قتل عشرات الأشخاص أمس شمال العاصمة الصومالية مقديشو في قتال عنيف بين جماعات اسلامية صومالية متناحرة بعضها مدرج على قائمة الولاياتالمتحدة للارهاب. ويقاتل متمردون اسلاميون القوات الحكومية والاثيوبية على مدى عامين منذ ارسلت اديس ابابا قوات للإطاحة ب"اتحاد المحاكم الاسلامية"من مقديشو. وقتل اكثر من 16 ألف مدني في التمرد واضطر مليون شخص الى النزوح. لكن في ظل انسحاب ما يقدر بثلاثة الاف جندي اثيوبي من البلاد فإن بعض الفصائل الاسلامية بدأ في التحول على ما يبدو الى مهاجمة مقاتلي"حركة الشباب المجاهدين"المتشددة. ويقول محللون انه في الوقت الذي قد يؤذن فيه الانسحاب الاثيوبي بفصل جديد في الصراع، فانه قد يكون نافذة لادخال بعض الجماعات الاسلامية الصومالية في العملية السياسية وتشكيل حكومة واسعة التمثيل تشمل مختلف الفصائل. وذكر شهود ان اكثر من 20 شخصا معظمهم مقاتلون لقوا حتفهم في معارك الامس بين"حركة الشباب"وجماعة اسلامية اخرى في بلدة غورايل التجارية بوسط البلاد. وقال الشيخ عبدالله ابو يوسف المتحدث باسم"جماعة اهل السنة والجماعة"ان مقاتليه قتلوا 30 من حركة الشباب واستولوا على معظم اسلحتهم. وقال احمد علي أحد سكان المنطقة لوكالة"رويترز"بالهاتف انه شاهد قتيلين أحدهما قائد في"حركة الشباب". وأضاف ان"اهل السنة والجماعة"سيطرت على البلدة بعد صد هجوم. واوضح طبيب في مستشفى ايستارلين في غورايل انه استقبل 20 جريحاً امس وان المزيد في طريقهم للمستشفى. وجاء القتال في اعقاب اشتباكات دارت السبت بين مقاتلي الشباب واسلاميين معتدلين في مدينة بلد على بعد 30 كيلومترا شمال مقديشو. وتقاتل"حركة الشباب"التي قادت هجمات العام الماضي الجنود الاثيوبيين والصوماليين ايضا في اماكن اخرى خارج العاصمة. وفي حين قد يكون القتال صراعاً بين جماعات اسلامية تتنافس على السلطة مع خروج الاثيوبيين فقد ترددت انباء عن ان ميليشيات محلية غاضبة من افعال"حركة الشباب"تشارك في القتال. وتتهم واشنطن الجماعة بأن لها صلات وثيقة بتنظيم"القاعدة". وتطبق"حركة الشباب"الشريعة الاسلامية على البلدات التي تسيطر عليها في جنوبالصومال. وتتهم"اهل السنة والجماعة"حركة"الشباب"بتعقب وقتل زعمائها الدينيين وتدنيس المقابر. وقال الرئيس الصومالي الموقت شيخ ادن مادوبي ان"حركة الشباب"تمثل أكبر تهديد لاستقرار الصومال، وناشد المجتمع الدولي المساعدة في بناء قوات امن صومالية. نشر في العدد: 16719 ت.م: 12-01-2009 ص: 12 ط: الرياض