استضاف متحف محمود سعيد في الإسكندرية معرضاً للفنان المصري شوقي عزت بعنوان"سفر وأفق"، افتتحه رئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان محسن شعلان. وضم المعرض عدداً من لوحات الاكريليك على القماش، والرسم بالفحم على الورق، واستوحى الرسام جزءاً كبيراً من المعرض من لوحة للفنان فان غوغ. كانت أعمال عزت تنتمي إلى ميتافيزيقية الفن المصري القديم قبل سفره، وفي ايطاليا تأثر بالفن الميتافيزيقي الإيطالي واتجه أسلوبه إلى التجريد وكان مدخل أعماله من المناظر الطبيعية الليلية والطبيعة الصامتة. بيد أنه يعود إلى التشخيص مستخدماً تصوير الشكل داخل مساحات فراغية، ويجمع ما بين العلاقات الشكلية المسطحة ذات البعدين في مساحات شكلية تجريدية، وعلاقات شكلية أخرى ذات ثلاثة أبعاد مستخدماً في إخراجهما شيئاً من المنظور البصري الغربي وشيئاً من المنظور الروحي الشرقي. يقول عزت:"لقد استوحيت لوحات معرضي من موديل للوحة للفنان فان غوغ اسمها المرأة الصغيرة ورسمها وهو في سن 12 سنة، وكان عمر الموديل آنذاك 16 سنة ثم توفيت بعد ذلك، والواضح أنها كانت تعني له شيئاً ما. تأثّر فان غوغ باللوحة ورسمها مرتين، مرة بالحبر على ورق، والأخرى بألوان زيت على قماش من منظور أمامي، أما أنا فرسمتها عشرات المرات بعدما تولدت في داخلي حالة ما جعلتني ارسمها بمنظور مختلف عما رسمه فان غوغ فرسمتها بمنظور رأسي وجانبي". ويوضح عزت أنه حاول ابتكار منظور جديد خاص به، ويضيف:"أنظر إلى الموديل واتخيلها في ازياء مختلفة وألوان مختلفة، قد أضعها في الفراغ أو أحيطها بألوان معينة ولا أنقلها كما هي، بل تحمل لمستي الفنية، فقبل سفري كنت أعمل في الفن الميتافيزيقي المصري وهو فلسفة الأشياء كما الفكرة الموجودة في الأديان سواء الإسلامي أم القبطي، اذ توجد حياتان، الحياة التي نعيشها والحياة الغيبية بعد الموت". ويرى عزت أن الفن يطبع صورة النفس في حركتها مع الروح والعالم المحيط بها، ويترجم صراع الفطرة كحالة ذهنية متقدة من المعرفة النقية، حيث تراكم المعرفة لصنع أشكال مناسبة من دون هدف أو معنى. فكلما حاول أحد ان يزيد وعيه بالثقافة تقل قدرته على انتاجها. ويعتبر التجريد مدرسة من المدارس الفنية حيث يتخلص الإنسان من التكتيك والألاعيب المبهرة التي تكثر فيها الصنعة، ويذهب بفنه نحو مزيد من البراءة والحب والفطرة السليمة، وتتحول الأشكال الثقيلة إلى حالة من الحوار بين الخطوط والمساحات اللونية فتدعو الى مزيد من العمق والتأمل. ولدى سؤاله عن سبب تسمية المعرض"سفر وأفق"يشير عزت إلى انه درس في إيطاليا ويعمل حالياً ويعيش في هولندا وكان مولده في مصر، فأراد ترجمة كل ذلك من منظور فني فكل مكان له طبيعته وثقافته التي تستنبط من العادات والتقاليد التي تميزه. واختلاف الأماكن والثقافات والحضارات يساهم في تغيير الكثير من المفاهيم والقناعات، ومن كل هذه التجارب التي أثرت في شخصيته الفنية جاءت الصيغة الفنية في شكل جديد يتخذ من التجريد روحاً له ولهذا سمى معرضه"سفر وأفق"على حد قوله. ويؤكد الفنان المصري أنه تأثر بالثقافة الأوروبية إلى حد كبير، اذ جمع المنظور البصري المتمثل بالعين المجردة والنظرة المادية للأشياء في الغرب، وبين الحالة الروحية النفسية المصرية. لعزت مقتنيات في متحف العالم في روتردام ومتحف الفن الحديث في أمستردام وفي متحف شيفيكو في إيطاليا وغيرها، كما حاز جوائز عدة منها جائزة"إبداع فن وصداقة"في هولندا وجائزة مهرجان بياتشنسا للفنون التشكيلية في إيطاليا.