أعلن مسؤول فلسطيني رفيع أمس ان خيار حل الدولتين لم يعد قائماً مع تواصل الاستيطان، وان الحل الوحيد الباقي امام الفلسطينيين قد يكون دولة ثنائية القومية تجمع الفلسطينيين واليهود معاً. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات في مؤتمر صحافي في رام الله ان القيادة ستلجأ الى خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية في حال اصرار اسرائيل على مواصلة الاستيطان، مشيراً الى انه لم تعد توجد لدى الفلسطينيين ارض يقيمون عليها دولتهم المستقلة. وبدا عريقات حازماً في موقفه، اذ اعلن ان"الأمر جدي، ولحظة الحقيقة حانت"، وجدد تأكيده على ان الفلسطينيين لن يعودوا الى التفاوض في ظل الاستيطان، واصفاً مسيرة المفاوضات السابقة التي تواصل في ظلها الاستيطان بأنها"كانت خطأ"عزاه الى وعود جميع الرؤساء الاميركيين للفلسطينيين بأنهم سيحصلون في نهاية المفاوضات على دولة مستقلة. وجاء هذا المؤتمر الذي خصصه عريقات للحديث عن الخيارات الفلسطينية في مرحلة ما بعد فشل المفاوضات عقب الزيارة الاخيرة لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للمنطقة، وإعلانها عن دعم خطوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المسماة التجميد الموقت للاستيطان، ومطالبتها الجانب الفلسطيني بالعودة الى المفاوضات من دون شروط مسبقة. وقال عريقات:"اذا كانت الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي يريدون تسمية مدينتي اريحا يريحو، واذا كانوا يريدون تسميه نابلس شخيم، والقدس يروشالايم، واذا كانوا يريدون انهاء حل الدولتين، عندها فانه من الممكن ان تكون لحظة الحقيقة حانت للقيادة الفلسطينية وللرئيس محمود عباس لمصارحة شعبنا والقول له ان حل الدولتين لم يعد خياراً قائماً مع مواصلة الاستيطان". وأضاف ان على الفلسطينيين اعادة التركيز على حل الدولة الواحدة التي يمكن للمسلمين واليهود والمسيحيين ان يعيشوا فيها بمساواة، مشيراً الى ان"على الفلسطينيين في هذه المرحلة ان ينظروا الى الخيار البديل للاتفاق التفاوضي، وهو حل الدولة الواحدة الثنائية القومية". وتابع ان 37 في المئة من الاستيطان الجاري يتركز في مدينة القدس، وان اسرائيل تعمل على تقليص عدد السكان الفلسطينيين في المدينة في مقابل السكان اليهود عبر اجراءات التهويد والاستيطان المختلفة والطرد، ليصبحوا 12 في المئة فقط. وأضاف ان الجانب الفلسطيني تلقى رسالة تطمينات اميركية عن عدم شرعية الاستيطان والهدف النهائي من عملية السلام، وهو اقامة دولة فلسطينية، لكنه قال ان"هذه التطمينات لا تصرف لأن صراعنا ليس مع اميركا وانما مع اسرائيل التي تواصل الاستيطان". ولفت الى ان مخطط نتانياهو الذي عرضه على الادارة الاميركية يرفع عدد المستوطنين بنسبة 2.8 في المئة، ويرفع عدد الوحدات الاستيطانية بنسبة 26 في المئة. وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية عن احتمال لجوئها الى حل الدولة الواحدة مع اسرائيل. وكان مسؤولون فلسطينيون استبعدوا في مرات سابقة اللجوء الى هذا الخيار بسبب تبني المجتمع الدولي، خصوصاً الأممالمتحدة في وثائقها وقراراتها، خيار حل الدولتين. نشر في العدد: 17016 ت.م: 05-11-2009 ص: 12 ط: الرياض