قتلت قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان بالتعاون مع الجيش الأفغاني 35 من متمردي حركة"طالبان"، في معارك اندلعت اثر شن الحركة هجومين على بلدتي جومال وسربي بإقليم بكتيكا شرق. وأعلن التحالف في بيان ان المتشددين هاجموا المركز الإداري لإقليم ساروبي في ولاية باكتيكا المحاذية للحدود مع باكستان، لكن الجيش الأفغاني نجح في صدهم. وكشف ان"طالبان"حاولت بعدها الاستيلاء على المركز الإداري لإقليم جومال المجاور، ما اضطر الجنود الأفغان الى طلب دعم سلاح الجو التابع ل"الأطلسي"، والذي قتل 22 متمرداً. وكان الحلف الأطلسي اكد الاثنين مقتل 55 متمرداً اسلامياً في معارك استمرت اسبوعاً في باكتيكا، ونجمت بحسب مسؤولين افغان واميركيين عن اتفاقات لوقف النار أبرمتها باكستان المجاورة لأفغانستان مع متشددين. وتشكو الحكومة الأفغانية وبعض الحلفاء الغربيين من فشل باكستان في ردع المتشددين في مناطقها القبلية الحدودية. وأوقفت اسلام آباد اخيراً حملاتها العسكرية ضد جماعات موالية ل"طالبان"على جانبها من الحدود، وتحاول ابرام اتفاقات سلام معها، في محاولة من جانبها لوقف العنف الذي قتل مئات الباكستانيين العام الماضي. لكن مسؤولين أفغاناً وغربيين يرون ان محادثات السلام ستعطي المتشددين فرصة لشن مزيد من الهجمات داخل أفغانستان. وكشفت القيادة الأميركية لقوات الحلف الأطلسي في شرق أفغانستان ان هجمات المتشددين زادت بنسبة 40 في المئة في المنطقة خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ووصف العقيد جيفري شلوسر ارتفاع وتيرة العنف بأنها"متوقعة"، باعتبار ان الهجمات تزداد سنوياً منذ عام 2002، أي بعد عام من اطاحة نظام"طالبان"من السلطة في اعقاب اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. وأكد شلوسر في"البنتاغون"ان الحلف يحقق تقدماً في ارساء الاستقرار، لكنه قال انه لا يستطيع تأكيد ان هذه الجهود تشكل قوة دافعة يتعذر النيل منها. وقال شلوسر ان هجمات"طالبان"وباقي المتمردين باتت معقدة، وتستهدف مواقع مثل المدارس لعرقلة التنمية الاقتصادية. وبرر زيادة الهجمات بذهاب القوات الدولية والأفغانية الى مناطق لم تعمل فيها سابقاً لتعقب المتمردين. وطالب همايون زادة، الناطق باسم الرئيس الأفغاني كارزاي باكستان بمنع المتشددين من شن هجمات عبر الحدود و"الا ستضطر كابول الى التحرك عبر ارسال قوات افغانية الى باكستان لملاحقة المتشددين"، وهو ما سارعت باكستان الى شجبه. وأشار شلوسر الى ان النجاح في افغانستان"لن يتحقق في النهاية من طريق العمليات العسكرية، لكن حين يخلص الأفغان المترددون الى ان الحكومة توفر لهم حياة افضل ويقررون معاداة الجماعات المتمردة، وقال:"سيتطلب ذلك كثيراً من عمل المجتمع الدولي وصبر الأميركيين". على صعيد آخر، أعلن الجيش الأميركي ان قوات التحالف قتلت عدداً من المتشددين واحتجزت 12 منهم في اقليم هلمند جنوب. في المقابل، قتل جندي بريطاني من التحالف وجرح ثلاثة آخرون في انفجار عبوة لدى مرور آليتهم خلال مواجهات مع"طالبان"في هلمند التي تعتبر معقلاً ل"طالبان"، حيث يشن عسكريون بريطانيون واميركيون من التحالف و"الأطلسي"هجمات منذ اسابيع. وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية ان جندياً في الكتيبة الرابعة من فوج المظليين ترجل من سيارته بحثاً عن الغام في سهل سانغين الأعلى، قبل ان يقتل لدى انفجار احدها. ورفع ذلك عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ مطلع السنة الى 102 وعدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في هذا البلد منذ نهاية عام 2001 الى 108.