«البعض أضحك الملايين وهو صامت، وأنا عشر سنوات أقول نكتاً لأصدقائي، يوقفون السيارة ويقولون: انزل» هذه الطرفة تبين حال أصدقاء الكآبة وأعداء الابتسامة وهم موجودون بل ويتكاثرون، فهناك من يعشق الكآبة ولا يطرح إلا الأمور التي تسببها ويحارب ويعادي من يسعى لنشر الابتسامة والتفاؤل! لا يحق لك أن تبتسم لأنك بذلك تضيع هيبتك! لا يحق لك أن تضحك لكيلا تميت قلبك! لا يحق لك أن تتفاءل فهناك مئات النماذج السلبية التي يتطوع مأزوراً لتقديمها متتالية من أجل قتل تفاؤلك! ومع وجود هؤلاء، ووجود ما يدعم موقفهم من أمور تثير الكآبة فعلاً، إلا أننا يجب ألا نتنازل عن ابتسامتنا وسعينا لنشر الابتسامة بغير ابتذال وقلة أدب! فالابتسامة صدقة كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وإدخال السرور على قلب مسلم من أفضل الأعمال! كما أن الابتسامة والتفاؤل أساس للعمل والإبداع، فكما توصلت بعض الدراسات إلى أنها تزيد في نشاط الذهن وتجعل الإنسان محباً لعمله، ولذلك من الصعوبة أن ترى عملاً ناجحاً من يائس! بل إن الابتسامة والتفاؤل وسيلة للشفاء من الأمراض وعلاج للقلب وإشراق للوجه وحتى مساعدة على الهضم ومحافظة على الشباب ووسيلة لنجاح العلاقات، فالبشر السوي يحب الابتسامة ويرتاح لمن يحملها! وقد وجد العالم الفرنسي (بيير فاشيه) أن الضحك يوسع الشرايين والأوردة وينشط الدورة الدموية ويعمّق التنفس ويحمل الأكسجين إلى أبعد أطراف الجسم! ومن الاكتشافات أن الضحك يزيد إفراز مادة البيتا إندورفين، وهي الهرمون الذي يصل إلى خلايا الدماغ، ويعطي أثراً مخدراً شبيهاً بأثر المورفين، ومن نتائج ذلك خلود الإنسان إلى النوم المريح بلا أرق ولا كوابيس! كل ذلك نأخذه من الابتسامة ومع ذلك فلا يزال يتواجد بيننا قتلة للابتسامة، ويجدون من يدعمهم ويعتقد أنهم هم أهل الهيبة والاحترام! الأقوياء فقط هم من ينشرون الابتسامة ويحافظون على هيبتهم، والضعفاء من يجعلون بينهم وبين الآخرين حاجزاً بالوجوه المتجهمة! قال السماء كئيبة! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما! وأقول مع إيليا أبو ماضي لن ينهي التجهم مشاكلنا ولذلك ابتسموا ودعوا من يريد نشر الابتسامة يقم بدوره!