تحول إحياء الذكرى ال 31 لاغتيال مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم كمال جنبلاط، الى مناسبة شعبية وسياسية إذ غصت بلدة المختارة بجمهور قوى 14 آذار وأركانها، ليجددوا فيها مواقفهم ويجمعوا على رفض مشاركة لبنان في القمة العربية المقرر عقدها نهاية آذار مارس الجاري في دمشق. ونظم الوافدون الى البلدة مسيرة شعبية كبيرة انطلقت من قصر المختارة في اتجاه ضريح جنبلاط، تقدمها رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط، تحيط به كريمته داليا والوزراء نعمة طعمة ومروان حمادة وغازي العريضي، ووفد نيابي مثّل رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري، رأسه النائب عمار حوري، إضافة الى نواب من قوى 14 آذار ووفود حزبية لبنانية وفلسطينية. وفور وصول المسيرة الى الضريح، قرأ المشاركون الفاتحة، ووضع جنبلاط وابنته داليا وردتين حمراوين على الضريح، وتلاهما المشاركون بوضع أكاليل زهور بينها أكليل باسم الحريري. وأقيت كلمات وقصائد في المناسبة. كما شهدت باحة القصر قَسَم مجموعة من الشباب يمين الانتساب الى الحزب. وعلى هامش الذكرى، قال حوري:"جئنا اليوم لنمارس فعل وفاء لخط كمال جنبلاط ولنقول للزعيم وليد جنبلاط: يداً بيد نحن على العهد والوعد، في تحالف قوى 14 آذار ومسيرة السيادة والحرية والاستقلال في وطن لن يكون إلا سيداً حراً مستقلاً عربياً، وفق اتفاق الطائف وليس وفق أي عروبة أخرى". وعن القمة العربية قال حوري:"الموقف الرسمي سيحدد في مجلس الوزراء لكننا على المستوى الشخصي نعبّر عن رفضنا المشاركة في هذه القمة العربية، نرفض إعطاء صك براءة لحاكم دمشق، ونرفض أن تكون القمة مخرجاً لبعض من ارتكب بحق لبنان". وتحدث العريضي عن رسالة كمال جنبلاط ومواقفه، قائلاً:"المقاومة بدأت مع كمال جنبلاط ورفاقه في الأحزاب الوطنية والتقدمية وصولاً إلى الحركة الوطنية ثم المقاومة الوطنية ثم المقاومة الإسلامية". وأضاف:"نسمع كلاماً من وقت الى آخر فيه الكثير من المزايدات حول الذين يريدون احتكار مناسبات لأنفسهم وكأن أيام حروب التحرير أو المقاومة كانت أيامهم وهي مسجلة باسمهم، هذا الرجل الكبير كمال جنبلاط، حاول تفادي الحرب في لبنان، وحاول اسقاط التدخلات الاجنبية في لبنان، وحاول مع شركائه في الوطن الذين كانوا أخصامه أن يتفادى دخول الجيش السوري الى لبنان وكان اول من رفع الصوت ضد التدخل السوري في لبنان يوم كان كثيرون يراهنون على مثل هذا الدور او يراهنون فقط على مسألة واحدة هي التخلص من كمال جنبلاط هذا الرجل الكبير الذي كانت مواقفه تقض مضاجعهم. ذهب الى كل اخصامه في السياسة ليحفظ وحدة لبنان والتنوع فيه والحرية فيه، والديموقراطية وكان يقول تعالوا لنحمي بلدنا، يوم فشل في ذلك قاوم دخول سورية الى لبنان وكان الاغتيال وكان الاستشهاد، وهو الاول في ذلك في الحفاظ على الحرية والسيادة والاستقلال والكرامة في لبنان والوحدة الوطنية والتنوع". وقال:"إذا كان كثيرون اليوم في محاولة استهدافهم وليد جنبلاط يذكّرونه بتاريخ والده وكأنهم معجبون بهذا التاريخ او مؤيدون له أو منسجمون معه، لي سؤال بسيط: لماذا قتلوا كمال جنبلاط، ولماذا سكت الآخرون عن قتله". وقال طعمة:"نفتقد كمال جنبلاط اول الشهداء في سبيل تحرير الوطن.. وهو في عليائه يأسف على ما يحصل في البلد من انقسام"، آملاً بأن"نلتحم قريباً جميعنا شعباً واحداً ونحيا معاً في بلد حر سيد مستقل". وقال حمادة إن"النظام السوري قتل كمال جنبلاط منعاً لشعارين رفعهما وهما القرار الوطني اللبناني المستقل، والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، وكرت السبحة بعد ذلك من شهيد الى شهيد، وانتفض لبنان في الرابع عشر من آذار بعد محطات ومفاصل كثيرة، لمنع عودة الانقلاب الزاحف الذي تحاول سورية أن تقترفه عبر بعض حلفائها في لبنان". وأضاف:"وفي هذه الذكرى نقول لهم إن القرار الوطني اللبناني المستقل سيكرس وسننتصر به وسيكون قراراً لا أميركياً ولا إيرانياً ولا سورياً ولا مصرياً ولا تابعاً لأي بلد، سيكون قرار المصالحة الوطنية كما كانت في الجبل فلتكن في كل لبنان، قرار الديموقراطية اللبنانية عبر انتخابات حرة كما كانت عام 2005، وهم الآن يخرجون عليها ويحاولون إقفال المجلس إلى انتهاء كل الدورات النيابية، وسيكون أيضاً بانتخاب رئيس للجمهورية توافقي، يتفق عليه اللبنانيون ويدعمه الجيش اللبناني". وعن القمة العربية والمشاركة فيها، قال:"لقد حسم الموضوع وليد جنبلاط باسم الحزب التقدمي الاشتراكي وباسم"اللقاء النيابي الديموقراطي"، بعدم المشاركة لأن وجود لبنان على طاولة يرأسها بشار الأسد، طاولة يُركن اليها بحث الملف اللبناني هو الخيانة بحد ذاتها". وقال النائب الياس عطا الله إن"كمال جنبلاط كان الشهيد الاول، في هذه المعركة الطويلة مع النظام السوري، ومع الطغيان والإرهاب، كان شهيد حرية لبنان وديموقراطيته، وأعتقد بأن هذه أثمرت حركة استقلالية كبيرة عاد وأطلقها استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والشهداء كلهم في طريق مستمر نحو تحقيق استقلال لبنان". وقال النائب محمد الحجار إن"الأهداف التي استشهد من اجلها كمال جنبلاط هي نفسها أهداف ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال، ومضامين الوثيقة السياسية التي أطلقتها قوى 14 آذار في مؤتمرها الأخير". وللمناسبة التقى النائب جنبلاط ظهراً القائمة بأعمال السفارة الأميركية ميشال سيسون على رأس وفد من السفارة، في حضور الوزراء طعمة وحمادة والعريضي والنائبين أكرم شهيب وعلاء الدين ترو، والسيدة نورا جنبلاط. واستبقى جنبلاط ضيوفه الى مائدة الغداء. وكذلك تلقى النائب جنبلاط سيلاً من الاتصالات أبرزها من سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجة الموجود في الرياض، والنائب الحريري.