سببت استقالة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني امس الأول الأربعاء، تفككا في "جبهة التوافق العراقية" الممثل الأكبر للعرب السنة في البرلمان العراقي، اثر اتهامه الحزب الرئيسي فيها الجبهة بالتآمر لاقالته. وتضم الجبهة 39نائبا يمثلون "الحزب الإسلامي العراقي" بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي و"مجلس الحوار الوطني" برئاسة خلف العليان، و"مؤتمر اهل العراق" بزعامة عدنان الدليمي. وقال المشهداني في مؤتمر صحافي ان "الحزب الإسلامي كان يتآمر علي منذ المرحلة الأولى". واضاف "يقولون جئنا بك وجعلناك رئيسا للبرلمان وانقلبت علينا". وتابع المشهداني الذي تميز باعتداله اثناء ادارته جلسات البرلمان لثلاث سنوات "رأيت نفسي لا استطيع ان استمر لانه عندما اعرض مشروع الإصلاح البرلماني كرئيس برلمان ولا يستجاب لي لم يعد لي حاجة للبقاء". وجمع الائتلاف العراق الشيعي ( 85نائبا) والتحالف الكردستاني ( 53نائبا) جمعا تواقيع لاقالة المشهداني اثر الجدل الذي وقع الأربعاء. واكد المشهداني "طالبت وبشدة واصرار والى حد الاستقالة" بان "يكون هناك اصلاح برلماني وعلينا البدء بانفسنا باخراج البرلمان من هذه المحاصصة الزائفة". وانتخب المشهداني الطبيب والسياسي المغمور سابقا رئيسا لمجلس النواب العراقي في نيسان (ابريل) 2006.وهو يقدم نفسه على انه اسلامي معارض لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي سجنه مرتين في 1980و 2000.واستقال المشهداني من منصبه الثلاثاء. واقرت استقالته بالاجماع بسبب اهانته لاعضاء المجلس في فورة غضب اثناء جلسة الأربعاء الماضي. واثر استقالة المشهداني، اعلنت كتلة مجلس الحوار الوطني (سبعة مقاعد من اصل 39لجبهة التوافق) في مؤتمر صحافي أمس انسحابهم من الجبهة. وتلا النائب خلف عليان رئيس مجلس الحوار، في مؤتمر صحافي بيانا جاء فيه "لم يعد لجبهة التوافق وجود من الناحية العملية بعد الآن وعليه فان اعلان حل الجبهة اصبح ضرورة حتمية ليذهب كل مكون بالاتجاه الذي يستطيع ان يخدم الشعب من خلاله بعيدا عن التكتلات الطائفية والعرقية المقيتة". واضاف "ندعو الجميع الى عدم التعامل مع ما كان يسمى بجبهة التوافق". من جانبه أعلن المشهداني انه سيعود إلى منصبه بعد تسعة أشهر، معرباً عن نيته تشكيل كتلة سياسية جديدة. وقال المشهداني في مؤتمر صحافي في بغداد "إنني أغادر البرلمان العراقي اليوم وسأعود إليه بعد تسعة أشهر لأن الشعب العراقي سيختار القائد الحقيقي له". على صعيد آخر ذكر مصدر برلماني عراقي أن جبهة التوافق رشحت أربعة من نوابها لخلافته في منصبه الشاغر. وقال مصدر برلماني عراقي طلب عدم الكشف عن اسمه إن "جبهة التوافق العراقية قدمت أسماء أربعة مرشحين لشغل منصب رئيس مجلس النواب الشاغر وجميعهم من السنة". وأشار إلى أن النواب المرشحين هم "أسامة النجيفي عن "القائمة العراقية" التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي، وصالح المطلك عن "جبهة الحوار الوطني"، والاثنان رشحهما رئيس مجلس الحوار الوطني الشيخ خلف العليان الذي ينتمي المشهداني إلى كتلته". وأضاف المصدر "كما رشح "الحزب الإسلامي" اثنين من كوادره لشغل هذا المنصب، هما اياد السامرائي وأسامة التكريتي".