فيما حددت"كتائب القسام"الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس شرطها لتحقيق التهدئة بوقف العدوان في شكل كامل في قطاع غزة تمهيداً لنقلها الى الضفة الغربية، شنت طائرات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس غارات على أهداف مدنية جنوب قطاع غزة وشماله سقط في إحداها شاب فلسطيني، فيما استشهد آخر متأثراً بجروحه. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن شابين فلسطينيين استشهدا أمس، أحدهما في غارة جوية شنتها طائرات حربية اسرائيلية فجراً على بلدة بيت حانون شمال القطاع، فيما استشهد الآخر متأثراً بجروح أُصيب بها قبل أكثر من عشرة أيام في غارة مماثلة شنتها طائرات الاحتلال على مخيم خان يونس جنوب القطاع. وأضافت أن الشاب خالد الكفارنة 22 عاماً وصل إلى مستشفى بيت حانون أشلاء بعدما مزقته شظايا صاروخ أطلقته طائرات اسرائيلية على البلدة. وذكرت"سرايا القدس"الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"في بيان أن الكفارنه"ارتقى إلى العلا بعدما خاض اشتباكاً مسلحاً برفقة مجاهد آخر من كتائب الشهيد جهاد جبريل الذراع العسكرية للجبهة الشعبية - القيادة العامة مع قوة إسرائيلية خاصة حاولت التقدم إلى المناطق الزراعية شرق بيت حانون". وأضافت أن"الشهيد خالد والمجاهد الآخر اشتبكا لمدة نصف ساعة مع القوة الإسرائيلية الخاصة، قبل أن تتدخل الطائرات المروحية وتطلق صاروخين في اتجاههما، ما أدى إلى استشهاد المجاهد خالد، فيما لا يزال مصير المجاهد الثاني مجهولاً بعد انقطاع الاتصال معه". كما استشهد حسين شامية متأثراً بجروح أُصيب بها قبل نحو عشرة أيام عندما استهدفته طائرات حربية اسرائيلية أثناء قيادته دراجته النارية في مخيم خان يونس جنوب القطاع. واستهدفت الطائرات الحربية ايضاً مركزاً للشرطة التابعة للحكومة المقالة في خان يونس، وتجمعاً للمواطنين شمال القطاع. وقال المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق إن القصف الإسرائيلي استهدف بئر مياه العطاطرة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى الى تدميرها وحرمان 10 آلاف مواطن من خدمات المياه. وأضاف في بيان صحافي أمس أن"قطاع المياه يعاني كثيراً نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وتكبد خسائر فادحة، وتضرر عدد من المشاريع". وأشار إلى أن"قطاع المياه يعاني من كارثة حقيقية، وعلى المؤسسات الدولية ذات العلاقة والمجتمع الدولي أن يتدخلا بقوة لدى الجانب الإسرائيلي لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات". وقالت مصادر اسرائيلية إن الغارتين جاءتا رداً على إطلاق صاروخين من القطاع أول من أمس في اتجاه بلدات اسرائيلية في النقب الغربي. الى ذلك، اعتبر الناطق باسم"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"الملقب"أبو عبيدة"أن"التهدئة مرحلة في تاريخ شعبنا الفلسطيني عبر مسيرة المقاومة، وتأتي للتخفيف عنه، والتقاطه أنفاسه". واضاف في حديث إلى موقع"القسام"الالكتروني أمس إن"شروطنا للتهدئة هي وقف العدوان في شكل كامل في القطاع تمهيداً لنقلها الى الضفة الغربية، وكذلك فتح المعابر كاملةً ورفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني في شكل كامل، وهو الحد الأدنى الذي يطالب به شعبنا الفلسطيني". وأضاف:"هذا الموقف ليس موقفنا فقط بل موقف كل الفصائل الفلسطينية وجميع المنصفين في العالم العربي والإسلامي وفي العالم الحر، وأن بعض الأنظمة في العالم العربي والإسلامي أصبح يطالب بالمطالب ذاتها التي تطالب بها المقاومة لأنها ترى أنها شرعية، وهي حق لشعبنا الفلسطيني الذي يقع تحت الاحتلال، وليست منة من الاحتلال أو من أي أحد". وشدد على أنه"لا توجد تهدئة مفتوحة، خصوصا أن نيات الاحتلال عدوانية، فنحن لن نكبل مقاومتنا بتهدئة طويلة الأمد، أو مفتوحة. نحن خيارنا ليس خيار التسوية والسلام مع العدو الصهيوني لأن الاحتلال لا يمد يداً للسلام في شكل حقيقي. نحن خيارنا خيار المقاومة، وبالتالي فإن التهدئة ستكون موقتة، لكننا سنلتزمها إذا كانت في إطار التوافق والإجماع الفلسطيني". واعتبر أن"التهديدات التي يطلقها العدو الصهيوني في شأن اغتيال قيادات حماس إذا رفضت التهدئة، تأتي في سياق الحملات الانتخابية القائمة حالياً". وقال إنه"في حال حاول الاحتلال تنفيذ مثل هذه التهديدات، فإن الطاولة ستنقلب عليه، ونحن مستعدون للتصدي والرد على هذه الجرائم بكل قوة". وأضاف أن"الاحتلال عبر اشهر طويلة حاول ربط موضوع التهدئة والمعابر بملف الجندي الأسير غلعاد شاليت، ونحن رفضنا ولا نزال نرفض هذا الربط. ونقول إن ملف شاليت مختلف تماماً عن ملف المعابر والحصار. رفع الحصار وفتح المعابر هو حق لشعبنا الفلسطيني بعيداً عن صفقة تبادل الأسرى، فهي صفقة لها مسارها المحدد والواضح ولها ثمنها الذي يجب أن يدفعه الاحتلال". نشر في العدد: 16748 ت.م: 10-02-2009 ص: 16 ط: الرياض