كشفت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أمس عن مخطط استيطاني جديد يبغي ابتلاع آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية المحتلة في محيط مدينة القدسالمحتلة لبناء 6 آلاف وحدة سكنية جديدة تضاف إلى مستوطنة «معاليه أدوميم» شرق المدينةالمحتلة، والتي تعتبرها إسرائيل جزءاً من أراضيها في إطار أي اتفاق سلام في المستقبل، تماما كما سائر المستوطنات الكبرى في محيط القدس و «غوش عتصيون» (التي وضعتها داخل الجدار الفاصل الذي أقامته). وأفادت الإذاعة أن لجنة خاصة في وزارة الداخلية أوصت بتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) لبناء 6000 وحدة سكنية جديدة. وإذ تدرك السلطات الإسرائيلية معارضة الولاياتالمتحدة توسيع البناء في المستوطنة المذكورة لأن من شأنه أن يؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية ووسطها، فإن اللجنة تحاول «التحايل» من خلال الادعاء بأن الحديث هو عن ضم مستوطنة صغيرة تدعى «كيدار»، تبعد عن «معاليه أدوميم» مسافة ثلاثة كيلومترات ويرتع فيها 800 مستوطن، إلى مستوطنة «معاليه ادوميم»، على أن تضم الأخيرة معها الأراضي الواقعة بين المستوطنتين بمساحة 12 ألف دونم، ما سيتيح لمستوطنة «معاليه أدوميم»، ثاني أكبر المستوطنات في أراضي عام 1967، بناء 6 آلاف وحدة سكنية جديدة ومضاعفة عدد المستوطنين فيها الذي يقدر الآن بنحو 30 الفاً. وتحاول إسرائيل منذ سنوات توسيع «معاليه أدوميم» في المنطقة المعروفة ب «إي 1» مع وجود مخطط جاهز لبناء 3500 وحدة سكنية. لكن واشنطن تردعها لعلمها أن أي توسع سيقضي على إمكان التواصل الجغرافي بين أجزاء الدولة الفلسطينية، خصوصاً بين جنوب الضفة ووسطها. لكن الإذاعة العسكرية أشارت إلى أن توصية اللجنة الخاصة تحتاج الى تصديق من وزارة الداخلية التي يرأسها زعيم «شاس» ايلي يشاي، وهو يؤيد بشدة توسيع الاستيطان في محيط مدينة القدس، معتبراً المدينة خارج إطار المفاوضات مع الفلسطينيين. من جهتها، طمأنت اللجنة في توصيتها إلى أن «العواقب السياسية» الخارجية التي قد تنجم عن مخططها «بسيطة هامشية». وقال الأمين العام لحركة «سلام الآن» التي ترصد النشاط الاستيطاني ياريف اوبنهايمر للإذاعة العسكرية معقباً، إن «الحكومة تحاول استخدام مفهوم الكتل الاستيطانية من أجل ضم مستوطنات معزولة مثل كيدار إلى حدود إسرائيل، ومن خلال ذلك يتم تعديل مسار الجدار العازل ليضم كيدار». واضاف أنه بموجب هذا المنطق «سيكون بالإمكان قريبا ضم مدينة رام الله أيضا من خلال الادعاء بأنها حي داخل معاليه أدوميم». ورد رئيس بلدية «معاليه أدوميم» بيني كشريئيل على تعقيب اوبنهايمر بالتأكيد على أن الحكومتين السابقتين اعتبرتا مستوطنة «كيدار» تقع داخل الجدار. واعتبر ان «محاولات اليسار إخراجها من الجدار تتعارض مع جميع التفاهمات بين حكومة إسرائيل والأميركيين ومع خريطة الطريق أيضا». من جانبها، دانت السلطة الفلسطينية التحرك الاسرائيلي، وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة امس ان «استمرار سياسة التوسع الاستيطاني هي تدمير متعمد للجهود الدولية والاميركية للتقدم في عملية السلام»، مؤكدا ان «هذه السياسة تؤكد عدم جدية الجانب الاسرائيلي بالوصول الى اتفاق عادل وشامل على مبدأ حل الدولتين». وطالب المجتمع الدولي والادارة الاميركية بالضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف سياسة الامر الواقع التي تهدد اي عملية سياسية مستقبلية. إلى ذلك (ا ف ب)، حذّر حزب «جبهة العمل الاسلامي» الاردني، الذراع السياسية ل «الاخوان المسلمين» وابرز احزاب المعارضة في البلاد، القادة العرب والمسلمين من «خطر حقيقي» يداهم المسجد الاقصى في القدسالمحتلة.