لمناسبة الذكرى ال32 لاستشهاد الزعيم كمال جنبلاط، انطلقت أمس مسيرة شعبية من قصر المختارة في اتجاه الضريح تقدمها رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط، يحيط به ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان السفير عباس زكي، وفد يمثل رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري ضم عمار حوري وعاطف مجدلاني، واركان"الحركة الوطنية"السابقة ومنهم الامين العام ل"منظمة العمل الشيوعي"محسن ابراهيم وتوفيق سلطان وفؤاد شبقلو وسمير صباغ، وفد من"حركة اليسار اللبناني"ضم النائب الياس عطا الله ونديم عبد الصمد، الوزير وائل ابو فاعور، ونواب، وفد من"الحزب الديموقراطي اللبناني"ممثلاً الوزير طلال ارسلان وشخصيات دينية ووفود نقابية. ووضع المشاركون وروداً حمراً على أضرحة كمال جنبلاط ورفيقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني. وقال جنبلاط:"لكمال جنبلاط خصوصية معينة، صحيح لا نستطيع ان نفصله عن بقية الشهداء، لكن تبقى له خصوصية عربية وطنية يسارية خاصة"، وأضاف:"مع احترامي لبقية الشهداء افضل ان يبقى لهذه الذكرى الطابع اليساري والعربي والفلسطيني، وفي يوم ما الطابع التغييري في النظام السياسي في لبنان"، مؤكداً أن"الوصاية لا ترفع الا بمزيد من التلاحم مع الشعب العربي الفلسطيني"، ومذكراً بأن"في الطائف ثمة بنداً يتعلق بإلغاء الطائفية السياسية، وفي العروبة ربما بعض الاحداث السابقة اغفلت معنى العروبة في لبنان". وأكد حوري باسم الحريري:"اننا على العهد والوعد جنباً الى جنب مع الزعيم وليد جنبلاط وقوى 14 آذار والشرفاء لنواجه تحديات المرحلة متمسكين بالمبادئ التي اطلقها الشهيدان كمال جنبلاط ورفيق الحريري وكبار هذا الوطن"، مشيراً الى أن"كل هذه المعاني ستؤدي الى موقف حاسم في السابع من حزيران لرفع راية لبنان العربي السيد الحر المستقل واتفاق الطائف والدستور والعيش المشترك والاعتراف بالآخر". ثم حضر الى الضريح نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"النائب جورج عدوان ووضع اكليلاً من الزهر، وقال:"ما جرى في 16 آذار من عام 1977 كان يوماً اسود في تاريخ الجبل تمثل باستشهاد كمال جنبلاط والضحايا المسيحيين الذين سقطوا في هذا اليوم"، معتبراً أن"الذكرى هذا العام مميزة بانطلاق المحكمة الدولية التي نأمل بأن تضع حداً للاغتيال السياسي لتغيير الوضع الوطني في لبنان"، ومؤكداً"كأبناء الجبل على قرارنا بالعيش الواحد". وشدد زكي على"الصداقة الدائمة للشهيد مع القضية الفلسطينية التي هي الآن امام عواصف شديدة"مؤكداً أنه"كلما اشتدت المؤامرة تجذرنا اكثر في مطالبنا العادلة". وقال:"اننا مصرون على تطبيق القرارات الشرعية الدولية وعلى تحرير كامل الحقوق". أما ابراهيم فأشار إلى ان أنه"اذا كانت معادلة الديموقراطية والعلمانية والاستقلال والعروبة شكلت بالنسبة الى كمال جنبلاط العدة اللازمة للعبور بلبنان من مجتمع الطوائف المفكك الى دولة الشعب الموحد، فإن معادلة الانخراط اللبناني الواجب والمحسوب في آن ضمن مدار الصراع العربي الصهيوني كانت بالنسبة اليه معادلة المصير". وقال النائب محمد الحجار:"عزاءنا أن العدالة آتية من خلال المحكمة الدولية، وانزال العقاب العادل بحق المجرمين". في حين اعتبر عطا الله أن"من غير الممكن ان تكتمل صورة البلد من دون اليسار والانحياز الى الفئات الاضعف والنظرة الانسانية للقيم". وقال النائب مروان حماده ان"لا معنى ل14 آذار من دون 32 سنة على اغتيال كمال جنبلاط"، مضيفاً أن ما أشار اليه جنبلاط"عن موقع اليسار في انتفاضة لبنان هو موقع طبيعي للحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي