مع ورود أنباء عن عزم الكتل البرلمانية العراقية حسم النزاع على منصب رئيس مجلس النواب نهاية الأسبوع الجاري، أكد نواب من الكتل المتنافسة أن نتائج الانتخابات المحلية ستدعم القوى السنية المطالبة بالمقعد من خارج"جبهة التوافق"وداخلها. وذكر النائب عبد مطلك الجبوري من الكتلة العربية المستقلة في تصريح إلى"الحياة"أن نتائج الانتخابات البلدية"ستلقي بظلالها على الخريطة السياسية في تمثيل الواقع السني". وأضاف أن"المعطيات لدينا تشير إلى انحسار في نفوذ الحزب الاسلامي في غالبية المناطق السنية، ما يدعم موقف القوى المنافسة له على منصب رئاسة البرلمان من جهة وأيضاً يمكن أن تعزز النتائج في قناعة الكتل الأخرى لتأييد مرشح من خارج التوافق". وفي حال أظهرت النتائج النهائية تفوق"الاسلامي"، أفاد أن"هذا لن يغير موقفنا من أن الاسلامي استنفد استحقاقاته في العملية السياسية، ونعود إلى البرلمان مباشرة في تقرير من يشغل المنصب". ويؤيد النائب محمد تميم من"جبهة الحوار"بزعامة صالح المطلك ما ذهب إليه الجبوري. وقال ل"الحياة"إن"الانتخابات المحلية ستحدد الحجم الحقيقي للأحزاب في المحافظات ومن بينها الاسلامي في مناطق وسط البلاد وغربها، ما يمنح المطالبين الآخرين بمقعد رئيس البرلمان دفعاً جديداً تحت شعار أحقية تمثيل الواقع السني". ويؤيد النائب عن الحوار محمد الدايني"اسناد المهمة الى التوافق لإكمال مرحلة المحاصصة الطائفية وتحميلها كامل المسؤولية لما أفرزته من انعكاسات سلبية على الوضع العراقي". لكن وجهات نظر أخرى داخل"جبهة التوافق"السنية تذهب الى أن الفوز في انتخابات المحافظات سيمنح الجبهة و"الحزب الاسلامي"دفعاً جديداً لتأكيد حق الجبهة في ترشيح رئيس البرلمان. يذكر أن البرلمان العراقي فشل منذ 23 كانون الأول ديسمبر الماضي يوم استقالة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، في التوافق على البديل بسبب التجاذبات داخل مكونات"جبهة التوافق". وتعززت هذه التجاذبات بعد قرار"الاسلامي"ترشيح أحد قيادييه، ما دفع مكونات وأفراد الى اعلان انسحابهم من الجبهة بينهم رئيس مجلس الحوار النائب خلف العليان الذي طالب بالمنصب وأيضاً النائب طه اللهيبي الذي كشف في تصريحات امس"أن مكونات الجبهة ستجتمع اليوم الاثنين، لاقناع الحزب الاسلامي بتغيير مرشحه النائب اياد السامرائي الذي واجه اعتراضاً من الكتل النيابية". وأعلن النائب حارث العبيدي عن"جبهة التوافق"أن البرلمان سيناقش موضوع رئيس مجلس النواب في جلسة الأربعاء المقبل". وقال:"سيتم طرح أسماء المرشحين من دون التصويت". وعن موقف"الائتلاف"الشيعي من دعم مكوّن أو حزب سني على خلفية نتائج الانتخابات المحلية، قال القيادي في"حزب الدعوة"النائب عبدالهادي الحساني ل"الحياة"إن"الكرة الآن في ملعب المكوّنات السنية". وزاد:"لم نتخذ موقفاً معارضاً لمرشح الحزب الاسلامي وكل الاعتراضات كانت من ممثلي الكتل السنية خارج التوافق التي طالبت بسحب امتيازات الجبهة لمصلحتها وتحديداً في هذا المنصب". وكان برهم صالح نائب رئيس الوزراء نوّه في تصريحات صحافية أخيراً إلى أن"قرار الكتل الرئيسية أن تجتمع كتلة التوافق على مرشح بديل. وأعرب عن أمله في"أن تنتهي جبهة التوافق لاختيار شخصية وطنية قادرة على قيادة المؤسسة التشريعية خلال هذه السنة الحافلة بالاستحقاقات السياسية".