إستبقت موسكو القمة الأوروبية المقررة غداً في بروكسيل، بتوجيه "رسائل إيجابية" الى قادة دول الاتحاد الأوروبي، أكدت فيها التزامها تطبيق خطة التسوية في القوقاز، ونيتها سحب كل قواتها من الأراضي الجورجية، بينما طالبت تبليسي القمة بفرض عقوبات على"النخبة السياسية"الروسية. وأبلغ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، في اتصال هاتفي بينهما، ان بلاده"تؤيد إرسال مراقبين اضافيين من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا الى المنطقة الأمنية واجراء مراقبة محايدة لأنشطة الحكومة الجورجية"، وانها"تعوّل على حوار بناء مع الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية أخرى". وشدد ميدفيديف على ان روسيا"نفذت كلياً النقاط الست"التي تتضمنها خطة سلام توصل اليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع موسكو. وأوضح لبراون"دوافع اعتراف روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا"الانفصاليتين. في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الروسية ان موسكو وبرلين اتفقتا على"وضع حد"لمحاولات تصعيد التوتر في أوروبا إثر النزاع الروسي - الجورجي. وقالت ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير اتفقا، في اتصال هاتفي بينهما، على"ضرورة وضع حد لمحاولات استخدام الوضع حول جورجيا... لتصعيد التوتر في أوروبا، عبر التكهن بتهديدات غير موجودة تطاول دولاً سوفياتية سابقة أخرى". وكشفت مجلة"در شبيغل"الألمانية في عددها الصادر اليوم، ان مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اتهموا جورجيا بالوقوف وراء اندلاع الأزمة في القوقاز، استناداً الى"تقارير"وصلت الى الحكومة الألمانية في صورة"غير رسمية". راجع ص 6 وأعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن قوة حفظ السلام الروسية ستخرج من المنطقة الأمنية في أراضي جورجيا، بعد ضمان الأمن في المنطقة. وأكد أن هدف بلاده يتمثل في ضمان الأمن في تلك المنطقة، وفي المرحلة المقبلة مساعدة أوسيتيا الجنوبية على تأمين حدودها. ولفت بوتين إلى تصريحات لسياسيين غربيين حذروا من"نيات روسية لشن حروب أخرى"في الفضاء السوفياتي السابق، خصوصاً منطقة القرم في أوكرانيا، حيث أسطول البحر الأسود الروسي، معتبراً أن هذه"الأحاديث التي تشير الى أن هدف روسيا هو شبه جزيرة القرم، استفزازية". في هذا الوقت، اعتبر وزير اعادة دمج الأراضي الانفصالية الجورجي تيمور ياكوباشفيلي ان"عزل روسيا لا معنى له، لكننا ننتظر من الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات التي لا تستهدف السكان بل النخبة السياسية". وأعلنت الحكومة الجورجية أمس تشديد إجراءات منح الروس تأشيرات دخول الروس إلى جورجيا، بعد قرار قطع العلاقات الديبلوماسية مع موسكو التي أكدت أنها سترد بالمثل، رغم أن سفارة روسيا في تبليسي أعلنت أمس أنها لم تتسلم مذكرة رسمية من الجورجيين بالقرار الجديد.