اعتقلت الشرطة التركية أمس، 30 شخصاً بينهم ضباط في الجيش وقائد في الشرطة، في حملة جديدة تستهدف أفراداً يُشتبه في تورطهم مع شبكة"ارغينيكون"المتهمة بالإعداد لانقلاب على حكومة رجب طيب اردوغان، فيما اعتبرت المعارضة العلمانية أن تركيا"تتحول بسرعة إلى إمبراطورية للخوف". وأفادت وكالة"الأناضول"للأنباء شبه الرسمية بأن الشرطة اعتقلت ثمانية ضباط لا يزالون في الخدمة، وتسعة من عناصر الشرطة بينهم أفراد في القوات الخاصة، مضيفة أن البحث جارٍ عن ملازم في الجيش غرب البلاد. كما اقتيد أحد قادة الشرطة وضابط إلى اسطنبول للاستجواب، فيما اعتُقل آخرون في 14 مقاطعة تركية. وبين المعتقلين مصطفى أوزبك رئيس نقابة للتعدين علمانية التوجه، فتشت الشرطة مكاتبها، وصحافي ومالك مؤسسة لاستطلاعات الرأي العام السياسية، كما دهمت الشرطة قناة تلفزيونية معارضة وأماكن أخرى. واعتبر أوزبك في تصريح أمام مقر الشرطة في أنقرة أن الاعتقالات وحملات الدهم"غير شرعية"، فيما علّق حيدر أوزبك على اعتقال والده قائلاً:"نعيش في مرحلة فيها يُعتبر كون المرء تركياً في تركيا، جريمة". وأفادت صحيفة"زمان"بأن ضباط الجيش وعناصر الشرطة الذين اعتُقلوا يشكلون"كتيبتي موت"يقودهما إبراهيم شاهين نائب رئيس العمليات الخاصة سابقاً في الجيش التركي، والمعتقل منذ السابع من الشهر الجاري. في المقابل، أطلقت المحكمة صحافيَيْن مناهضين للحكومة، بعد التحقيق معهما في احتمال تورطهما مع"أرغينيكون". وفتح مكتب الادعاء العام في أنقرة أمس، تحقيقاً مع مسؤولين في قناة"تي آر تي ? 2"التلفزيونية الرسمية، بعدما بثت برنامجاً على الهواء اتهم خلاله الشاهد الرئيسي في قضية"ارغينيكون"تونكاي غوني سياسيين ووسائل إعلام وجنرالات سابقين في الجيش، بالتورط مع الشبكة الانقلابية. وأفادت صحيفة"حرييت"بأن غوني الذي يعيش في كندا بصفته حاخاماً، قدم شهادة خلال اعتقاله في عام 2001، اعتُبرت الأساس الذي استند إليه المدعي العام في قضية"ارغينيكون". وأضافت أن محللين نفسيين يشككون في سلامة قواه العقلية. ويُحاكم 86 شخصاً، بينهم جنرالات متقاعدون وصحافيون ورئيس حزب وعميد جامعة سابق، بتهمة الانتماء إلى شبكة"ارغينيكون"التي اتهمها الادعاء العام بالتخطيط لإسقاط الحكومة عبر زعزعة استقرار البلاد من خلال سلسلة من الهجمات والاغتيالات، قبل تنفيذ انقلاب في عام 2009. وثمة أكثر من مئة معتقل في القضية، بعدما أصدرت محكمة مكافحة الإرهاب في اسطنبول رسمياً الأسبوع الماضي أوامر اعتقال بحق 18 متهماً آخرين، بينهم قائد في الشرطة وأربعة من ضباط الجيش. وعثرت الشرطة أيضاً على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، دفِنت تحت الأرض قرب أنقرة. وتعتبر المعارضة العلمانية أن الاعتقالات تستهدف إسكاتها، وهو ما تنفيه حكومة"حزب العدالة والتنمية"ذي الجذور الإسلامية. وقال النائب المعارض مصطفى اوزيوريك:"يجري إسكات نقابات العمال، وترهيب وسائل الإعلام، وتركيا تتحول بسرعة إلى إمبراطورية للخوف". وكان الجيش انتقد اعتقال عشرات من الضباط، معتبراً أن التحقيق في قضية"ارغينيكون"يجري بطريقة"غير عادلة وغير مسؤولة". وفي تطور قد يكون مرتبطاً بقضية"ارغينيكون"، أفادت"حرييت"بأن اردوغان ورئيس الأركان الجنرال ايلكر باشبوغ سيعقدان اجتماعات أسبوعية، كان أولها في مكتب رئيس الوزراء أمس. ويلتقي الرئيس التركي عبدالله غل، اردوغان وباشبوغ، كلاً على حدة كل يوم خميس. نشر في العدد: 16730 ت.م: 23-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: تركيا : اعتقال أفراد "كتيبتي موت" والمعارضة تحذر من "إمبراطورية الخوف"