تراجعت"جبهة التوافق"السنية عن تمسكها بمرشح وحيد لمنصب رئيس البرلمان واختارت 4 نواب تم الاقتراع على اسمائهم سراً داخل الجبهة من بين 8 مرشحين لرئاسة البرلمان، تمهيداً لعرضهم أمام مجلس النواب للتصويت الاحد اليوم، فيما علمت"الحياة"وجود مساع لاعادة"حزب الفضيلة"والتيار الصدري الى"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي. وعقدت الجبهة مساء الجمعة اجتماعاً جرى خلاله التصويت على اربعة مرشحين لمنصب رئيس البرلمان الشاغر منذ شهر ونصف الشهر بعد استقالة رئيسه محمود المشهداني. وأوضح النائب عن"التوافق"حارث العبيدي ل"الحياة"إن الجبهة اختارت 4 مرشحين هم طه اللهيبي وخلف العليان وأياد السامرائي وخليل جدوع، مشيراً الى ان كل مكون من المكونات الأربعة للتوافق اختار مرشحا واحدا. ويُعد ذلك ايذاناً بعودة عدد من نواب"التوافق"المنسحبين للترشح تحت سقف الجبهة وليس من خارجها، خصوصا طه اللهيبي وخلف العليان، والاخير كان اعلن انسحابه بعد استقالة المشهداني. ويقول مطلعون داخل الجبهة ان اتصالات تتم منذ ايام لاعادة توحيد الكتلة السنية في البرلمان بعد ورود معلومات عن نية"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي اعادة كتلة الصدر و"حزب الفضيلة"الى صفوفه. وقال العبيدي إن"المرشحين المذكورين اختيروا من بين 8 نواب سنة رشحوا لمنصب رئيس البرلمان، هم إضافة الى الأربعة الذين اختيروا، حسين الفلوجي ووثاب شاكر وعبد مطلك الجبوري ومهدي الحافظ بعد انسحاب النائبين أسامة النجيفي وميسون الدملوجي فضلا عن انسحاب النائب عن الكتلة العربية المستقلة حسين الجبوري. واضاف انه ستعرض اسماء المرشحين الأربعة أمام البرلمان للتصويت في جلسة الاحد لاختيار الرئيس الجديد للبرلمان، مشيرا الى أن"فوز أي مرشح يحتاج إلى 138 صوتا ليحقق الغالبية المطلقة ويحظى بمنصب الرئيس". وكان البرلمان العراقي اعلن تأجيل جلسته امس للتوصل الى توافق أكبر بين الكتل البرلمانية على رئاسة البرلمان. ولفت العبيدي الى ان"تأجيل عقد الجلسة أمس يعود إلى عدم اكتمال النصاب"، واتهم بعض الكتل البرلمانية ب"تعمد عدم إكمال النصاب من خلال التغيب عن حضور جلسات البرلمان"، مشيراً الى أن"عقد جلسة الأحد سيكون رهنا باكتمال النصاب داخل البرلمان"وقال إن"التصويت على المرشحين سيتم وفق جولتين"موضحاً انه"سيتم خلال الجولة الأولى من التصويت تحديد اثنين من المرشحين اللذين سيحصلان على أعلى الأصوات تمهيدا للتصويت عليهما في الجولة الثانية الاثنين". من جانبه أكد النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان ل"الحياة"ان كتلة التحالف الكردستاني ستصوت للمرشح الذي يحظى بقبول اكبر داخل"جبهة التوافق". وقال إن رئاسة البرلمان هي من حصة"التوافق"وهي وحدها التي يحق لها تقديم مرشحين، لافتا أن أي مرشح من خارج التوافق لن يحظى بدعم الكتلة الكردية. وكان المشهداني استقال من منصبه في 23 كانون الأول ديسمبر الماضي بعد مشادة كلامية مع مجموعة من النواب الأمر الذي عطل إقرار مجموعة من القوانين المهمة من بينها الموازنة العامة للعام 2009 ، لكن المحكمة الاتحادية عادت وأصدرت قرارا بالسماح للنائب الأول لرئيس البرلمان بإصدار وإقرار القوانين المهمة. من جهته اعتبر القيادي في القائمة العراقية أسامة النجيفي، ان سبب انسحابه من المنافسة على منصب رئيس البرلمان يعود الى نظام"المحاصصة الطائفية"الذي يراد له ان يسود في العراق". في غضون ذلك، أعلنت مصادر برلمانية وجود اتصالات بين الحزبين الشيعيين الرئيسيين"المجلس الاعلى الاسلامي"العراقي بزعامة عبدالعزيز الحكيم و"حزب الدعوة"بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لإعادة"حزب الفضيلة وتيار الصدر الى"الائتلاف الموحد"الذي انسحب منه الطرفان لأسباب مختلفة العام الماضي.