بدا امس ان الوضع الفلسطيني متجه نحو توافق على التهدئة مع اسرائيل، وفي الوقت نفسه تحقيق مصالحة وطنية تتيح تشكيل حكومة توافق وطني تمهد لبدء جهود اعادة اعمار غزة سريعا. مؤشرات ذلك كثيرة، وعلى رأسها تفاؤل القاهرة بامكان التوصل الى وقف دائم ومستمر للنار في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، والى اتفاق مصالحة في الاسبوع الثالث من الشهر نفسه تمهيدا لاستضافة مؤتمر اعادة الاعمار. في السياق نفسه، تأتي دعوة الرئيس بشار الاسد خلال استقباله قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق الى"استثمار انتصار غزة سياسيا لتكريس الحقوق الفلسطينية، بما فيها حق العودة"، وايضا اعلان رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية موافقة حكومته على تشكيل هيئة فلسطينية عربية لتسريع عملية الاعمار، وذلك في تجاوب مع دعوة للجامعة العربية في هذا الصدد. راجع ص 4 و5 من جانبه، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن ترحيب بلاده بالتوجه الإيجابي الذي أبداه الرئيس باراك أوباما، وقال في رد على سؤال لقناة"العربية"عن الملاحظات التي ابداها أوباما على بعض عناصر المبادرة العربية للسلام خلال مقابلة بثتها القناة أمس:"ليس لدينا أدنى شك أن الدول العربية، وهي صاحبة القرار في هذا الشأن، لن يكون لديها أي تحفظ للحوار الهادف والبناء والإجابة على أي تساؤلات لدى الإدارة الأميركية عن المبادرة". في هذه الاثناء، سجل امس اول خرق لوقف النار في قطاع غزة حيث قتل جندي اسرائيلي واصيب آخران في انفجار عبوة في سيارة عسكرية قرب معبر"كيسوفيم". وردت قوات الاحتلال بقتل مزارع فلسطيني واستهداف ناشط كان يستقل دراجة نارية، من دون ان تنجح في اغتياله. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اول مؤتمر صحافي لها في مقر وزارة الخارجية ان واشنطن"تؤيد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وان الهجمات الصاروخية الفلسطينية على اسرائيل لا يمكن ان تفوت من دون رد. وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان اعلن خلال مقابلتين مع صحيفتي"ملييت"و"راديكال"، ان تركيا تدعو"حماس"الى التخلي عن السلاح، وقال:"على حماس ان تقرر. هل تريد ان تكون منظمة مسلحة ام حركة سياسية. نحن نتمنى ان تعمل في اطار آلية سياسية"، مضيفا في الوقت نفسه:"نحن لا نوافق حماس وما تقوم به، لكن من غير الممكن احلال السلام من دون اخذها في الاعتبار". في غضون ذلك، شهدت القاهرة امس حركة ديبلوماسية ناشطة في صلبها المساعي المصرية من اجل تحقيق تهدئة ومصالحة فلسطينية. في هذا الاطار، وصل المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل الذي من المقرر ان يجري محادثات اليوم مع الرئيس حسني مبارك، فيما عقد المفوض الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا محادثات مع الرئيس المصري. على خط مواز، اجرى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان محادثات مع وفد كل من حركة"الجهاد الاسلامي"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ومن المقرر ان يستقبل غدا وفد حركة"حماس"الذي يسلم الرد النهائي للحركة على التهدئة. واكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، عقب محادثات سولانا، ان محادثات الفصائل الفلسطينية في القاهرة شهدت تطورات ايجابية باتجاه وقف دائم ومستمر للنار بما يؤدي الى فتح المعابر وفقا للمبادرة المصرية في بندها الثاني، مضيفا انه يجري حاليا الاعداد للمصالحة الفلسطينية، اذ ستوجه مصر دعوة الى الفصائل للحوار. واشار الى انه في حال التوصل الى هذه الاتفاقات، سيفتح في الاسبوع الاخير من الشهر المقبل ملف اعمار غزة ويعقد مؤتمر لهذه الغاية في القاهرة في 28 المقبل على الارجح، على ان يأتي بعد ذلك استعادة الاداء العالي لعملية السلام بالتعاون مع ميتشل. في السياق نفسه، قال رئيس وفد"الجهاد"الى القاهرة ل"الحياة"ان سليمان طلب من الحركة ابلاغ القاهرة موقفها النهائي من التهدئة لان مصر عازمة على اعلان رسمي لاتفاق التهدئة من الخامس من الشهر المقبل عقب تلقي رد باقي الفصائل. في الوقت نفسه، قال ان سليمان ابلغ وفد الحركة انه ما لم تكن هناك حكومة توافق وطني فلسطينية معترف بها، سيواجه الاعمار مصاعب جمة، واضاف نخالة:"لذلك مضطرون لعقد مصالحة كي يمكننا القول للمانحين والعرب: تفضلوا بشركاتكم وعمروا غزة". وكشف ان مصر ستسلم الفصائل"ورقة عمل"في شأن الحوار لاخذ مواقفها وملاحظاتها عليها، قبل ان توجه دعوة الى الحوار الشامل في 22 الشهر المقبل. نشر في العدد: 16735 ت.م: 28-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: أول خرق للنار في غزة وكلينتون تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وباباجان يدعو . نحو التهدئة والمصالحة الفلسطينية قريباً