"الحمدلله".. لم تجد صحيفة الشبيبة العمانية أبلغ من هذه العبارة للاحتفاء بمغادرة المنتخب الاماراتي لبطولة منتخبات الخليج المقامة حالياً في مسقط. على اعتبار أن الحرب الاعلامية التي يقول العمانيون إنها تُشن على بلادهم من قبل القنوات والصحف الاماراتية ستتوقف برحيل "الأبيض" إلى بلاده. وبلغت الحرب الاعلامية ذروتها بعدما وصف مذيع قناة أبو ظبي الرياضية محمد نجيب عمان بالبلاد غير الآمنة على خلفية تعرض مشجعين اماراتيين للضرب في شوارع مسقط ليل الأحد الماضي. ما اعتبرته الصحف في ابوظبي تجاوزاً لا يمكن السكوت عنه. ويقول الصحافي وليد العبري من صحيفة "الزمن" العمانية ان ماحدث سببه تراكمات بدأت منذ تعرض المشجعين العمانيين إلى الضرب وحرق العلم الوطني في العام 2007خلال الدورة التي اقيمت في ابوظبي: "المقدمات كانت في الدورة السابقة غير أن الاعلام الاماراتي صب الزيت على النار مجدداً اثناء البطولة الحالية من خلال عبارات مستفزة وردت على قنوات رسمية.. العمانيون شعب مضياف وما يروج عن مضايقات متعمدة للاماراتيين غير صحيح. ما حدث أن الجماهير التي تصل براً من الامارات تنعم بمرافقة أمنية مشددة حتى وصولها إلى الملعب. ومع الأسف أن المشادات حدثت بين الجماهير. ما أسفر عن اشتباكات محدودة وهي حوادث فردية تحدث في كثير من البطولات لا تستحق التهويل.. أعتقد أن القنوات الاماراتية التي فشلت في الحصول على حقوق النقل التليفزيوني أرادت أن تنتقم من العمانيين من خلال شن حرب اعلامية على البطولة وتشويه سمعتها". ويؤكد المنظمون من جانبهم أن ماحدث لا يرتقي إلى مرحلة الشغب وأن هناك من يحاول تهويل الأمور. وقالت اللجنة المنظمة في اجتماع ترأسه وزير الشؤون الرياضية الشيخ علي مسعود السنيدي أمس أن الشرطة المحلية تسيطر على الأوضاع. وأنها قادرة على حماية ضيوف البلاد. واعترفت اللجنة المنظمة بوقوع أحداث عنف محدودة واشتباكات بين المشجعين أسفرت عن تضرر 17سيارة عمانية. فضلاً عن أضرار لحقت بخمس سيارات تحمل لوحات خليجية. وتجنب البيان الذي أصدره المنظمون ذكر السيارات الاماراتية وفضلوا الاشارة اليها بأنها خليجية. وأعلن المنظمون أن 250مشجعاً تعرضوا إلى اصابات مختلفة أثناء تواجدهم في المدرجات والخروج الى الشوارع بقصد الاحتفال. بيد أنهم وصفوا تلك الاصابات بالخفيفة دائماً. وعلى رغم الحساسية المفرطة بين المشجعين المحليين وضيوفهم الاماراتيين. إلا أن الشرطة العمانية باتت أكثر المستفيدين من اقصاء حامل اللقب. لأنها ستتجنب صداعاً كان منتظراً في حال تأهلت الامارات لملاقاة عمان في الدور نصف النهائي. ما كان يعني مواجهة مباشرة بين الجماهير المضيفة والاماراتية في مناسبة من شأنها ارهاق عناصر الشرطة المحلية. ولم تكن بطولات الخليج لكرة القدم تشهد في سابق عهدها استنفاراً أمنياً كالذي عرفته البطولة الحالية. إذ تنتشر قوات مكافحة الشغب وأفراد الشرطة المحلية بكثافة قريباً من الملاعب والفنادق في محاولة للحد من أحداث شغب توقعها المنظمون على خلفية الصدامات بين المشجعين العمانيين والاماراتين قبل نحو عامين في ابوظبي.