لفت البنك الدولي، على موقعه الإلكتروني، إلى أن عدد الذين يعيشون في فقر مدقع تقلّص بواقع 400 مليون شخص عما كان في 1990، وارتفعت نسبة الأولاد الذكور والإناث الملتحقين بالمدارس، إلى 90 في المئة على الأقل في كل مناطق العالم باستثناء منطقتين، وانخفضت حالات الوفيات الناتجة من مرض الحصبة من 750 ألفاً عام 2000 إلى أقل من 250 ألفاً عام 2006. وجرى تلقيح 80 في المئة من الأطفال في البلدان النامية، ضد هذا المرض. وأفاد أنه صار في وسع نحو 1.6 بليون شخص آخرين الآن الحصول على مياه الشرب المأمونة. ونشر البنك هذه المعطيات على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليشرح نتائج الجهود العالمية على هذه الصعد. فهذه المكاسب وغيرها هي ثمرة جهد عالمي"لا نظير له"على مدى الأعوام الخمسين الماضية من تاريخ التنمية، وفقاً لتقرير جديد صادر عن الأممالمتحدة عن الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية الجديدة، يستند إلى بيانات مستقاة من عدد من المنظمات، منها البنك الدولي. لكن، في حين يجتمع نحو 100 من رؤساء الدول والحكومات حالياً في الأممالمتحدة في نيويورك، لمناسبة بلوغ منتصف الطريق نحو الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة، لا يزال 1.4 بليون نسمة يعيشون على أقل من 1.25 دولار للفرد في اليوم، وثمة تحديات جديدة تشكل خطراً على بلوغ الأهداف العالمية المتعلقة بالحد من الفقر. فقد ارتفعت أسعار مواد الغذاء والوقود والسلع الأولية الأخرى ارتفاعاً كبيراً، ما بات يشكل، كما يرى خبراء البنك الدولي، خطراً داهماً ينذر بعودة 100 مليون شخص إلى براثن الفقر. اضافة الى ذلك، من الممكن أن تمتد آثار الأزمة المالية الحالية التي تعصف بالاقتصاد الأميركي إلى اقتصادات أخرى في العالم، وتؤدي إلى إبطاء وتيرة النمو الذي ساعد على انتشال كثر في البلدان الناشئة من الفقر في العقد الأخير. ورجح تقرير الأممالمتحدة الخاص بالأهداف الإنمائية للألفية الجديدة، فشل الوفاء بعدد من الأهداف والغايات المتعلقة بالحد من الفقر قريباً. وثمة حاجة، على سبيل المثال لا الحصر، إلى بذل مزيد من الجهود لانتشال الناس من غياهب الفقر المدقع في أفريقيا جنوب الصحراء، وخفض عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية، ومنع حالات الوفيات النفاسية ووفيات الأطفال، وتحقيق قدر أكبر من المساواة بالنسبة للنساء. وحض الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قادة العالم على تخصيص مبلغ 72 بليون دولار من المعونات سنوياً من أجل أفريقيا، لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة بحلول 2015، وقال إن هذا المبلغ يندرج ضمن"الالتزامات الحالية للمعونات".