أوقفت شركات النفط والغاز الطبيعي الإنتاج في خليج المكسيك منذ الجمعة الماضي، وأبعدت العمال عن مسار الإعصار"غوستاف"، الذي يوصف بأنه الأسوأ منذ عام 2005، الذي يجتاح حقول النفط البحرية الأميركية في الخليج. ويتوقع أن تزداد قوة"غوستاف"ليصبح إعصاراً عاتياً من الفئة الثالثة، مطلع الأسبوع قبل اجتياحه مناطق إنتاج النفط البحرية. وتحوّل"غوستاف"أمس إلى عاصفة من الفئة الثانية، بعد اشتداده في منطقة الكاريبيي. ومع وجود نحو ربع إنتاج النفط الأميركي و15 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي في مسار"غوستاف"، ارتفعت أسعار الخام الأميركي صباح الجمعة بسبب الخوف من انقطاع الإمدادات لتنخفض إلى مستوى 115.46 دولار للبرميل بسبب ارتفاع الدولار وانتهاء عقود الإنتاج. وفي واشنطن قال مسؤول في وزارة الطاقة الأميركية، إن الولاياتالمتحدة يمكنها إطلاق 4.4 مليون برميل من النفط يومياً من احتياطها الاستراتيجي، كافية جداً للتعويض عن أي انقطاع يتسبب به الإعصار غوستاف. وقال مساعد وزير الطاقة كيفين كولفر، يبلغ الاحتياط الاستراتيجي 707 ملايين برميل من النفط وان القدرة اليومية المتاحة لاستخدام كميات منه تزيد ثلاث مرات عن معدل الإنتاج في خليج المكسيك. ولا يعتقد أن ترتفع أسعار النفط مجدّداً، إذا اجتاز الإعصار منطقة خليج المكسيك غداً، وهو عطلة لمناسبة عيد العمال في أميركا الشمالية، لا تجري فيه تعاملات مالية أو عقود نفط. وفي لندن انخفض سعر برميل عقود مزيج النفط الخام المرجعي لنفط الشمال"برنت"عند التسوية الى 114.05 دولار. وتعرّض النفط إلى مزيدٍ من الضغط، جرّاء صعود الدولار نحو تسعة في المئة مقابل اليورو، منذ أن بلغ مستوىً قياسياً متدنياً، منتصف تموز يوليو الماضي، مع تزايد المخاوف في شأن احتمالات النمو الاقتصادي خارج الولاياتالمتحدة. من جهةٍ ثانية، أعلنت فنزويلا أنها ستطلب من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، التي ستجتمع في التاسع من أيلولسبتمبر في فيينا، إبقاء مستوى الإنتاج الحالي للنفط الخام. وقال وزير الطاقة والنفط الفنزويلي رافاييل راميريز، اثر اجتماع مع لجنة الطاقة في البرلمان"لا مشكلة في الإمدادات العالمية حتى الآن، ينبغي إبقاء الإنتاج كما هو، وعدم زيادته. وقال وزير نفط الاكوادور غالو شيريباجو، إلى الصحفيين، على هامش قمة في حقل نفط فنزويلي:"بالتقصي عن آراء وزراء أوبك الآخرين فإني اعتقد أن القرار سيكون الإبقاء على مستوى الإنتاج من دون تغيير."وقال نظيره الفنزويلي أيضاً، إن"أوبك"قد تدرس خفض الإنتاج في الاجتماع بعد أن هوت أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة بفعل مخاوف من تراجع الطلب.