أطلقت الأممالمتحدة من مدينة جوهانسبورغ أغنية ستبث عبر الإذاعات ومحطات التلفزيون في من أجل دعم الأهداف الإنمائية للألفية. والأغنية، التي تحمل عنوان "ثمانية أهداف لأفريقيا"، شارك في أدائها ثمانية من أشهر الموسيقيين في أفريقيا للدعوة إلى الالتزام بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، حيث يتناول كل فنان منهم هدفاً من الأهداف الإنمائية الثمانية. وسجلت الأغنية بالفيديو لتعرض مع انطلاق مباريات المونديال. وستوزعها مراكز الأممالمتحدة للإعلام في العالم على المحطات الإذاعية والتلفزيونية. تدعو الأهداف الإنمائية للألفية إلى العمل على القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتخفيض معدل وفيات الأطفال، وتحسين الصحة النفاسية، ومكافحة فيروس نقص المناعة (الإيدز) والملاريا وغيرهما من الأمراض، وكفالة الاستدامة البيئية، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية. وحدد عام 2015 موعداً نهائياً لتحقيق الأهداف الثمانية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قراراً عام 2003 دعت فيه الحكومات ومنظمات الأممالمتحدة والمؤسسات المتصلة بالرياضة إلى "إدراج الرياضة والتربية كأداة تسهم في بلوغ الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، بما فيها الأهداف الواردة في إعلان الأممالمتحدة في شأن الألفية، والأهداف الأوسع نطاقا للتنمية والسلام". وطالب القرار بأن "تشجع الأممالمتحدة على تكوين شراكات إستراتيجية مع مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة المنخرطين في مجال الرياضة، ومن بينهم المنظمات الرياضية والجمعيات الرياضية والقطاع الخاص، للمساعدة في تنفيذ برنامج الرياضة من أجل التنمية". وأعلن المستشار الخاص للأمين العام المعني بالرياضة للتنمية والسلام، ويلفريد لمكي، خلال مؤتمر "سبورت أكورد الدولي 2010" الذي عقد خلال نيسان (أبريل) الماضي في دبي، عن إطلاق شراكة لمدة خمس سنوات بين الأممالمتحدة و"سبورت أكورد"، التي تضم 104 اتحادات ومنظمات رياضية دولية، سعياً إلى "تسخير الإمكانات المتوافرة للرياضة لتصبح عاملاً للتغيير الاجتماعي"، مشدداً على أن في إمكان الرياضة أن تسهم في تحقيق ما فشلت فيه وسائل أخرى. كما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عام 2010 عام الأهداف الإنمائية للألفية، إذ لم يبق سوى خمس سنوات لتحقيقها. ففي أيلول (سبتمبر) 2000، اعتمد زعماء العالم المشاركون في مؤتمر قمة الألفية إعلان الأممالمتحدة في شأن الألفية الذي حدّد الأهداف الثمانية من أجل عالم أفضل للأجيال المقبلة. وتشير دراسات التقويم التي أجرتها الأممالمتحدة خلال هذا العقد إلى أن بلداناً أحرزت نجاحات هامة في تحقيق بعض الأهداف. وكان التقدم المحرز متفاوتاً ويحتمل الا يتحقق عدد من هذه الأهداف في بلدان كثيرة من دون بذل جهود إضافية. كما أن المكاسب التي تحققت بصعوبة يمكن أن تتراجع نتيجة لسلسلة أزمات التي واجهت العالم. فقد اجتاحت الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية أرجاء المعمورة، مخلّفةً آثاراً مدمرة طاولت أشد السكان والبلدان ضعفاً. وسبقت هذه الأزمة أزمة غذائية أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتباطؤ الإنتاج الزراعي بسبب التغيرات المناخية، ووصل عدد الجياع إلى حوالى بليون شخص وفقاً لمؤشرات منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة. ويواجه العالم تحديا آخر وهو تغير المناخ، الذي يصفه الأمين العام بأنه "التحدي المصيري الذي يواجه جيلنا. فهو يؤثر على مجالات النشاط كلها، من الطاقة والاقتصاد إلى الصحة والغذاء والتنمية والأمن". كما حذّر العلماء من تسارع التغيرات الطارئة على الأرض وسكانها، مخلّفة آثاراً أشد وطأة مما ترقبته معظم التعوقعات. فتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية أصبح معرضاً للخطر. كما حذر الأمين العام في تقريره "الوفاء بالوعد"، الذي صدر في آذار (مارس) الماضي، من عدم تحقيق هذه الأهداف، وقال: "يجب ألا نخذل آمال بلايين الأشخاص الذين يتطلعون إلى وفاء المجتمع الدولي بوعده في إعلان الألفية من أجل عالم أفضل". واعتبر أن الفشل غير مقبول، فإذا أخفق المجتمع الدولي في تحقيق هذه الأهداف ستتزايد الأخطار مثل عدم الاستقرار والعنف وانتشار الأمراض الوبائية والتدهور البيئي والنمو السكاني المتزايد. ومن أجل تجديد الالتزام بتحقيق هذه الأهداف، تعقد المنظمة الدولية في مقرها في نيويورك بين 20 و 22 أيلول (سبتمبر) المقبل مؤتمر قمة لاستعراض سبل التقدم وتحديد الثغرات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف المتفق عليها عالمياً. ويُتوقع أن يعلن قادة المجتمع المدني والمؤسسات والأعمال مبادرات جديدة لوضع الأهداف على مسارها الصحيح.