كشفت وثائق"إرشيف الدولة"في إسرائيل من العام 1974 أن الحكومة قررت آنذاك، بعد سبع سنوات من احتلال القدسوالضفة الغربية، بناء مستوطنة"معاليه أدوميم"شرق القدس في الطريق إلى أريحا، لتكون جزءاً من إسرائيل في إطار أي اتفاق دائم، كما خططت أن يصل عدد سكانها إلى مئة ألف. وشُرع ببناء الشقق السكنية الأولى في المستوطنة العام 1975، ونالت اعتراف الحكومة الرسمي باعتبارها"بلدة إسرائيلية"العام 1977 وسميت مدينة العام 1991 حين أقيمت سلطة بلدية خاصة بها. ووفقاً لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، يسكن في المستوطنة الآن 35 ألف مستوطن، وهي أكبر مستوطنات القدس والضفة، وتمتد مساحتها على 48 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية المحتلة تمت مصادرتها. ووفقاً ل"أرشيف الدولة"، اتخذت حكومة إسحاق رابين الأولى في نوفمبر العام 1974 قراراً بإقامة منطقة صناعية شرق القدس تسمى"معاليه أدوميم"وتشييد شقق سكنية لإيواء عمال المنطقة الصناعية. وبحسب قرار الحكومة، تكون"معاليه أدوميم"متواصلة جغرافياً مع مدينة القدس بما في ذلك المنطقة التي عرفت لاحقاً ب E1 التي يعارض الأميركيون منذ سنوات البناء فيها لأن بناء كهذا يبتر القدسالمحتلة عن الضفة الغربية. وكشفت منظمات حقوقية إسرائيلية أن الدولة العبرية صادرت آنذاك عشرات آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين لإقامة المستوطنة وهجّرت آلافاً من بيوتهم في المنطقة المصادرة، كما أبعدت بدواً كان يقيمون قرب هذه الأراضي وأرغمتهم على الإقامة بمحاذاة مزابل. وأضافت أن البناء في المسار الحالي للجدار الفاصل إزاء توسع المستوطنة أدى إلى نشوء جيوب يعيش فيها فلسطينيون في عزلة شبه تامة. وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية قررت قبل عام ضم مستوطنة"كيدار"القريبة إلى منطقة نفوذ"معاليه أدوميم"، ما يعني إضافة 11 ألف دونم إليها.