قال رئيس التنقيب والاستكشاف في شركة"توتال فينا الف"النفطية الفرنسية كريستوف دومارجوري انه ينبغي على الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والدول المنتجة خارج"أوبك"ان تقدم على استثمارات جديدة لتطوير طاقاتها الانتاجية. وأضاف في حديث ل"الحياة"انه ينبغي حالياً ان تكون هناك طاقة انتاجية اضافية مقدارها مليوني برميل يومياً لدى الدول الاعضاء في"أوبك"والدول خارج المنظمة، لافتاً الى أن الأزمة التي تؤدي الى ارتفاع اسعار النفط هي ازمة طلب وليس ازمة عرض. وزاد دومارجوري ان ما حصل في الآونة الاخيرة هو ان العالم لم يشهد نمواً على الطلب على رغم توافر العناصر كافة لمثل هذا النمو، ومنها نمو الاقتصاد الاميركي والنمو في آسيا الذي قابلته مرحلة تراجع اقتصادي في الغرب. وأشار الى أن"أوبك"تصرفت بشكل مسؤول وجيد لتلبية الزيادة عندما اصبح النمو الاقتصادي الاميركي يواكب النمو في آسيا. لكنه اشار الى ان دول"أوبك"وضعت في الاسواق معظم طاقتها الانتاجية، باستثناء السعودية التي لا يزال لديها طاقة زائدة بمستوى مليون برميل في اليوم. وتابع انه بما ان معظم دول"أوبك"تنتج بأقصى طاقتها، وكذلك الامر بالنسبة الى الدول المنتجة خارج المنظمة التي يعتبر احتياطها اقل بكثير من احتياط دول"أوبك"، باتت هناك ازمة طلب وليس ازمة عرض. وزاد ان التوازن في السوق النفطية لا يعني فقط ان يكون هناك ما يكفي من النفط، فهناك حالياً ما يكفي لتلبية الطلب، لكن هذا الطلب مغطى على مدى ضيق. وقال دومارجوري انه في فترات عدم الاستقرار في الشرق الاوسط وفي دول مثل نيجيريا وغيرها، ليس هناك امكانية لانتاج اضافي الا من السعودية. وأبدى موافقته على قول وزير النفط السعودي علي النعيمي انه من الافضل ل"أوبك"ان تحافظ على بعض المرونة على صعيد طاقتها الانتاجية، لانه عندما سيرى العالم ان الطاقة الانتاجية الزائدة غير متوافرة فإن اول ازمة في السوق النفطية ستؤدي الى ارتفاع في الاسعار الى حد غير معروف. وذكر ان الصين مثلاً ليس لديها احتياط، سواء استراتيجي أو تقني، على غرار اوروبا، فيما الولاياتالمتحدة لا تستخدم المخزون الاستراتيجي الا في زمن الحرب، وهذا ما عمل به جميع الرؤساء الاميركيون باستثناء بيل كلينتون الذي استخدم مليون برميل من المخزون، ولم يلق ذلك اي ترحيب. وأكد دومارجوري انه ينبغي على الدول المنتجة ان تعمل على زيادة استثماراتها لزيادة طاقتها، اذ ليس هناك سبب لأن تتحمل السعودية وحدها هذه المسؤولية، خصوصاً ان دولاً اخرى مثل الكويت وايران وغيرها التي لديها احتياط، وبامكانها زيادة طاقتها بالتعاون مع شركاء لهم خبرة في هذا المجال. واعتبر انه في احسن الاحوال اذا تحسّنت الامور في العراق، وحدّت الصين من استهلاكها وانتعش الاقتصاد الاوروبي وشهدت الولاياتالمتحدة نمواً ادنى، فمن المتوقع ان تتراجع أسعار النفط لكنها لن تعود الى مستويات منخفضة. واشار الى انه بإمكان"أوبك"التي تنتج حالياً بطاقتها شبه الكاملة ان تبقي الأسعار بحدود 30 دولاراً للبرميل، مؤكداً ان المنظمة تعمل بذكاء، اذ انها قالت ان اكثر من 28 دولاراً للبرميل هو السعر العادل وان انخفاض السعر الى اقل من 28 دولاراً غير مرض. وقال دومارجوري ان الاسواق في الفترة الحالية تشهد طاقة انتاجية ضيقة لتلبية الطلب، وان الاسعار قد تبقى نحو الارتفاع. ولفت دومارجوري الى ان المرحلة الحالية هي الاولى في تاريخ النفط التي نرى فيها ان العالم يعيش نقصاً في الطاقة النفطية.