تخوض جبهة"التوافق"السنية معركة رئاسة البرلمان، وسط انشقاقات وخلافات عميقة بين مكوناتها، وأرجأ البرلمان العراقي انتخاب رئيسه اسبوعاً، بعدما شهدت الجلسة التي عقدها امس تجاذبات بين الكتل اثر طرح"الحزب الاسلامي"اسم النائب إياد السامرائي مرشحا. واكد النائب اسامة النجيفي ان السامرائي قوبل برفض قاطع من"جبهة الحوار"الوطني التي يتزعمها النائب خلف العليان التي تمسكت بدعم مرشحين سنّة من خارج كتلة الجبهة. وقال ل"الحياة"إن"اختيار رئيس البرلمان يحتاج الى توافق سياسي والقضية لن يتم حسمها في جلسة واحدة". وأضاف ان النواب"اتفقوا على منح الكتل فرصة جديدة لاستكمال النقاش حول مرشحيها"، لافتا إلى ان"الحزب الاسلامي"هو المكون الوحيد الذي سمى مرشحه. وعن موقف باقي المرشحين قال إن كل المرشحين خارج جبهة"التوافق"لا يملكون الفرصة للفوز بمنصب رئيس البرلمان لأن الجبهة تصر على ان يكون الرئيس الجديد منها. إلى ذلك، اكد العليان ل"الحياة"ان"ترشيح السامرائي مرفوض"، مشدداً على ان"مجلس الحوار الوطني"وباقي الكتل في"التجمع التنسيقي"لن تسمح بأن يكون رئيس البرلمان من"الحزب الإسلامي". ولفت الى ان قادة الكتل السياسية عقدوا امس، اجتماعا للبحث في قضية المرشحين لرئاسة البرلمان وقرروا تأجيل البت فيها إلى السبت المقبل، مشيرا أن"تأجيل اختيار رئيس جديد للبرلمان جاء لإعطاء بعض الوقت للكتل السياسية للاتفاق على مرشح يحظى بالإجماع". من جهته، قال النائب عن كتلة"التحالف الكردستاني"محمود عثمان ل"الحياة"إن كتلته"لم تعلن دعمها أي مرشح بانتظار التوافق بين الكتل". ولفت الى"وجود اتجاهين في البرلمان: الاول يقضي بطرح مرشح واحد يتم التوافق عليه والثاني يذهب الى طرح مجموعة من المرشحين واللجوء إلى التصويت". أما النائب عن"جبهة التوافق"، نورالدين الحيالي فقال في تصريحات صحافية امس إن السامرائي"حظي بموافقة كتلتي"الائتلاف"الشيعية و"التحالف الكردستاني"اللتين ستصوّتان لصالحه". وكان رئيس البرلمان محمود المشهداني الذي ينتمي الى"مجلس الحوار الوطني"قدم استقالته من منصبه في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، ما دفع المجلس الى الانسحاب من الجبهة في اليوم التالي، وأدى هذا الانسحاب الى انخفاض عدد مقاعد"التوافق"من 38 إلى 29 مقعدا، تلاه انسحاب النائب طه اللهيبي من الجبهة واعلانه الانضمام الى تحالف جديد يضم حزب"الفضيلة"وشخصيات سنية منسحبة من"التوافق". ويمتلك الحزب الإسلامي 21 معقدا من مقاعد"التوافق"، فيما يمتلك"مؤتمر أهل العراق"ثلاثة مقاعد هي لعدنان الدليمي وابنته أسماء وحارث العبيدي، فضلا عن ثلاثة نواب في تجمع"المستقبل الوطني"الذي يضم ظافر العاني وسلمان الجميلي وعامر الخيزران، ونائبين مستقلين هما احمد العلواني ومظهر السعدون.