أفاد مكتب الامن الذي يتولى مهمات مراقبة لحساب عشرات من المنظمات غير الحكومية في افغانستان ان الحرب في البلاد بدأت للتو، مشيرة الى ان قوات الحلف الاطلسي "التي لم تقترب من مطاردة فلول حركة طالبان حتى الآن، دخلت في صراع يزداد اتساعاً وعمقاً، وربما تخسر سيطرتها على الامن". وقال المكتب في تقرير عن العام الماضي ان مقاتلي"طالبان"شنوا هجمات اضافية في منطقة اكثر اتساعاً عام 2007، واضاف ان"السيناريو الافضل لهذا العام هو تكرار الشيء ذاته". ولم يستبعد المكتب ان يشكل عام 2007 بعد سنوات"العام الذي استأنفت طالبان القتال بجدية فيه"، معتبراً ان عودة"طالبان"تجعل تقهقرهم السهل من افغانستان نهاية عام 2001"تراجعاً استراتيجياً أكثر من هزيمة عسكرية فعلية". ولفت الى ان مراقبين كثيرين يعتقدون بأن افغانستان"في بداية حرب وليست في نهايتها". وما زالت"طالبان"اكثر نشاطاً في معاقلها التقليدية في جنوبافغانستان وشرقها، لكنها وسعت نطاق هجماتها الى اجزاء في غرب البلاد ووسطها وشمالها. في غضون ذلك، دعا الرئيس الافغاني حميد كارزاي أمس، المسلمين الى التوحد ضد"الطغاة"الذين يرتكبون هجمات انتحارية في المنطقة باسم الاسلام. وقال كارزاي، في خطاب القاه امام حوالى الفي مصلٍ في جامع كابول بمناسبة عاشوراء:"واجبنا وواجب البلدان الاسلامية خصوصاً شعوب المنطقة ان نتوحد في مواجهة الهجمات الانتحارية"التي تجاوز عددها 140 في افغانستان العام الماضي. واسفر هجوم انتحاري استهدف فندق سيرينا المحاط بإجراءات امن مشددة في كابول الاثنين الماضي عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل بينهم ثلاثة اجانب، فيما تعاني باكستان ايضاً من دوامة الهجمات الانتحارية. ميدانياً، قتل اكثر من عشرين من عناصر"طالبان"وجرح عشرة آخرون في عملية مشتركة شنتها القوات الاجنبية والافغانية في ولاية كونار شرق. واوضح حاكم الولاية فضل الله واحدي ان المتمردين تسللوا ليل الجمعة - السبت عبر الحدود مع باكستان، وهاجموا اهدافاً عسكرية في افغانستان،"ما حتم رد الجيش الافغاني والقوات الاجنبية"، فيما اعلن القائد في الجيش الافغاني الكابتن آدم خان متين ان بعض المقاتلين من الاجانب. على صعيد آخر، عين الرئيس الاميركي جورج بوش الجنرال في سلاح البر ديفيد ماكيرنان قائداً جديداً للقوات الدولية للمساعدة في ارساء الامن ايساف في افغانستان التابعة للحلف الاطلسي. وجاء تعيين ماكيرنان الذي سيخلف الجنرال الاميركي دان ماكنيل, في اعقاب انتقاد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس كفاءة قوات"الاطلسي"خصوصاً البريطانية والكندية والهولندية المنتشرة التي تواجه حركة"طالبان"في جنوبافغانستان. وأوصى غيتس الثلثاء الماضي بإرسال 3200 جندي اضافي من مشاة البحرية الاميركية الى افغانستان، ما يرفع عدد الجنود الاميركيين الى 30 الفاً. واجرى وزير الدفاع الاميركي اول من امس، جولة في قاعدة تشارلستون البحرية بولاية ساوث كارولاينا حيث القى نظرة مباشرة على برنامج لإنتاج آليات مقاومة للرصاص للقوات الاميركية. وصرح بأن"الارواح التي ينقذها البرنامج في العراقوافغانستان يجعل انتاج الآليات امراً مهماً"، علماً ان"البنتاغون"جعل البرنامج الذي تبلغ تكلفته 22 بليون دولار احد اولوياته العام الماضي، في مواجهة المسلحين الذين يستخدمون قنابل بدائية الصنع. ونقلت 2225 آلية من طراز"ام ار ايه بي"المقاومة للالغام خلال اقل من عام.