نظم مئات الأشخاص من سكان بلدة الغجر المحتلة تظاهرة وإضراباً شاملاً في بلدتهم أمس احتجاجاً على نية تقسيمها وانسحاب القوات الاسرائيلية من قسمها الشمالي المطل على الأراضي اللبنانية وتسليمه إلى القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان يونيفيل. ومنذ الصباح بثت مكبرات الصوت بياناً باسم أهالي الغجر يدعو الى التجمع والاعتصام رفضاً للقرار الاسرائيلي بالانسحاب من الشطر الشمالي وضرورة التجمع عند حدود القرية لرفض القرار بحجة أن الغجر سورية وسكانها سوريون. وظهراً، تجمع السكان في وسط الساحة العامة للبلدة في ظل اجراءات عسكرية وامنية اسرائيلية مشددة. وانطلقوا إلى الطريق الشمالي من الشطر اللبناني حيث تتمركز قوة اسبانية تابعة ل"يونيفيل"وسلموا ضباطها مذكرة بمطالبهم الى الامين العام للامم المتحدة، ضمنوها طلباً يرفض تقسيمها، ويدعو الى ابقائها مرتبطة بالقرار الدولي 242. وطالب الأهالي قوات الاممالمتحدة بأن لا تحاول الدخول الى قريتهم وتقسيمها لأن"ذلك يعتبر انتحاراً جماعياً لكل سكان هذه القرية". وأفاد موقع"لبنان الآن"الالكتروني أن سيارات للمخابرات الاسرائيلية جابت طيلة نهار أمس شطري بلدة الغجر، فيما ارتدى جنود العدو ثياباً مدنية. كما عملت القوات الاسرائيلية على تدشيم وتحصين البوابة الإسرائيلية في الغجر، وهي المنفذ الوحيد للأهالي إلى إسرائيل وفلسطين والجولان السوري المحتل". وأكد المتحدث باسم قرية الغجر نجيب الخطيب لوكالة"يو بي آي"أن الإضراب الشامل يعم القرية، محذراً من أن"أصحاب القرار في إسرائيل يتجاهلون الحقائق التاريخية والجغرافية، ومسؤولي الأممالمتحدة ويونيفيل يقررون مصير البشر وفقاً لخرائط وليس وفقاً للحقائق". وأضاف:"على رغم ان مطالب أشقائنا في لبنان بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإعادتها إلى السيادة اللبنانية عادلة وشرعية، إلا أن الإطراف كافة تجهل وتتجاهل أن قرار تقسيم القرية سيجلب كوارث إنسانية ومخاطر اجتماعية على حياة السكان وأولادهم وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية". وكانت هيئة"السباعية"الوزارية الإسرائيلية بحثت موضوع الانسحاب من الغجر وقررت التوصية أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الكابينيت بالموافقة على مقترح قائد"يونيفيل"الجنرال كلاوديو غراتسيانو بتسليم السيادة الأمنية على القسم الشمالي للغجر إلى القوات الدولية. كما التقى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن أخيراً مع كبار المسؤولين الإسرائيليين وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك وبحث معهم الانسحاب الإسرائيلي من شمال الغجر. وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أنه في أعقاب لقاء المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلي يوسي غال مع غراتسيانو الخميس الماضي أصبحت التقديرات بأن الانسحاب سيتم قبل نهاية ولاية غراتسيانو في نهاية كانون الثاني يناير المقبل. ويستند الانسحاب من شمال الغجر إلى"الخط الأزرق"الذي رسمته الأممالمتحدة عند الحدود الإسرائيلية - اللبنانية بعد انسحاب إسرائيل من جنوبلبنان عام 2000 وقسّم الغجر إلى شطرين.