قال مسؤول أميركي ل"الحياة"ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان"يمثل رمز السيادة الاستقلال"، واصفاً زيارته واشنطن بأنها كانت"جيدة وتظهر الدعم الأميركي لمؤسسات الدولة، اذ كانت اجتماعات سليمان مع جميع المسؤولين جيدة، وإنْ ترك ما قام به وزير الخارجية فوزي صلوخ بعض الاستياء عندما كشف للصحافة تفاصيل ما جرى من أحاديث بين الرئيسين الأميركي جورج بوش وضيفه اللبناني". واوضح ان بوش يعتبر حديثه مع سليمان"من نوع الاحاديث التي يتبادلها مع مختلف زعماء العالم، تعطى عنها فكرة للصحافة ولكن ليس بالتفاصيل الدقيقة مثلما فعل صلوخ، وهذا ترك مرارة في البيت الأبيض". وزاد المسؤول ان ذلك"اظهر صلوخ وكأنه يبعث برسالة الى سورية ليطمئنها، ما اثار استياء في البيت الأبيض... وإذا كان صلوخ اراد أن يبلغ أصدقاءه في"حزب الله"ودمشق، كان يمكنه أن يتصل بهم هاتفياً". وسأل:"هل كان ذلك بموافقة الرئيس سليمان؟.. وهل أدلى الرئيس سليمان بما جرى من أحاديث خاصة بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد بالتفاصيل الى الإعلام، طبعاً لا. لماذا اذاً لم يتعامل مع الرئيس الأميركي بمستوى الاحترام نفسه الذي أبداه صلوخ تجاه الرئيس السوري؟". على خط مواز، اعتبر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن لقاء بوش - سليمان"حمل رمزية كبرى اذ أن الرئيس سليمان رمز السيادة والاستقلال وهو ليس الرئيس السابق اميل لحود ولا ممثل سورية في لبنان، بل هو لبناني ويلعب دوراً حذراً جداً كي يتأكد من انه لا يختلف مع أحد، وأيضاً كي يحمي نفسه". ورأى ان سليمان"في الوسط وغير منحاز لا للغالبية ولا للمعارضة، ويحاول أن يكون رجل دولة لبنانياً على رغم أنه لا يملك الكثير من السلطات الدستورية، وهو عبر عن رغبته في ان يكون له المزيد منها"، واستدرك بالقول:"لكن لديه بعض السلطات الدستورية المهمة وهي توقيع مراسيم الحكومة". وأضاف ان سليمان"عسكري أيضاً وفي قلبه كعسكري لا يحبذ ان تكون هناك ميليشيا أقوى من الجيش، وقد يكون في نفسه غير مرتاح لمثل هذا الواقع. هذا لا يعني انه ينظر الى تجريد"حزب الله"من سلاحه ولكن يعني انه يؤيد مؤسسات الدولة"، واكد ان الأميركيين سيساعدون الجيش اللبناني. وعلى صعيد آخر، قال المسؤول الاميركي نفسه ل"الحياة"ان الادارة الاميركية اوفدت الى اسرائيل السفير جيفري فيلتمان، احد معاوني مساعد وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس دايفيد ولش،"للتوضيح للاسرائيليين ان الادارة الاميركية تتمنى ألا تخل اسرائيل باهتمام الادارة الاميركية بسيادة لبنان واستقلاله عبر مفاوضاتها مع سورية. فالمسؤولون الاسرائيليون اكدوا للادارة الاميركية ان مفاوضاتهم مع سورية جدية وان اهتمامهم في لبنان أمني بحت". واعتبر المسؤول ان اسرائيل"تفهم تماماً ان أساس السياسة الاميركية في لبنان هو ان يبقى سيداً ومستقلاً... لأنه قبل حوالى ست سنوات كانت السياسة الاميركية تنظر الى لبنان في اطار سياستها ازاء سورية واسرائيل والفلسطينيين. أما الآن فهي تعتمد سياسة إزاء لبنان مستقلاً... وقد أدركت اسرائيل ذلك". وقال:" إذا قام"حزب الله"بأي عمل يهدد أمن اسرائيل سترد، ولكن لن تشن اسرائيل حرباً وقائية مسبقة، غير انها تراقب كيف يدخل السلاح من دون أي مراقبة عبر سورية ل"حزب الله"ومن دون