أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أمس، ان القاضية سوزان كروفورد التي تترأس المحاكم الاستثنائية في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا أسقطت التهم الموجهة الى السعودي عبد الرحيم النشيري بالتورط في الهجوم على المدمرة الأميركية"يو أس أس كول"في اليمن عام 2000 حين قتل 71 بحاراً أميركياً. وسيعلق ذلك الإجراءات القضائية تنفيذاً لمرسوم أصدره الرئيس الأميركي باراك أوباما بهدف منح وقت كافٍ لاتخاذ قرار في شأن إلغاء المحاكم العسكرية الخاصة التي شكلتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش لمحاكمة مشبوهين بالإرهاب خارج إطار النظام القضائي الأميركي. وقال الناطق باسم"البنتاغون"جيفري غوردن إن"القاضية سحبت التهم من دون المس بالقضية، ما يسمح بإعادة توجيه تهم إليه في أي وقت". وكان القرار متوقعاً بعدما رفض القاضي العسكري جيمس بول المكلف النظر في ملف النشيري في 29 كانون الثاني يناير الماضي تعليق القضية، تنفيذاً لطلب الادعاء تطبيق مرسوم إغلاق غوانتانامو الذي أصدره الرئيس أوباما في 22 كانون الثاني يناير، علماً ان مثول النشيري 43 سنة الذي يواجه احتمال إدانته بالإعدام أمام القاضي بول كان مقرراً بعد غد الاثنين. وتملك القاضية كروفورد وحدها صلاحية التراجع عن قرارها عبر التخلي موقتاً عن التهم التي وجهتها الإدارة الأميركية السابقة، في وقت تتعرض المحاكم الاستثنائية في غوانتانامو لانتقادات شديدة بسبب قلة احترامها لحقوق الدفاع، وهو ما وعد أوباما بتغييره. في غضون ذلك، أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي ليون بانيتا نيته طي صفحة حقبة الممارسات المثيرة للجدل التي نفذتها في عهد الرئيس السابق بوش، مثل تقنية"الإيهام بالإغراق"أو نقل معتقلين الى دول أجنبية لتعذيبهم. وقال خلال جلسة استماع عقدها الكونغرس لتثبيت تعيينه:"أريد أن نتولى مسؤولياتنا مع احترام القانون والدستور، ونمتنع عن إرسال أي شخص لتعذيبه في الخارج أو الى بلد ينتهك القيم الإنسانية"، علماً ان الرئيس أوباما علق العمل بوسائل الاستجواب التي اعتمدتها"سي آي أي", والسجون السرية. ووصف بانتيا تقنية"الإيهام بالإغراق"بأنها"تعذيب وممارسة سيئة"، لكنه رفض تحميل محققي"سي آي أي"مسؤولية هذه الأعمال"لأنهم تحركوا بضوء أخضر منحه البيت الأبيض". على صعيد آخر، حضت اللجنة الدولية للمحلفين واشنطن على سحب معارضتها لكشف الحكومة البريطانية أدلة على مزاعم تعرض المعتقل البريطاني السابق في غوانتانامو محمد بنيام للتعذيب. واعتبرت ان القضية تمنح إدارة الرئيس أوباما فرصة الابتعاد عن ميراث الرئيس بوش في"الحرب على الإرهاب، علماً ان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبان دافع أول من أمس عن قرار معارضة نشر التفاصيل"لأنها ستؤدي الى خفض التعاون الاستخباري وتهديد الأمن القومي البريطاني". وفي تشرين الأول أكتوبر الماضي، أسقطت وزارة الدفاع الأميركية كل التهم عن بنيام الذي يقول انه اعترف تحت ضغط بتنفيذه هجوماً باستخدام"قنبلة مشعة". نشر في العدد: 16745 ت.م: 07-02-2009 ص: 12 ط: الرياض