تراجعت أسعار النفط أمس في غياب بوادر على اشتداد قوة الإعصار "غوستاف" المندفع باتجاه ساحل لويزيانا، بعد ان تسبب في إغلاق تسع مصاف للنفط وتوقف إنتاج النفط الأميركي كله تقريباً في خليج المكسيك. ووفقاً للتوقعات الجوية، يصل"غوستاف"إلى ساحل لويزيانا بقوة إعصار من الدرجة الثالثة، ما أرغم الشركات على وقف 96 في المئة من إنتاج النفط في خليج المكسيك و82 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي. وتوقف 12.5 في المئة على الأقل من إجمالي طاقة التكرير الأميركية وخفضت مصاف أخرى عملياتها. وأوقف مرفأ لويزيانا النفطي البحري، وهو المرفأ الأميركي الوحيد القادر على التعامل مع أكبر ناقلات النفط، عملياته كلها أول من أمس. وانخفض سعر برميل الخام الأميركي الخفيف في لندن، الى ما دون 110 دولارات، وهو الادنى منذ 12 أيار مايو الماضي، بعد ان وصل إلى 118.60 دولار عندما سمحت بورصة نيويورك بالتعاملات الإلكترونية قبل ساعات من الموعد المعتاد. وكانت الأسواق الأميركية مغلقة أمس بمناسبة عيد العمال. وهبط مزيج برنت 65 سنتاً إلى 113.40 دولار للبرميل. وأفاد مصرف"ليمان براذرز"في مذكرة بأنه خفض توقعاته لسعر برنت عام 2008 نزولاً إلى 112 دولاراً للبرميل من 115 دولاراً. وأضاف ان أخطار الأعاصير والمشاكل السياسية لا تزال قائمة، لكنه يتوقع مع ذلك تراجع الأسعار في النصف الثاني من السنة. وعلى رغم إغلاق المصافي ومراكز الإنتاج، قال محللون ان النفط تراجع عن أعلى مستوياته نظراً إلى ان التوقعات الجوية تظهر عدم اشتداد العاصفة أكثر من التوقعات الأولى. ويمثّل الإعصار أكبر تهديد منذ الإعصار"كاترينا"المدمر عام 2005. وأعلنت منظمة"أوبك"ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية هبط الجمعة الماضي إلى 111.23 دولار للبرميل من 111.85 دولار قبل يوم. إلى ذلك، نقلت وكالة"مهر"للأنباء عن مندوب إيران لدى"أوبك"محمد علي خطيبي، قوله إن الدول الأعضاء في المنظمة قد تتفق على خفض الإنتاج عندما يجتمع ممثلوها الثلثاء المقبل في فيينا بسبب التراجع الأخير في أسعار النفط. وكان وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري قال أول من أمس ان سعر مئة دولار للبرميل هو أقل سعر ملائم للنفط، مردداً السعر ذاته الذي أعلنته فنزويلا، العضو في"أوبك"، وهي من أنصار الأسعار المرتفعة. لكن ليبيا رجحت ان تبقي"أوبك"على إنتاجها الحالي من النفط من دون تغيير أثناء الاجتماع الدوري. وقال رئيس"المؤسسة الوطنية الليبية للنفط"شكري غانم لوكالة"فرانس برس":"نعتقد أن الإمدادات في السوق كافية وربما أكثر". وأظهر مسح أجرته وكالة"رويترز"ان إمدادات"أوبك"ازدادت للشهر الرابع على التوالي في آب أغسطس نتيجة لارتفاع إنتاج إيران وزيادات أصغر من قبل نيجيريا وأنغولا. ووفقاً للمسح، الذي شمل شركات نفط ومسؤولين في"أوبك"ومحللين، ارتفعت الإمدادات من المنظمة إلى 32.82 مليون برميل يومياً الشهر الماضي، من 32.59 مليون برميل في تموز يوليو.