أي مشكلة وبكثافة". وعن تحرك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سورية، قال المسؤول:"الادارة الاميركية بخلاف ما قاله الفرنسيون، لم تعطِ أي ضوء أخضر للانفتاح الفرنسي على سورية، لكن الفرنسيين انشأوا أمراً واقعاً. وفي الماضي عملت الولاياتالمتحدة في شكل جيد مع فرنسا حول لبنان... ما قام به وزراء خارجية ألمانيا واسبانيا وايطاليا بتوجيه رسالة الى دمشق حول لبنان كان نهجاً اكثر ايجابية. والفرنسيون قالوا لنا ان ما يبدو لنا انفتاحاً غير مشروط على بشار الاسد هو ليس الواقع وان عيونهم مفتوحة وهم مدركون ما يقوم به بشار الأسد فلنرَ!". وأضاف المسؤول:"إقامة علاقات ديبلوماسية بين بلدين هو رمز مهم في العلاقة بينهما، ولكن بالنسبة لسورية ولبنان عدم وجود سفير سوري في لبنان ليس المشكلة الاولوية، والانفتاح الكبير على بشار الأسد نتيجة إرساله سفيراً الى بيروت، خطأ". وزاد المسؤول الاميركي:"فرنسا تجري هذا التقارب مع سورية، واسرائيل لها مفاوضات مع سورية، وهناك تساؤل وجدال في الولاياتالمتحدة حول هذا الموضوع، والى أي مدى سيحمي هدفنا ومصالحنا في لبنان وإذا كانت مصالح فرنسا في لبنان متطابقة مع اهتماماتنا وأهدافنا - ومصالحنا بالدرجة الاولى سيادة لبنان واستقلاله - واذا كان الفرنسيون فعلاً سيستخدمون حوارهم مع سورية من أجل حماية لبنان، والفرنسيون يقولون لنا انهم ليسوا ساذجين ويعرفون بشار الأسد وحوارهم معه لمساعدة لبنان... هل هذا صحيح؟ سنرى". ورأى ان السياسة الاميركية تجاه لبنان لن تتغير بصرف النظر عمن سيربح الانتخابات الرئاسية المقبلة بين الديموقراطيين والجمهوريين، من دون ان يستبعد حواراً بين دمشقوواشنطن، وتابع:"حتى في حال عودة حوارهم مع سورية وعودة السفير الاميركي اليها، لا يعني ذلك ان الرئيس الاميركي الجديد سيزور بشار الاسد ويقدم له الانفتاح على الطريقة الفرنسية". المسيحيون يقررون الغالبية النيابية وبالنسبة للانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، اعتبر المسؤول ان"اي غالبية مقبلة ستكون بعدد صغير من النواب، وسيقررها المسيحيون لأن الشيعة سيصوتون ل"حزب الله"والسنة لتيار"المستقبل"والمسيحيين سيقسمون أصواتهم". ولفت الى تحالف النائب ميشال عون مع"حزب الله"، متمنياً"ان يفهم المسيحيون ان مصيرهم أضمن مع 14 آذار منه مع"حزب الله"... وهو حزب أقلية قوية يحميهم في بحر سنة خطير في المنطقة، والتمني ان يدرك المسيحيون انهم لا يريدون مستقبلا في ظل حكم"حزب الله". واضاف:"مهما كانت نتيجة الانتخابات وحتى لو حقق"حزب الله"غالبية، فهذا لا يعني انقلاباً على طريقة ما حصل في غزة لأن النظام في لبنان يفرض توازنات وقيوداً على البعض مثلما فرض"حزب الله"قيوداً على 14 آذار وهو في المعارضة". ورأى المسؤول الاميركي ان"على قوى 14 آذار استقطاب المسيحيين الذين لا ينتمون الى جعجع ولا الى عون كي يكونوا حلفاءهم والا يؤيدوا عون لأنه يريد نفسه ولا يريد بناء دولة بكل معنى الكلمة، و14 آذار حتى الآن لم تقم بمثل هذه الجهود تجاه هؤلاء المسيحيين الذين هم الآن أكثر ميلا الى عون لأنهم لم يأخذوا التطمينات اللازمة والرسالة اللازمة من 14 آذار". وختم منبهاً المسيحيين من خطورة اعطاء الغالبية ل"حزب الله"وحلفائه"لأنها قد تعني عودة التأثير السوري اكبر في الحياة اللبنانية".