عمد ديبلوماسيون اميركيون الى اصطحاب مصورين صحافيين في جولة قاموا بها اخيرا على مستوطنات تعتزم السلطات الاسرائيلية اقامة مشاريع توسع جديدة فيها. وهذه هي المرة الاولى التي يصطحب فيها طاقم ديبلوماسي اميركي وسائل اعلام في جولة على المستوطنات، الامر الذي فسّر على انه اشارة الى سياسة اميركية جديدة ازاء الاستيطان في عهد ادارة الرئيس باراك اوباما. وتقول مصادر فلسطينية ان الديبلوماسية الاميركية تبدي اهتماما مختلفا بموضوع التوسع الاستيطاني لمعرفتها بأنه يشكل عائقا امام استئناف المفاوضات. وكان الرئيس محمود عباس ألمح اخيرا الى انه رفض طلباً اميركيا لاستئناف المفاوضات قبل ان توقف الحكومة الاسرائيلية التوسع الاستيطاني، واكد انه لن يتفاوض مع الحكومة الاسرائيلية قبل ان توقف الاستيطان بكل اشكاله، بما في ذلك النمو الطبيعي في المستوطنات. وكانت وزارة الداخلية الاسرائيلية اوصت اول من امس بمصادرة نحو 12 الف دونم من اراضي الضفة الغربية شرق مدينة القدس لتوسيع مستوطنة «معاليه ادوميم». ونصت التوصية على بناء ستة آلاف وحدة سكنية في هذه المساحة من الاراضي الواقعة بين مستوطني «كيدار» و «معاليه ادوميم» لجمعهما في جسم استيطاني واحد. وحصر الديبلوماسيون الاميركيون جولتهم في المستوطنتين المذكورتين. وتشكل مستوطنة «معاليه ادوميم» عقبة سياسية كبيرة امام فرص التوصل الى حل سياسي بين الفلسطينيين والاسرائيليين لانها تقطع التواصل الجغرافي بين وسط الضفة وجنوبها، ما يحول دون اقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا. وهذه المرة الثانية التي يقوم فيها ديبلوماسيون اميركيون بجولة في هذه المنطقة منذ تسلم الرئيس اوباما الحكم في الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول في القنصلية ان القنصل العام يقدم تقريرا مباشرا لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها شرق القدس. وتنفذ السلطات الاسرائيلية عمليات توسع استيطاني متسارعة في مدينة القدس، واعلنت اخيرا عن مشروع لبناء حي استيطاني جديد في قلب حي عرب السواحرة. ويقام الحي الجديد على أرض مساحتها ثلاثة دونمات ونصف الدونم، ويتألف من ثلاث بنايات سكنية تضم 66 شقة سكنية. يذكر ان سلطة التخطيط والبناء الاسرائيلية صادقت على خطة البناء عام 2000 حينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت يتولى منصب رئيس بلدية القدسالغربية ويشجع البناء الاستيطاني في القدسالشرقية. ودافعت بلدية القدسالغربية عن هذا المشروع قائلة: «البناء الجديد جزء من حي تلبيوت الشرقي، وتتم العملية وفقاً للقانون بعد الحصول على التصاريح اللازمة من قبل البلدية». وأضاف الناطق بلسان البلدية: «البناء ضمن حدود بلدية القدس هو ليس استيطاناً تماماً كما البناء في تل ابيب ليس استيطاناً». من جانبه، اعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان السلطة الفلسطينية تعتزم «اللجوء الى مجلس الامن والجمعية العامة» للامم المتحدة للعمل على وقف التوسع الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.