بقي موضوع الانتشار العسكري السوري على الحدود اللبنانية الشمالية محل نقاش سياسي لبناني داخلي، بعدما استأثر بنقاشات مجلس الوزراء في جلسته ليل اول من امس. ووزع وزير الخارجية فوزي صلوخ امس، مداخلته امام مجلس الوزراء في هذا الشأن، مؤكداً"ان الوزارة تتعاطى مع هذا الموضوع ضمن السياق الذي حدده رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي اجرى الاتصالات اللازمة التي كانت كفيلة بوضع الامور في نصابها وتوضيح الامر على حقيقته، وبالتالي فإن التنسيق الأمني بين الاجهزة المختصة حول موضوع الحدود وضبطها هو امر مطلوب اسوة بما هو معمول به بين الدول المتجاورة لا سيما ان البيان المشترك الذي صدر بعد القمة اللبنانية - السورية الاخيرة حدد الأطر لمعالجته". وابلغ صلوخ مجلس الوزراء انه ينسق مع نظيره وزير الخارجية السوري وليد المعلم"من اجل القيام بزيارة دمشق استكمالا لموضوع العلاقات الديبلوماسية، وستتم الزيارة في وقت قريب وفق جدول اعمالهما"، واشار الى ارتباطه"باستحقاقات سفر متعددة ضمن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية في زيارتيه السعودية وكندا". واكد صلوخ في تصريح آخر"ان التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان تلقى العناية والمتابعة من قبل وزارة الخارجية التي تثير الموضوع امام سائر المراجع الدولية، وتلفت الى خطورته على الامن والاستقرار وتطالب بالزام اسرائيل بتنفيذ القرار 1701 نصاً وروحا والامتناع عن خرقه من خلال تهديداتها التي تعتبر اعمالاً عدوانية وفق ما استقر عليه الاجتهاد في القانون الدولي لناحية تعريف اعمال العدوان". وشكك وزير السياحة ايلي ماروني في"ان يكون الانتشار السوري في الشمال بهدف منع التهريب"، مشيراً الى انه"ترافق مع انفجار طرابلسودمشق واختفاء الاميركيين والضجيج الدولي الذي اثاره هذا الموضوع". واعتبر"ان سورية ما زالت تحلم بالعودة الى لبنان"، وقال:"التجربة التي خضناها مع الجيش السوري تجعلنا نخشى عودة النفوذ السوري الى لبنان كما ان تعامل السوريين مع السلطة اللبنانية لا يطمئن". وطالب بأن"تكون العلاقة السورية بشكل مباشر مع السلطات اللبنانية"، لكنه اكد"ان قوى 14 اذار لن تسمح بعودة السوريين الى لبنان عبر السفارة و"نخشى ان تتحول هذه السفارة الى غرفة عمليات وبعض اللبنانيين يؤيدون ذلك". ورأى في حديث الى"المؤسسة اللبنانية للارسال"ان الواقع السوري"لا يريد المصالحة بين المسيحيين". وأوضح وزير الشباب والرياضة طلال إرسلان، في حديث لإذاعة"صوت لبنان"، ان معلوماته تشير الى"أن السوريين وضعوا اللبنانيين في ضوء الانتشار، إما عبر قيادة الجيش وإما عبر المجلس الأعلى اللبناني- السوري، كما ان هذا الانتشار بحث ايضاً في اللقاء بين الرئيسين اللبناني والسوري". وإذ أكد"أن لا عودة عسكرية سورية للبنان"، قال ان"من حق سورية ان تحصن وتحمي نفسها لأن لبنان ساحة مخروقة أمنياً ومخابراتياً، ولبنان غير قادر أن يضبط أمنه فكيف له أن يضبط أمن غيره؟". ولفت الى"أن سياسة عزل سورية سقطت، ونجاح لبنان في حرب تموز يوليو غير معادلات كبيرة في المنطقة"، ورأى ان"هناك خصوصية تربط لبنان بسورية يجب الحفاظ عليها لاعتبارات عدة". وقال:"أنا مع إعادة العلاقات الطبيعية بين اللبنانيين والسوريين لأن في ذلك عامل استقرار سياسي للبلد". وشدد ارسلان على"وجود ثقة كبيرة بالرئيس ميشال سليمان"، مشيراً الى"توافق لبناني غير معلن بترك مسألة العلاقات اللبنانية - السورية الى رئيس الجمهورية". واعتبر ان"ما بدأنا به في أيار مايو هو فتح صفحة جديدة للحوار الهادف الى إعادة الحياة السياسية الى طبيعتها تحت عنوان حق الاختلاف وليس الخلاف"، ورأى"ان الوضع قبل السابع من أيار كان بمثابة عصفورية، اما اليوم فإن الوضع يسير في الاتجاه الصحيح". وكشف ارسلان عن"لقاء سيعقد في خلدة الأسبوع المقبل بين وفد قيادي من"حزب الله"والنائب وليد جنبلاط، وفي حضوره، وسيكون لتكملة ما تم البدء به في السابع من أيار". وقال:"سورية تريد المصالحة بين اللبنانيين وهذا ما سمعته من الرئيس بشار الأسد". واعتبر"ان المصالحة التي نجحت في الجبل إذا لم تكتمل لن يكون الوضع مريحاً"، وحمل"الخلايا الإرهابية مسؤولية الاغتيالات التي حصلت في لبنان".