أُرجئت المحادثات بين وفدي الحكومة السودانية ومتمردي"حركة العدل والمساواة"التي كان مقرراً أن تنطلق أمس في الدوحة إلى اليوم لرفع مستوى تمثيل الطرفين. وسيحضر جلستها الأولى مساعد الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور الدكتور نافع علي نافع وزعيم"حركة العدل والمساواة"خليل إبراهيم، في وقت أعلنت فصائل التمرد الأخرى مقاطعتها المحادثات واعتبرتها جزئية ومشروعاً للمصالحة بين الإسلاميين في الحكم والمعارضة. وعشية بدء محادثات الدوحة، أفيد أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على طائرة هليكوبتر تابعة لقوات حفظ السلام خلال تحليقها فوق دارفور ما أدى إلى تحطيم زجاجها الأمامي. ونقلت وكالة"رويترز"عن قيادة قوة حفظ السلام المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي أن طائرة هليكوبتر من طراز"مي-8"تابعة لها أصيبت في اثناء نقلها امدادات غذائية على بعد 70 كيلومتراً جنوب غربي الفاشر. وقال الناطق باسم القوة المشتركة نور الدين المازني إنهم كانوا محظوظين لعدم وقوع اصابات وإن هذه حادثة خطيرة جداً وغير مقبولة كون القوة موجودة لحفظ السلام وليست طرفاً في الصراع. وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل للصحافيين، أمس، إن الجلسة الافتتاحية لمحادثات الدوحة اليوم ستحظى بمشاركة رفيعة المستوى، تضم إلى جانب نافع وخليل، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ والوسيط الأممي الافريقي المشترك في أزمة دارفور جبريل باسولي، وكبار المسؤولين في الحكومة القطرية والأممالمتحدة والجامعة العربية، على أن يلي ذلك مفاوضات ثنائية على مستوى أقل بين وفدي الحكومة و"حركة العدل والمساواة"من الخبراء، لمناقشة مسودة"اتفاق اطار"صاغه الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي. وأكد اسماعيل أن الوفد الحكومي الذي غادر الخرطوم إلى الدوحة مساء أمس، سيدرس مع وفد"حركة العدل والمساواة"ورقة"اتفاق اطاري"تركّز على الترتيبات الأمنية ووقف اطلاق النار والعدائيات، إضافة إلى الأجندة الأساسية المرتبطة باقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية خلال المفاوضات الرئيسية التي ستنضم إليها الحركات المسلحة الأخرى. وحول إعلان مني أركو مناوي، مساعد الرئيس زعيم أحد فصائل"حركة تحرير السودان"، مقاطعة جولة الدوحة وتوجيهه انتقادات حادة إلى الخطوة، أعرب اسماعيل عن أمله في أن يلحق مناوي بالمحادثات الرئيسية التي ستضطلع بمعالجة القضايا الأساسية، وناشد مناوي أن لا يعيق الجهود القطرية بوصفه جزءاً من الحكومة وباعتبار الجولة فرصة لإنهاء معاناة أهالي دارفور، بعدما فشل اتفاق أبوجا الذي وقّعه مناوي مع الحكومة في أيار مايو 2006 في إنهاء أزمة الأقليم. وكان مني أركو مناوي أعلن ليل الأحد مقاطعة حركته محادثات الدوحة واعتبرها مشروع"تسوية سرية"و"مؤامرة خبيثة ثنائية"، وقال إن أي اتفاق في الدوحة سيعيد انتاج الأزمة في دارفور. كما أعلنت"حركة تحرير السودان"فصيل عبدالواحد محمد نور مقاطعة محادثات الدوحة، ورأت أنها ستزيد أزمة الإقليم تعقيداً. وانضمت"حركة تحرير السودان - فصيل الوحدة"إلى مقاطعة المحادثات التي ترعاها الدوحة. ووصف الناطق باسم الحركة محجوب حسين، في بيان أصدره بهذا الشأن، المحادثات بأنها ثنائية بين الخرطوم و"حركة العدل والمساواة". وقال رئيس"الجبهة الشعبية المتحدة"في دافور عبدالعزيز نموشه إن الحكومة غير جادة في تحقيق سلام في دارفور، ورأى أن ما يجري في الدوحة لا يمكن أن يؤدي إلى تسوية سلمية. أما الناطق باسم"حركة تحرير السودان - الموحدة"عصام الحاج فوصف ما يجري في الدوحة بأنه استكمال لعملية توحيد الإسلاميين. وقال الحاج إنه لم يجر التشاور مع جميع الأطراف لإبداء وجهات نظرها، مشيراً إلى أن ما يجري في الدوحة اعادة لتجربة أبوجا وستكون النتيجة اسوأ. نشر في العدد: 16748 ت.م: 10-02-2009 ص: 12 ط: الرياض