عاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من رحلة ناجحة الى بروكسيل، حيث تعهد أمام مسؤولي المفوضية الأوروبية بالعمل على تسريع وتيرة الإصلاحات في تركيا بهدف الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، والتي شهدت مرحلة من الخمول خلال العامين الماضيين. وعلّق أولي رين مسؤول توسيع الاتحاد في المفوضية على نتائج زيارة أردوغان، قائلاً أنها كانت بناءة للغاية، ومضيفاً أنه إذا كانت زيارات أردوغان الى بروكسيل مثمرة دائماً كهذه، فعليه أن يكثر من زياراته الى الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه الزيارة بعد أربع سنوات أحجم خلالها أردوغان عن زيارة بروكسيل، منذ حصول بلاده على حق بداية مفاوضات العضوية في كانون الأول ديسمبر 2004. وشهدت العلاقات بين الطرفين بعد ذلك فتوراً تدريجياً، بدأ باتهامات متبادلة على خلفية الاتحاد الجمركي ومطالبة الاتحاد تركيا بتنفيذ تعهدها بفتح موانئها للسفن القبرصية اليونانية، فيما تهربت أنقرة من تنفيذ وعدها هذا حتى الآن، بحجة ضرورة تزامن ذلك مع رفع الاتحاد الأوروبي الحظر الذي يفرضه على شمال قبرص التركية، وهو ما وعد به الاتحاد تركيا والقبارصة الأتراك سابقاً، لكن لم يدخل حيز التنفيذ. وفي ظل هذه الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، جمّد الاتحاد الأوروبي قسماً كبيراً من مفاوضاته مع تركيا، وخصوصاً ذاك الذي يتعلق بالاقتصاد والتجارة والطاقة، وأبقى المفاوضات جارية حول فصول ومواضيع عادية، وهو ما دعا أنقرة في المقابل الى إبطاء عجلة إصلاحاتها الداخلية، الى أن عاد أردوغان وأجرى تعديلاً طلبه الاتحاد الصيف الماضي على المادة 301 من قانون العقوبات، والتي كانت تقيّد الى حد كبير حرية الفكر والتعبير وتسببت في سجن عدد كبير من الكتاب والصحافيين الأتراك. كما افتتح أردوغان أول قناة تلفزيونية رسمية ناطقة باللغة الكردية في تركيا، وهو ما اعتبر إشارة الى عودة الإصلاحات الديموقراطية في البلاد مجدداً. وذكرت مصادر صحافية تركية أن أردوغان استخدم خلال زيارته الى بروكسيل عدداً من الأسلحة في مواجهة قيادات المفوضية الأوروبية، أحدها كان الجالية التركية الكبيرة التي تعيش في أوروبا، وكذلك مشاريع الغاز والطاقة التي تعبر تركيا الى دول الاتحاد وأهمها مشروع غاز"نوبوكو"الذي تعتمد أوروبا عليه كبديل آخر للغاز الروسي الذي ينقطع أحياناً بسبب خلاف موسكو مع كييف.