الوجه هو العلامة الفارقة في الإنسان كاسمه، الدال عليه به، بطاقته التعريفية، المُوهم بما في داخله من ظاهره، الغموض صفة ملازمة له. مَن يستطيع العيش والتواصل بوجهٍ واحد؟ مَن ينكر وجوهه الأخرى، أقنعته الأخرى المخبوءة في الجِعاب الاحتياطية؟ مَن منّا لا يُغير وجهه/ قناعه مع كل موقف؟ - وجوه تبتسم وتزداد في الابتسامة حسب الموقف. - وجوه تختلف الضحكات فيها. - وجوه تضحك وتبتسم لؤماً، ويكون ما تخفيه الصدور أعظم لؤماً وأشدّ مكراً. - وجوه تُبدي حقيقتها للآخر من دون رادع. - وجوه تكون عبوسة، تبدو عليها علامات اليأس والكآبة على رغم إخفائها، نتيجة عُقد طفولية مكبوتة. - وجوه يكتنفها الغموض، مجهولة الهوية وصعبة القراءة. - وجوه تضحك وتبتسم مسايرة للموقف. - وجوه تُبدي حقيقتها وتؤطّرها بالمزاح والنكتة. وتبقى الوجوه كلها بريئة، براءة طفلٍ رضيع يغط في النوم فقط، حيث تكون الوجوه في ثبات وسُبات، لا تمارس عملها التقليدي المتمثل في التبديل والاستنساخ المنتج للاّ تشابه. هل ما زلنا نصرّ على أننا بوجهٍ واحد، أم نقرّ بحقيقة الوجوه/ الأقنعة الكثيرة التي نستدعيها ونلبسها وقت الحاجة، والتي تبقى محافظة على ديمومتها المتمثلة في التبدّل والتغيير؟ ماهر عكيد - بريد الكتروني