أحيا "الحزب التقدمي الاشتراكي" أمس الذكرى الحادية والتسعين لميلاد مؤسسه الزعيم الراحل كمال جنبلاط، فتقاطرت وفود شعبية وسياسيون إلى مسقطه المختارة. وجرياً على العادة كل عام، انطلقت مسيرة من باحة قصر المختارة باتجاه الضريح تقدمها رئيس"اللقاء الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط تحيط به زوجته نورا ونجله اصلان وكريمته داليا، ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل ابو فاعور، والنواب: عمار حوري، عاطف مجدلاني، ومحمد الحجار مثلوا رئيس"كتلة المستقبل"النائب سعد الحريري، نعمة طعمة، مروان حمادة، فؤاد السعد، اكرم شهيب، هنري حلو، انطوان سعد، علاء الدين ترو، وأنطوان اندراوس"الى جانب الكثير من الشخصيات والفاعليات السياسية والعسكرية والاجتماعية والديبلوماسية والنقابية والاعلامية. ولدى وصول الجميع الى الضريح، وضع جنبلاط والمشاركون أكاليل وزهوراً. وقال حوري:"جئنا اليوم باسم النائب الحريري وتيار"المستقبل"لنقول اننا مع الرجالات الكبار، وكمال جنبلاط رمز من رموز هؤلاء الكبار، ولكي نقول للزعيم وليد جنبلاط نحن معاً في 14 آذار، معاً في هذه المسيرة الاستقلالية السيادية التي عمّدناها بالدم وقدمنا الشهداء معاً، ونحن مصرون على متابعة هذه المسيرة بغية انجاز مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال، والى ان ننجز انتصار ثورة الارز متوجة بالانتخابات النيابية المقبلة... وبالوسائل الديموقراطية والبرلمانية مصرون على رفع هذه الراية". واعتبر حوري أن"الخاسرين يحاولون تعطيل الانتخابات، لكن لا مجال لأن نقبل بهذا التعطيل، فإرادة الشعب اللبناني يجب ان يتم التعبير عنها بالوسائل الديموقراطية والقانونية والدستورية". ورأى أبو فاعور الذي كان شارك في مسيرة مماثلة في البقاع الغربي:"هذا اليوم ليس تكريماً لكمال جنبلاط بل لإرثه وللحركة الوطنية اللبنانية وإرث اليسار اللبناني والثورة الفلسطينية والحركة الديموقراطية اللبنانية ولإرث كمال جنبلاط الاستقلالي الوطني اللبناني الذي لم يتنكر يوماً للعروبة"، معتبراً أن"الجموع الغفيرة هي لإحياء فكرة كمال جنبلاط وفكره الاستقلالي والوطني الذي نحتاج اليه اليوم في خضم معركة استقلالية كبرى يجب ان ينتصر فيها الشعب اللبناني لأجل سيادته وقراره الوطني المستقل". وأضاف:"نحن مقبلون على استحقاق انتخابي سيختار فيه اللبنانيون بين لبنان الحر السيد المستقل وبين لبنان التبعية والوصاية والسيطرة عليه من الخارج، وأعتقد ان خيار الأحرار اللبنانيين سيكون محسوماً ولذلك يجب ان تجرى الانتخابات وستجرى هذه الانتخابات والتهويل الذي يحصل بالاغتيالات ومرة بإعادة التوترات الامنية الى الشارع لن يثني القوى الديموقراطية عن خوض غمار هذا الاستحقاق الديموقراطي لأجل تثبيت سيادة لبنان واستقلاله". وتابع ان"الكلام الذي استمعنا إليه على لسان بعض حلفاء النظام السوري ننظر اليه بكثير من الجديّة ولا نستخف به، نعتبره مؤشراً الى المرحلة المقبلة وأعتقد ان هذا الفريق اجرى بعض التقويمات والدراسات وعرف ان الانتخابات النيابية لن تكون في مصلحته، بل ان النتائج ستكون كارثية عليه لذا لا نستغرب ان يلجأ الى ألف اسلوب لإجهاض الانتخابات المقبلة". وأشار أبو فاعور الى زيارات مسؤولين باتجاه دمشق، وقال:"حسناً فعل رئيس الجمهورية من موقعه الوفاقي والتوافقي بقراره في الامس بأن أي زيارة يجب أن يؤخذ علم بها على طاولة مجلس الوزراء، وهذا أمر ايجابي، من الآن وصاعداً سنرى مسلكية مختلفة بالتعاطي مع العلاقات اللبنانية ? السورية". وقال النائب مروان حمادة:"ذكرى ميلاد كمال جنبلاط هذا العام ترتدي طابعاً خاصاً، اذ تأتي بعد قافلة من الشهداء ضمن مسيرة بدأت باستشهاد المعلم في سبيل لبنان الديموقراطي والعروبي المستقل، وذكرى تؤسس لمعركة فاصلة يقودها الزعيم الوطني وليد جنبلاط تحت راية كمال جنبلاط، كما تتزامن مع المؤتمر للحزب التقدمي الاشتراكي الذي سيترأسه الزعيم وليد جنبلاط والذي سيحدد خلاله جملة من المواقف الوطنية التي ستكون اساساً لهذا الصراع الديموقراطي الذي اردناه ديموقراطياً ونصرّ ان يبقى سلمياً في لبنان من اجل حسم الأمور لمصلحة ما آمن به واستشهد لأجله كمال جنبلاط". وتلقى جنبلاط اتصالات وبرقيات بالمناسبة. وكانت، عشية الذكرى، ازدانت الشوارع والطرق في منطقة الشوف بالمشاعل والشموع، كما نظمت مسيرات شعبية وكشفية وشبابية في قرى وبلدات مختلفة.