نخوض على اساسه الانتخابات النيابية، ولا معنى له ان لم يكن تحت مظلة الشهيد الاول كمال جنبلاط ويقترن بقبول الآخر ضمن التشكيلة التي تجمعها 14 آذار من يمين ويسار ووسط ولا بد لليسار ان يقول كلمته الحقة". وتحدث ايضاً رئيس"الحركة اليسارية"منير بركات. وحضر الى الضريح لاحقاً ووضع اكاليل من الزهر النائب السابق غطاس خوري، والمعارض السوري ادمون الحمصي وشخصيات. بري يتصل بجنبلاط وتلقى جنبلاط اتصالاً هاتفياً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لمناسبة الذكرى. وكان جنبلاط اعتبر في موقفه الاسبوعي لجريدة"الانباء"الصادرة عن"الحزب التقدمي"ينشر اليوم، أن"التقارب السعودي - الايراني خطوة ايجابية وستنعكس في شكل جيد على مسار الامور"، مشيراً الى أن"الكلام السعودي عن ضرورة مرور الدعم الايراني عبر بوابة الشرعية العربية مهم جداً لأنه يخفف التوتر المذهبي ويؤسس لشكل جديد من العلاقات العربية - الايرانية بالارتكاز الى احترام القضايا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين". ورأى أن القضية الفلسطينية"مقبلة على ما يبدو على المزيد من التعقيد بسبب فوز اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي قد يودي بمشروع الدولتين الى ما لا نهاية ويضع كل مبادرات السلام في الثلاجة الى اجل غير مسمى"، داعياً القوى الفلسطينية إلى"الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية وتجاوز الخلافات السابقة وتسهيل انطلاق مشاريع اعادة الإعمار على أن تلحظ بناء الملاجئ وتعزيز مقومات الصمود في مواجهة ما ستخطط له الحكومة الاسرائيلية الجديدة من حروب وربما تهجير لفلسطينيي 1948". وسأل عن"مصير مهمة جورج ميتشل في المنطقة وضرورة تفعيلها قبل فوات الأوان"، معتبراً أنه"أكثر من أي وقت مضى تتأكد استحالة التسوية بين الحق الفلسطيني وقيام الدولتين وبين النظرية الصهيونية". ولفت الى أن"الطائفية والمذهبية تغلغلت الى كل مفاصل حياتنا الوطنية وبات من الضروري الإقدام على خطوات جريئة في هذا المجال كي لا نورِّث الاجيال المستقبلية هذه الآفة الخطيرة"، محذراً من أن"أحد أبرز مقومات اتفاق الطائف أي عروبة لبنان ستصبح في خطر"، ومشدداً على ضرورة الغاء الطائفية السياسية. ونبه جنبلاط إلى أن"الخطابات المتبادلة بين الفريقين، المدروسة منها وغير المدروسة، أوصلت البلاد الى هذه الحال من التوتر"، مشدداً على"أهمية اعادة صوغ الخطاب السياسي بما يخفف من التوتر ويكرس أجواء الاستقرار الداخلي"، وداعياً"كل الاطراف الى الارتقاء في مستوى الممارسة السياسية الى حجم المخاطر والتصرف على أساسها". ورأى جنبلاط أن"المرحلة المقبلة تتطلب تفكيراً عميقاً من كل القوى لبحث سبل تدعيم السلم الأهلي بعيداً من التجاذبات السياسية، وتستلزم بلورة خطة اقتصادية اجتماعية ترفع المعاناة عن كاهل المواطنين". وقال:"قدمت قوى 14 آذار رؤيتها الموحدة للبرنامج الانتخابي الذي تضمن ثوابتها السياسية المتعلقة في الشأن الداخلي والعروبة والقضية الفلسطينية والمسائل الاساسية الاخرى وهو يشكل خطوة متقدمة على طريق المصالحة الوطنية وطي صفحة الخلافات السابقة"، مضيفاً أنه"يسجل لقوى 14 آذار انجاز اضافي وهو فتح السفارات بين لبنان وسورية وتنفذ اليوم الخطوات العملية في هذا المجال". واكد أن"التأسيس لمرحلة سياسية جديدة يتطلب خطوات تدريجية لإعادة بناء الثقة والصدقية بين مختلف الاطراف بمعزل عن الآثار السلبية التي ولدتها المرحلة السابقة ولو كان من موقع الاختلاف السياسي. فقيامة لبنان تستوجب مشاركة الجميع". نشر في العدد: 16783 ت.م: 17-03-2009 ص: 16 ط: الرياض