اطلع أطراف المعارضة اللبنانية من زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون على نتائج اجتماعه المطوّل مع الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة سعد الحريري أول من أمس. واجتمع العماد عون، بحسب مصادر في المعارضة، ليل أول من أمس مع المعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله"الحاج حسين الخليل، وشخصيات معارضة أخرى لاطلاعها على فحوى الحوار الذي جرى بينه وبين الحريري، وتناول الوضع السياسي والحقائب التي يمكن إسنادها لعدد من الوزراء الخمسة الذين سيمثلون"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي الذي يترأسه عون. وذكرت المصادر ل"الحياة"أن الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء، واللقاءات التي سبقته بين عون والحريري أثناء الاستشارات الرسمية مع الكتل النيابية، أخذت تتطور بدليل حرص الجانبين على الحفاظ عليها وتجنب تسريب ما دار فيها، وتفضيلهما التكتم على مضمونها من أجل ضمان انتهائها الى اتفاق في سياق عملية تشكيل الحكومة. وأكدت المصادر أنه مع التفاؤل نتيجة عودة لغة الحوار الهادئ بين عون والحريري، فإن الأمور تبقى مرهونة بخواتيمها. لكن إمكان التفاهم مع الرئيس المكلّف كبير جداً من دون أن يعني ذلك أن إمكان ظهور خلافات قد زال نهائياً. راجع ص 6 و7 وأكدت مصادر المعارضة أن الرئيس المكلّف لم يحدد بعد الصيغة ما قبل النهائية لشكل الحكومة وهو يحتاج الى مزيد من اللقاءات قبل أن يحزم أمره ويرسم صورة الحكومة وما سيأخذه كل فريق، بعد لقاءات سيعقدها، لا سيما مع حلفائه المسيحيين في الأكثرية إذ ينتظر أن يلتقي الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع. وقال جعجع في حديث الى وكالة"رويترز"أمس أنه لا يرى أن فرص تشكيل الحكومة"أصبحت كبيرة لأن الرئيس المكلّف يصر حتى آخر لحظة على حكومة ائتلاف وطني والفريق الآخر يصر على شروط ومطالب لا تتحملها أي حكومة". لكنه قال إنه"مع أن يستنفد الرئيس المكلّف كل الجهود الممكنة للتوصل الى حكومة ائتلاف وطني. لكن لكل شيء حدوده... وإذا بقينا من دون تشكيل حكومة نكون أمام أزمة كبيرة جداً". وإذ رأى جعجع أن القمة السعودية ? السورية خطوة إيجابية كبيرة أبعد من حدود الوطن اللبناني، قال إنه يشك في أن تؤدي القمة الى تشكيل الحكومة مع أنه رأى أنها تعطي مناخات إيجابية. وفي المقابل تحدث وزير الأشغال غازي العريضي عن أهمية الآثار الإيجابية لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدمشق، مشيراً الى أنها تتجاوز مسألة تشكيل الحكومة والى أن المنطقة في حالة غليان. وتمنى عودة المحور السعودي ? السوري ? المصري"الذي أرسى في فترة معينة معادلة اتفاق الطائف". وقال إن لبنان يستفيد من هذا الجو، مؤكداً مسؤولية اللبنانيين أن يدركوا المخاطر المحدقة بهم. وتميز بيان الاجتماع الدوري لكتلة"المستقبل"بالإشارة الى أن"استقرار العلاقات العربية ? العربية عامل إيجابي مهم"، وأن"لبنان في مقدم من يستفيد من هذه التطورات الإيجابية". وأخذ ترقب زيارة الملك عبدالله بنه عبدالعزيز المنتظرة خلال الساعات المقبلة لدمشق قسطاً من اهتمامات الأوساط المتابعة لتأليف الحكومة باعتبارها خطوة تدفع اللبنانيين الى ترجمة الأجواء الإيجابية التي واكبت مشاورات التأليف حتى الآن باتفاق على إنجاز التشكيلة الحكومية، وباعتبار أن الوضع اللبناني كان سبباً أساسياً من أسباب الخلاف السعودي ? السوري خلال السنوات الماضية وبالتالي فإن إنهاء هذا الخلاف يشكل حافزاً لمعالجة الخلافات اللبنانية. من جهة ثانية، أعلن مستشار الرئيس الفرنسي هنري غينو في اختتام زيارته لبنان حيث التقى كبار المسؤولين أن فرنسا لا تنسى مصالح لبنان وأنه وجد تفاؤلاً لدى جميع من التقاهم حول انتهاء الأزمة الحكومية اللبنانية، و"يحدوني الأمل أن هذه الأزمة ستحل في أسرع وقت". وأكد أن"أمام هذه الأزمة لا تختار فرنسا أن تنحاز الى أي طرف وتريد أن تكون عنصر حوار بين مختلف المصالح". وعن زيارة الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان لسورية قال غينو إن الاجتماعات الأخيرة"كانت تركز على الأزمة في لبنان إضافة الى إعادة سورية الى المجتمع الدولي وجعلها تعترف بسلطة لبنان". واعتبر أن لبنان"لن يزدهر إلا إذا ساد السلام في المنطقة ولم يعد ورقة على طاولة القوى المجاورة". ولاحظ أن"أسلوب سورية تغيّر العام الماضي وعادت الى الأسرة الدولية وأسلوبها في التعاطي يتقدم". على صعيد آخر، تزامن وصول الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان الى لبنان للقاء كبار المسؤولين فيه، مع تنظيم عدد من الأحزاب الأرمنية، خصوصاً حزب"الطاشناق"، مسيرة احتجاج على تطبيع أرمينيا علاقاتها مع تركيا، أمام فندق"ميتروبوليتان"الذي يقيم فيه الرئيس الأرميني. ورفع المتظاهرون أمام الفندق، مع وصول سركيسيان الى بيروت عصر أمس، لافتات ضد التبادل الديبلوماسي وفتح الحدود مع تركيا. وفي مجال آخر بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة مساء أمس، مع وزير الداخلية زياد بارود في نتيجة التحقيقات التي أجريت"بخصوص بعض الإشاعات الكاذبة والتي تناولت مواطنين عرباً دخلوا لبنان كمصطافين للالتحاق بخلايا إرهابية بحسب ما روجت الإشاعات". وقال مكتب الإعلام في رئاسة الحكومة إن بارود أبلغ السنيورة أن"لا صحة لهذه المزاعم وهي إشاعات مغرضة وكاذبة ومتخلقة". وشدد السنيورة على"ضرورة كشف مروجي هذه الإشاعات الخطيرة، وضرورة تكثيف التحقيقات في هذا الاتجاه. واعتبر الرئيس السنيورة أن إطلاق مثل هذه الإشاعات الخطيرة إنما يستهدف سمعة لبنان وأمنه الاقتصادي وازدهاره السياحي، وهي عملية مستنكرة ومرفوضة ومكشوفة الأهداف وهي لن تنطلي على أحد".