اتهمت روسيا "أقلية متحاملة" في الاتحاد الأوروبي بتعمد "وضع عراقيل مصطنعة" أمام تعزيز العلاقات الأوروبية مع موسكو، وأكدت استعدادها للتعاون مع المراقبين الأوروبيين في منطقة النزاع لكنها حذرت من"عملية استفزازية جديدة"تقوم بها تبليسي. وحمل بيان أصدرته الخارجية الروسية أمس، ارتياحا لمواقف"غالبية بلدان الاتحاد التي أظهرت حساً بالمسؤولية، وأكدت الحرص على الشراكة والتعاون مع روسيا". في الوقت ذاته انتقدت موسكو"تصريحات متحاملة وبعيدة عن الموضوعية"وأعربت عن الأسف لأن"تصرفات جورجيا لم يتم تقويمها خلال القمة الأوروبية كما لم تتطرق القمة إلى دور الأطراف التي امدت جورجيا بالأسلحة خلافاً للاتفاقات الموقعة في السابق". ولفت البيان الروسي إلى أن"أصحاب دعوات المقاطعة والتدابير العقابية هم أقلية تعمل على تخريب العلاقات الروسية - الأوروبية". وأعربت الخارجية الروسية عن أسفها بسبب تأجيل موعد جلسة المحادثات التي كانت مقررة لبحث اتفاق الشراكة والتعاون المزمع توقيعه بين الجانبين. وجاء في البيان الروسي:"اعتدنا خلال السنتين الماضيتين على عراقيل مصطنعة تقف في وجه توقيع هذه الوثيقة، لكن من المهم التأكيد على أن الاتفاق مفيد لنا بمقدار فائدته للاتحاد الأوروبي". وأكدت موسكو على ضرورة الا تبقى قضية التعاون ومجالات الشراكة المهمة للجانبين"رهينة تباينات وجهات النظر حيال الملفات المختلفة". إلى ذلك، خطت روسيا خطوة جديدة لحشد تأييد دولي لمواقفها في الأزمة، وبعد مرور أيام على عقد قمة"شانغهاي"، أعلن في موسكو أمس أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستعقد اجتماعاً في العاصمة الروسية غداً الخميس، لمناقشة الوضع في القوقاز وخطط توسيع التعاون العسكري بين دول المنظمة. وتضم معاهدة الأمن الجماعي روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزيا وأرمينيا وطاجيكستان وأوزبكستان. في غضون ذلك، حذرت موسكو من تحركات قالت إن الجورجيين يقومون بها على مقربة من المنطقة الأمنية. واعتبرت مصادر عسكرية روسية أن تحركات تبليسي"استفزازية"، وجددت التأكيد على حرص روسيا على التعاون مع مراقبين أوروبيين في المنطقة الفاصلة بين جورجيا من جانب وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من الجانب الآخر. اتفاقات مع اوزبكستان وأعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائه الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف في طشقند أمس ، أن روسيا ستسلم طشقند تقنيات عسكرية بالغة التطور، وقال إن بلاده تعول على تطوير التعاون مع أوزبكستان في قطاع الطاقة الذرية، ومجال أنابيب نقل الطاقة من منطقة آسيا الوسطى، علما بأن الطرفين وقعا خلال الزيارة اتفاقا لمد أنبوب ينقل الغاز الطبيعي من تركمانستان وأوزبكستان إلى الأراضي الروسية، في تطور سيزيد من تحكم موسكو بالمواد الخام التي تصدر من خلالها إلى أوروبا. وقال بوتين إن تطوير التعاون بين روسيا وأوزبكستان في مجال النقل بالأنابيب مهم ليس لروسيا وأوزبكستان فحسب، بل ولبلدان المنطقة وخاصة تركمانستان، وكذلك بالنسبة الى بلدان أوروبا الغربية. في المقابل، دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الاتحاد الأوروبي الى التخفيف من اعتماده على الطاقة التي ترد من روسيا. وأضاف أن أحد أهم المواضيع التي تناولتها القمة الأوروبية في بروكسيل اول من امس،"كان ملف الاعتماد على الطاقة الروسية". وفي وقت اكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليلباند ان روسيا ستعاني سياسياً واقتصادياً بسبب غزوها العسكري في جورجيا حتى ولو حققت مكاسب في المدى القصير، رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان"لا مجال لتجاهل روسيا"بسبب الأزمة الجورجية، مشدداً على ان أنقرة ستحاول إرساء"توازن"في خضم البلبلة الاقتصادية بين البلدين. عرض عضلات من جهة أخرى واصلت موسكو"عرض عضلاتها"العسكرية في منطقة الأورال في أوسع مناورات تجريها القوات البرية والجوية وحرس الحدود وقوات الأمن الداخلي الروسي ، ولفت توقيت التدريبات الأنظار خصوصاً أن مسؤولين عسكريين تحدثوا عن أهمية"الإفادة من تجربة الحرب الأخيرة في القوقاز". وتنفذ الوحدات الروسية المشاركة في المناورات مشروعاً تكتيكيا- إستراتيجيا تمتد ساحته بين منطقتي حوض الفولغا والأورال بمشاركة 12 ألف جندي ونحو 1000 آلية مدرعة و50 طائرة حربية . وتشارك وحدات من القوات المسلحة الكازاخستانية في إحدى مراحل المناورات التي تحمل تسمية"سنتر 2008". وقال الجنرال نيكولاي كواتوف قائد الجيش الكازاخي إن بلاده ترى ضرورة تعزيز قدرات الجيش للتعاون القتالي مع الجيش الروسي خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة في القوقاز.