صادقت الحكومة الأمنية الاسرائيلية أمس على خطة الانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر المتنازع عليها والواقعة على الحدود اللبنانية، وتسليمها الى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة. وقال أمين سر الحكومة الامنية المصغرة زفي هوسر في بيان إن "اللجنة الوزارية الامنية قررت أمس الموافقة على مبادئ الاقتراح الذي قدمته الاممالمتحدة واليونيفيل لانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من الشطر الشمالي لبلدة الغجر". وبموجب القرار ستسحب إسرائيل قواتها من الشطر الشمالي لهذه البلدة، ولكن من دون ان يحدد البيان متى سيتم هذا الانسحاب. وبحسب البيان فإن قوات الاممالمتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، التي تنتشر على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، ستتسلم من القوات الاسرائيلية المنسحبة السيطرة الامنية على الشطر الشمالي من البلدة. وعبر سكان الغجر عن معارضتهم لتقسيم قريتهم، وقال المتحدث باسم المجلس المحلي في القرية نجيب خطيب لإذاعة الجيش الإسرائيلي صباح أمس "إننا نعارض الانسحاب منذ 10 سنوات ولن نوافق على أن نكون لاجئين في لبنان، والبقاء هناك بدون أشقائنا وأولادنا ومسجدنا وعيادتنا ومدرستنا، فهذه المؤسسات موجودة في القسم الجنوبي من القرية". وأضاف خطيب أن الانسحاب من الغجر "سيؤدي إلى نشوء مشكلة كبيرة وسيضطر سكان القسم الشمال إلى العبور إلى القسم الجنوبي عبر حواجز عسكرية من أجل التوجه إلى العيادة أو المدرسة في كل صباح، ومجرد التفكير في ذلك هو أمر مروع". يذكر أن (إسرائيل) احتلت قرية الغجر مع هضبة الجولان السورية في عدوانها 1967 وفرضت على القرية القانون الإسرائيلي من خلال ما يوصف ب"قانون ضم الجولان" الذي اقره الكنيست في العام 1981 ومنح الجنسية الإسرائيلية للمواطنين السوريين. وكانت الأممالمتحدة أعادت رسم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة بعد اندحار الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار/مايو العام 2000 وأصبح خط الحدود الجديد يعرف باسم "الخط الأزرق"، لكن هذا الخط قسم الغجر إلى قسمين، أحدهما شمالي مفتوح على الأراضي اللبنانية وآخر جنوبي يخضع للسيطرة الإسرائيلية، بينما عبر سكان الغجر عن معارضتهم لتقسيم قريتهم.