يبعث على الدهشة ميل محبي السيارات والاعمال الهندسية الى إمضاء إجازاتهم في ألمانيا. ومرد ارتفاع عدد زائري المانيا الى تحويل مصانع السيارات الالمانية، ومراكز ادارة اعمالها ومصانعها، ومتاحفها، الى تحف عمارة فنية. وهذه المباني الجديدة الفخمة هي من بنات خيال أكبر مهندسي هذا العصر. وكأنها جزء من المستقبل في الحاضر. وأكثر المباني صيتاً ذائعاً هو مبنى"بي أم دبليو فيلت"أو عالم"بي أم دبليو". وافتتح بميونيخ، في 2007، وهو يقع على مقربة من متحف ماركة السيارات هذه. ويلفت الناظر الى هذا المبنى، المشيد من حديد وزجاج، شكلان هندسيان مخروطان ولولبيان يتقاطع فيهما الزجاج والحديد، ارتفاع الواحد 30 متراً، وقطره 45 متراً. فيشعر المرء ان السماء والغيم انفلتا من قيد الجاذبية كأنهما يحلقان في الفضاء. وهندسة هذا المبنى تستوحي أجواء ال"أوبن سبايس"، أو المساحات المفتوحة. فالضوء يغمر المكان، ويضيئه. وفي القاعة الزجاجية المفتوحة واللولبية تعرض سيارات"بي ام دبليو"على مسرح سيار يجول في طابقي المبنى. وتستقبل الزائر غرفة جلوس فيها أرائك وطاولات"تفاعلية"، تقدم معلومات عن نماذج السيارات ونماذجها. ونواة المبنى ساحة عرض مذهلة تنتظر اقبال الزوار على إمطار نماذج السيارات بنظرات الإعجاب. وفي وسع الزائر التدرب على القيادة في برنامج كمبيوتري مواز يحاكي القيادة الحقيقية. والى جانب القاعة، يقوم متجر تذكارات، ومطاعم ومقاصف. وفي وسع الزبائن زيارة الموقع لاستلام سياراتهم، والاستفادة من خدمات خاصة. ويزور آلاف ال"بي ام يين"نسبة الى ماركة السيارات ميونيخ لاستلام سيارة، أو لاضفاء طابع فردي وخاص على هيكل سيارتهم الخارجي أو عربتها، في فرع"بي ام دبليو انديفيديولز". وفي وسع هواة سيارات الماركة هذه زيارة مبنى ادارة الشركة، وهو امتداد لهذه التحفة الهندسية. وشُيّد هذا المبنى الاسطواني الشكل، قبل أعوام. ويحاكي شكله محركات السيارة المزودة بأربع اسطوانات. وتعقد في هذا المبنى حفلات، ومؤتمرات، واجتماعات. وفي الايام المئة الاولى من افتتاحه، استقطب"بي ام دبليو فيلت"500 ألف زائر. وإقبال الناس عليه هو الاكبر قياساً على عدد زائري المتاحف الأخرى بميونيخ. فعالم"بي ام دبليو"يرحب بالزوار. وفي شتوتغارت، شيّدت مرسيدس بنز متحفاً، في 2006. وتحاكي هندسته شكل أعشاب النفل ووريقاتها الثلاث. وتبدو طوابق المبنى الثلاث سفينةً ضخمة من عالم المستقبل تنقل أمجاد ماركة النجمة المثلثة، وتعرض تاريخ ابتكاراتها في عالم السيارات، منذ اكثر من 120 عاماً. وهيكل المبنى اسمنتي تغلفه طبقة من الزجاج والألمنيوم. وتغيب عن هندسة المبنى الاشكال المستقيمة وزواياها، فهو، شأن سيارة المرسيدس، يحاكي الاستدارات، والانحناءات. وفي وسع صالات العرض تحمل وزن عشر شاحنات. ويبلغ ارتفاع الصالات، بين الارض والسقف، 33 متراً. وتبدو هذه الصالات معلقة في الفضاء، لا يربطها اي عامود اساس بالارض. وحاز المبنى جوائز هندسة عالمية. وحذت شركة"بورش"حذو مرسيدس - بنز، وافتتحت متحفاً مساحته 5 آلاف و600 متر مربع. ويعرض في هذا المتحف 80 نموذجاً من سيارات بورش. ويبدو ان متاحف السيارات بألمانيا، وهي تحف فنية هندسية، هي قطب مريدي السيارات الفخمة والمتقنة الصنع في انحاء العالم. عن مارين دي لا هوري،"لوبوان"الفرنسية، 5/2/2009 نشر في العدد: 16749 ت.م: 11-02-2009 ص: 25 ط: الرياض