قُتل 12 جندياً موريتانياً في حصيلة أولية لهجوم استهدف دورية عسكرية في منطقة "تورين" في أقصى شمال البلاد. وقال مصدر أمني إن سيارات عسكرية موريتانية تقل عسكريين تعرضت أول من أمس لمكمن نصبه تنظيم متشدد يُرجّح أن يكون"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وأوضح أن عدداً من الجرحى نُقلوا إلى مستشفى مدينة زويرات 700 كلم شمال نواكشوط. ووقع الهجوم على بعد 80 كلم فقط شرق مدينة زويرات حيث يقع احد أكبر مناجم الفوسفات في افريقيا. وأعلنت السلطات الاستنفار في المنطة التي باتت تعرف باسم"مثلث الموت الصحراوي"حيث تنشط الجماعات المسلحة قرب الحدود مع الجزائر ومالي. ونقلت"وكالة نواكشوط للأنباء"أن المفرزة التي تعرضت للهجوم ضمت 23 عسكرياً، على متن خمس سيارات عابرة للصحراء بقيادة نقيب، وأن ثلاث سيارات من القافلة أصيبت مباشرة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. ونسبت الى مصدر عسكري أن المفرزة كانت تتحرك في تلك المنطقة عندما صدرت الأوامر إلى قائدها النقيب اجيه ولد عابدين بالتوقف، وفجأة صدرت له تعليمات أخرى بالتحرك، ليصل إلى منطقة"تورين"حيث يوجد ممر صحراوي إجباري، وعندما بدأت سيارات المفرزة تتوغل في الممر، فوجئت بإطلاق نار كثيف عليها بالأسلحة الثقيلة، خصوصاً من قاذفات"آر. بي. جي."، فأصيبت السيارات الثلاث الأمامية إصابات بالغة، بينها سيارة قائد المفرزة الذي قتل مع 11عسكرياً. وتتجه أصابع الاتهام في نواكشوط إلى"الجماعة السلفية"الجزائرية التي باتت فرع"القاعدة"في بلاد المغرب. وكان"القاعدة""الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية سابقا هجومين داميين سابقين استهدفا قواعد عسكرية موريتانية قريبة من مكان الهجوم الأخير. ففي حزيران يونيو من العام 2005 قُتل 15 جندياً وجرح عشرات في عملية استهدفت قاعدة"لمغيطي"، وفي كانون الأول ديسمبر العام الماضي قتل جنود أيضاً بوحشية في اعتداء على حامية"الغلاوية". وقال مراقبون انه إذا ما ثبتت صحة نسبة الهجوم الأخير إلى تنظيم مرتبط ب"القاعدة"فإن ذلك يكون بمثابة"خدمة كبيرة"للعسكريين الذي استولوا على السلطة في موريتانيا في آب أغسطس الماضي اثر انقلاب أطاح الرئيس المدني المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله. وعدّ العسكريون من بين مبررات الانقلاب"تهاون"الرئيس المخلوع في مواجهة الإرهاب. وفي المقابل، اعتبر مصدر في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية، المناوئة للانقلاب، الهجوم ضربة للقادة العسكريين. واتهم قادة الجيش الموريتاني بانهم"تركوا الحدود الموريتانية سائبة للجماعات المسلحة واستقدموا الجنود إلى نواكشوط لحماية سلطتهم". ويتنامى نشاط"القاعدة"في موريتانيا منذ ثلاث سنوات تقريباً. وأصيب الموريتانيون بالذعر عندما نقلت الجماعة المتطرفة التي شكلت كتيبة جديدة سمتها"كتيبة المقاتلين الموريتانيين"معركتها إلى نواكشوط مطلع العام. وسقط قتلى وجرحى في هجمات نفذتها"القاعدة"ضد قافلة سياح فرنسيين في الصحراء والسفارة الإسرائيلية في نواكشوط، وفي مواجهات دامية بين مسلحين والشرطة غرب العاصمة.