كرس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تصريحاته الأسبوعية قبل بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، للرد على تحذيرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن إسرائيل ستصبح دولة ثنائية القومية وتفقد غالبيتها اليهودية من تبعات انهيار السلطة الفلسطينية على إسرائيل، بتحميل الفلسطينيين مسؤولية عدم الرغبة في السلام. كما رد على تصريحات وزيرة الخارجية السويدية مرغوت وولستروم غداة بيان شديد اللهجة ضدها أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية. وقال نتانياهو إن إسرائيل لن تكون دولة ثنائية القومية «لكن من بلوغ السلام يجب أن يقرر الطرف الثاني أنه هو أيضاً يريد السلام، ولأسفي لا نرى ذلك»، مكرراً اتهام السلطة الفلسطينية بمواصلة التحريض، وأنه يجب وقف هذا التحريض، «وها نحن نرى كبير المفاوضين الفلسطينيين (الدكتور صائب عريقات) يقوم بزيارة تعزية لعائلة مخرب حاول قتل يهودي، ليس أنه لم يندد بالمحاولة إنما ذهب للعزاء، وهو بذلك يقدم الدعم والتشجيع لعمليات الإرهاب. من يُرد السلام يجب أن يندد بهذه الأشياء أشد تنديد». وندد نتانياهو بتصريحات وزيرة خارجية السويد بأن إسرائيل تقوم بإعدام ميداني لفلسطينيين يقومون بعمليات طعن بلا محاكمة، معتبراً تصريحها «فضائحياً». وقال: «يبدو أنها تتوقع من مواطني إسرائيل أن يقدموا أعناقهم لمن يريد طعنها، هذا لن يحصل وسنواصل الدفاع عن حياة مواطني إسرائيل». كيري وانهيار السلطة وكان كيري حذر في محاضرة له في مؤتمر معهد «تسبان» في واشنطن من أن «المقاربات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين تقود إلى واقع دولة واحدة». وحذر من انعكاسات انهيار السلطة الفلسطينية، داعياً نتانياهو إلى إثبات أن دعمه حل الدولتين للشعبين ليس مجرد شعار إنما هذه يجب أن تكون سياسة حكومته. وقال: «إذا لم يحصل جهد جدي سيكون هناك عنف ويأس... تغيير الاتجاه مطلوب وهو يستوجب جرأة وشجاعة... لكن كيف يمكن إسرائيل أن تحافظ على طابعها اليهودي والديموقراطي بين البحر والنهر من دون غالبية يهودية؟ هل سيحصل العرب فيها على حق التصويت أم تكون مكانتهم متدنية؟ وإذا كانت قوانين مختلفة لليهود والعرب، كيف سيرد المجتمع الدولي على ذلك؟». وكرر كيري وقوف الولاياتالمتحدة المتين الى جانب إسرائيل في مواجهة الهيئات الدولية، و «الولاياتالمتحدة ملتزمة حماية إسرائيل دولة يهودية ديموقراطية على أن يعيش الفلسطينيون باحترام... وهذا سيتحقق فقط في مفاوضات مباشرة، وعلى الطرفين اتخاذ خطوات صعبة... لا توجد خطوات سهلة، ثمة حاجة لشجاعة وقيادة». كما كرر اللازمة بأن لإسرائيل الحق والواجب لتدافع عن نفسها، داعياً السلطة الفلسطينية إلى التنديد بالإرهاب ووقف التحريض. وتابع أنه على رغم إعلان نتانياهو قبل شهرين في واشنطن التزامه حل الدولتين، «إلا أن كثيرين من وزرائه يصرحون على الملأ بأنهم سيعارضون دائماً هذا الحل، ولا يمكن أن نغض الطرف عن ذلك». وتابع محذراً من أن احتمالات انهيار السلطة تتعزز يوماً بعد يوم، وتساءل: «هل إسرائيل مستعدة لانهيار السلطة وإعادة قواتها العسكرية للضفة الغربية؟ هل هي مستعدة لمواجهة العنف في غياب السلطة الفلسطينية؟ ستكون إسرائيل ملزمة تقديم الخدمات التعليمية وفرض القانون والنظام، وهذا سيكلفها بلايين الدولارات... وماذا سيحصل إذا انهار الاقتصاد الفلسطيني؟ ألا ينبغي القيام بجهد أكبر للحفاظ على السلطة الفلسطينية؟». وأشار إلى أن كثيرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أنه يجب اتخاذ خطوات لتدعيم السلطة الفلسطينية، محذراً من أن تراجع نفوذ الرئيس محمود عباس «ابو مازن يشكل خطراً على إسرائيل، وعليه، فإن تقوية مكانته مسألة مصيرية لإسرائيل، لذا يجب على نتانياهو أن يطرح أفقاً للفلسطينيين، أن يتاح لهم التطوير الاقتصادي والزراعي والعمراني في المنطقة ج (الخاضعة للاحتلال في الضفة). هذا لن يؤثر على أمن إسرائيل لأن حقها في الأمن مضمون، لكن ليس لها الحق في البناء الاستيطاني. بسبب الاستيطان ليس معروفاً إلى أين تتجه إسرائيل، وحقيقة أن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من البناء وتهدم بيوتاً وترفع عدد المستوطنين، تطرح تساؤلات عن نياتها». كما طلب كيري من الرئيس الفلسطيني تغيير خطابه في ما يتعلق بالمسجد الأقصى، مضيفاً أن «إحدى المشكلات هي أنه لا يسيطر على حملة السكاكين... هذه الهجمات ناجمة عن شبكة التواصل الاجتماعي، لكن يجب على السلطة الفلسطينية تغيير كتب التعليم والخرائط التي يعرضونها». واقترح تنظيم مؤتمر دولي، وقال: «نريد أن نرى أن الجانبين جديان. نحن مستعدون لإحضار مصر والأردن ودول الخليج إلى مؤتمر كهذا، كثيرون في المنطقة مستعدون للاعتراف بإسرائيل». وتوقع وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان في كلمته في المؤتمر عدم بقاء «أبو مازن» عاماً إضافياً في منصبه «رغم جهود الولاياتالمتحدة واسرائيل لدعمه». وأضاف انه في الخيار بين دولة يهودية أو ديموقراطية، «فإنني اختار اليهودية قبل سائر القيَم الأخرى». وتوقع أن تشهد إسرائيل انتخابات برلمانية جديدة العام المقبل. في غضون ذلك، استغرب ديبلوماسيون اسرائيليون موقف مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية مايك هاولز خلال لقائه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي بن دهان في القدسالمحتلة بأن «الإرهاب في إسرائيل وأوروبا ليس الإرهاب ذاته، إذ انه في إسرائيل ناجم عن الاحتلال». وقالت تقارير صحافية ان بن دهان رد على الضيف البريطاني «بغضب واشمئزاز»، مؤكداً أن الإرهاب هو الإرهاب ذاته في كل مكان، و «لا يمكن التمييز بين أنواعه». وأضاف أن «الإرهاب هنا ناجم عن التحريض على اليهود ولا علاقة له بالاحتلال، ومن يقُل غير ذلك فإنه لا يقول الحقيقة». على صلة، بيّن استطلاع للرأي العام نشرته صحيفة «معاريف» أمس أن 77 في المئة من الإسرائيليين يشعرون ب «انعدام الأمن»، وأن نصفهم يتخوف من المشاركة في احتفالات عامة، مثل «الحانوكا»، بسبب الوضع الأمني المتردي». واعتبر 69 في المئة أنهم يشعرون بأنه «بالإمكان الانتصار على الإرهاب».