أعلن سلطان احمد باهين، الناطق باسم وزارة الخارجية الافغانية أمس، ان بلاده ستسعى الى اخذ زمام المبادرة في قتال متمردي حركة"طالبان"والتحكم في المساعدات الاجنبية خلال مشاركة وفدها في المراجعة التي تجريها الادارة الاميركية حالياً لاستراتيجية مواجهة اعمال العنف المتنامية على اراضيها. وأوضح باهين ان الوفد الافغاني سيثير قضيتين رئيستين تتمثلان في الاضطلاع بدور قيادي في"الحرب ضد الارهاب"عبر تحسين قدرات الجيش الافغاني وزيادة تسليحه، ودعم مشاريع التنمية والإعمار التي"ستساعد كابول في تعزيز الادارة الرشيدة والديموقراطية"، علماً ان حكومة الرئيس الافغاني حميد كارزاي تعتمد على المساعدات الاجنبية والقوات الغربية في أمور الاقتصاد والامن منذ ان أطاحت قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظام"طالبان"عام 2001. واعتبر الناطق ان القضيتين شكلتا منذ فترة طويلة جزءاً من المطالب التي قدمها كارزاي الى ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش،"لكن من دون ان تحظيا باهتمام". وتابع:"طالما سنفتح صفحة جديدة مع الاميركيين، فنملك فرصة طرح وجهات نظرنا كحلفاء. سنكرر المطلبين لأننا نعلم انهما اساسيان لإرساء الامن. كما سنمارس ضغوطاً لدفع الأميركيين الى زيادة تركيزهم على استهداف قواعد المتشددين ومخابئهم عبر الحدود الوعرة في باكستان"التي سترسل وفداً ايضاً الى واشنطن. وكان الرئيس كارزاي أكد بعد اجرائه اتصالاً هاتفياً مع نظيره الاميركي ان التوتر مع الولاياتالمتحدة في شأن الخسائر في صفوف المدنيين انتهى،"لأن أي عملية للقوات الاجنبية لن تنفذ بغير تنسيق مع القوات الافغانية". وأكد باهين ان سيطرة الحكومة الافغانية على بلايين الدولارات من المساعدات الاجنبية ستساعدها في كسب قلوب الشعب وعقولهم، على رغم ان منظمات خيرية تقول إن"مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الخارجية لم تنفق بصورة فاعلة في البلاد". وأفادت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية أمس، أن مسؤولي وكالات الإغاثة الدولية حذّروا من أن سوء الإدارة والإسراف والفساد تشل جهود إعادة الإعمار في أفغانستان وتهدر ثلث أموالها والبالغة 15 بليون دولار. كما تعمق الاستياء الشعبي من القوات الأجنبية التي تأثرت ايضاً بسقوط ضحايا مدنيين كثيرين في العمليات التي تشنها هذه القوات ضد المتشددين. وأشارت"ذي غارديان"الى ان الحكومة الأفغانية اعترفت باختفاء 5 بلايين دولار من حجم المساعدات الدولية المخصصة لعمليات التنمية وإعادة الإعمار. وغداة اعلان الرئيس الاميركي باراك أوباما ارسال 17 الف جندي اميركي اضافي الى افغانستان، ما سيرفع عدد القوات الاميركية في البلاد الى 55 الفاً بحلول الصيف المقبل، توقع قائد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان الجنرال الاميركي ديفيد ماكيرنان مواجهة القوات الاجنبية سنة صعبة, مؤكداً ان القتال ضد المسلحين وصل الى طريق مسدود في جنوب البلاد. وحذر ماكيرنان من توقع نصر سريع في الحملة التي تشن ضد مسلحي الحركة"لأن المشاكل الاساسية كثيرة، وهي الفقر والامية وأعمال العنف المستمرة منذ ثلاثة عقود"، مشدداً على ان الولاياتالمتحدة يجب ان تحتفظ بمستويات عالية من القوات لفترة غير محدودة.وأشار الى ان غالبية مهمات القوات الدولية ستشمل مناطق الجنوب التي تدهورت فيها الاوضاع الامنية اخيراً، وتخلو ارجاء واسعة منها من وجود عسكري للحلف. وأقر الجنرال الاميركي جيفري شلوسر، احد قادة قوات التحالف الدولي في افغانستان، بأن فصل الشتاء الحالي اعتبر الاكثر عنفاً في شرق افغانستان منذ نهاية 2001. وبرر ذلك بانتقال متمردين وبينهم باكستانيون وعرب وشيشان الى المنطقة بأعداد اكبر من السابق، وزيادة عدد الجنود في المنطقة. وقال شلوسر الذي يقود حوالى 23 الف جندي من القوات الدولية:"على رغم زيادة عدد الهجمات وتعقيدها، لكنها غير فاعلة عسكرياً، لأنها تقتل عدداً من المدنيين". تزامن ذلك مع توجه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى بولندا لحضور اجتماع لوزراء دفاع الحلف الاطلسي، إذ سيطالب دولها بإرسال مزيد من القوات والمساعدات المدنية. لكن غيتس استبعد احتمال التزام الحلفاء بإرسال قوات إضافية، فيما شدد على الحاجة إلى المساعدة في طريقة الحكم وتدريب الشرطة الأفغانية، ومكافحة المخدرات والفساد. وأشار الى ان الدول التي لا تستطيع ارسال قوات إضافية يمكن أن تنفق اموالاً لدعم صندوق لتمويل الجيش الوطني الأفغاني، لافتاً إلى ان بلاده طلبت ذلك من اليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج وغيرها. على صعيد آخر، صرح غيتس بأن بلاده يجب أن تعيد النظر في علاقتها بروسيا، وقال:"تقلقنا تصرفات روسيا، لكننا نحتاج اليها"، متهماً موسكو باعتماد الازدواجية في موضوع القاعدة الجوية الاميركية في مطار ماناس في قرغيزستان، اذ"انهم يؤكدون أنهم يعملون معنا في أفغانستان، فيما يعملون ضدنا في موضوع القاعدة الجوية المهمة بالنسبة إلينا"، علماً ان قرار الإغلاق تزامن مع تقديم موسكو قرضاً لبيشكيك بقيمة بليوني دولار. وصادق البرلمان القرغيزي أمس، بغالبية 78 نائباً من اصل 81 حضروا الجلسة على اغلاق القاعدة الاميركية، وبات يحتاج الى توقيع الرئيس القرغيزي كرمان بك باكييف لإقراره. نشر في العدد: 16758 ت.م: 20-02-2009 ص: 13 ط: الرياض