حذّر رئيس مجموعة"توتال"النفطية الفرنسية كريستوف دومارجوري، من"سيناريو أسود"يتمثل في ارتفاع كبير في أسعار النفط قبل العودة الى النمو الاقتصادي، وأكد ان مجموعته عازمة على المضي في استثماراتها، لمواجهة التحديات التي ستبرز عند الخروج من الأزمة الحالية. ولفت خلال مؤتمر صحافي عقده امس في باريس لعرض نتائج"توتال"لعام 2008، ان الانكماش الاقتصادي الذي بدأ منذ منتصف السنة الماضية، انعكس على النفط، خصوصاً مع تراجع الاستهلاك في كل من الولاياتالمتحدة والصين وإلى أن السعر استمر في التراجع على رغم الخفوضات التي اعتمدتها منظمة الدول المنتجة للنفط"أوبك"، واستقر في نطاق 40 دولاراً للبرميل، وهو مستوى غير كاف لإنعاش الصناعة النفطية. وأشاد بدور دول"اوبك"، خصوصاً السعودية، في ضبط السوق النفطية، لكنه رأى ان التحدي يكمن في الحؤول دون ارتفاع بالغ في الأسعار عند عودة الطلب. وحذر من نقص في المعروض ناتج عن تراجع القدرات الإنتاجية وبالتالي في موازاة تفاقم الأزمة، ما قد يؤدي الى ارتفاع الأسعار قبل عودة النمو الاقتصادي، وهو ما وصفه ب"السيناريو الأسود". وشدد على ضرورة المضي في الاستثمار على رغم التردي العام في المناخ الاقتصادي خصوصاً في مجالات مثل البحث والتطوير، لأن الاستثمار وحده يمكّن"توتال"من مواجهة تحديات المستقبل. وذكر في هذا الإطار أن"توتال"رصدت 14 بليون يورو هذه السنة للاستثمار، وهو مستوى قريب مما كانت رصدته في السنة الماضية، وأن 75 في المئة منه سيستخدم في التنقيب والإنتاج. وأكد دومارجوري ان مجموعته ستكون قادرة على مواصلة الاستثمار في ظل الأزمة الاقتصادية، ما لم ينخفض سعر برميل النفط الى ما دون 40 دولاراً. وعرض خمسة مشاريع رئيسية تتولاها"توتال"، وستبدأ بالإنتاج في 2009 ومن بينها مشروع"قطر غاز"ومشروع الغاز اليمني المسال، الذي قال انه أنجز على رغم ما أحيط به من تشكيك، بفضل الإصرار على العمل. وأكد دومارجوري حرص"توتال"على الاستمرار ايضاً في مجالي التكرير والصناعات البتروكيماوية، وأنها ليست في وارد إغلاق أي من مصافيها خلال السنة الحالية. وذكر ان النتائج الصافية ل"توتال"في عام 2008 سجّلت تراجعاً نسبته 8 في المئة مقارنة مع 2007، نتيجة انخفاض الأسعار، لكنها على رغم ذلك حققت أرباحاً بقيمة 14 بليون يورو. نشر في العدد: 16751 ت.م: 13-02-2009 ص: 18 ط: الرياض