حكومة نواز شريف. واتهم شريف الرئيس آصف علي زرداري بمحاولة إقصائه عن السياسة والسعي الى الانتقام من حزبه، بسبب خلافات قديمة مع"حزب الشعب"الحاكم الذي ينتمي إليه زرداري. ووصف قرار المحكمة العليا بأنه استمرار لسياسة مشرف الذي عيّن القضاة الحاليين للمحكمة العليا، بعدما فرض قانون الطوارئ وعطل الدستور في تشرين الثاني نوفمبر 2007. وقال شريف لأنصاره في لاهور:"أصدرت محكمة لا تراعي أسس القانون قرارها بطلب من زرداري. لا نقبل بالحكم، وسبق ان نبذنا هذه المحاكم". وكشف ان الرئيس الباكستاني ورئيس المحكمة العليا عبدالحميد دوغر عرضا عليه، خلال غداء عمل جمعهم قبل أيام، السماح له بالترشح للانتخابات، في مقابل تخليه عن دعم المحامين الذين يدعون إلى إعادة قضاة في المحكمة عزلهم مشرف والموافقة على تمديد فترة عمل رئيس المحكمة العليا، وهو ما رفضه شريف. وتظاهر مئات من أنصاره في أنحاء باكستان للاحتجاج على القرار والتنديد بإغلاق زرداري باب الحوار مع زعيم"الرابطة الإسلامية"، فيما أعلن الملا فضل الرحمن، زعيم"جمعية علماء الإسلام"المتحالفة مع الحكومة، وأسفنديار ولي خان زعيم الحزب القومي البشتوني الحاكم في بيشاور، رفضهما قرار المحكمة العليا، ما يهدد مستقبل الائتلاف الحكومي الحاكم. وانضم إليهما قادة في حزب"الرابطة الإسلامية - جناح مشرف"دعوا إلى توحيد فصائل"الرابطة الإسلامية"لمواجهة حكومة"حزب الشعب"الذي لفت إبداء بعض قادته امتعاضهم من القرار، على رغم انه سيمنح الحزب الحاكم فرصة ترؤس حكومة إقليم البنجاب. وقال عضو اللجنة المركزية في"حزب الشعب"اعتزاز أحسن ان"الإجراءات القانونية في حق شريف أفقدت إسلام آباد والحزب صدقيتهما لدى الشارع"الباكستاني. ورأت أوساط سياسية أن قرار المحكمة العليا سيشعل فتيل الصراع السياسي الذي كان تحت الرماد منذ تنظيم الانتخابات العامة في شباط فبراير 2008. وتوقعت انضمام جماعات دينية وسياسية معارضة الى التحرك الذي سيطلقه نواز شريف للمطالبة بإعادة القضاة المعزولين. نشر في العدد: 16764 ت.م: 26-02-2009 ص: 12 ط: الرياض