سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحد الناجين يروي تفاصيل الهجوم الذي شنه 150 مسلحاً ... ومحامون يتحدثون عن تعذيب متشددين لانتزاع اعترافات بصلتهم ب "القاعدة" . نواكشوط : اعتقالات في أوساط الجزائريين لكشف المتورطين في عملية ثكنة "لمغيطي"
ذكرت مصادر موريتانية أن مواطناً جزائرياً اعتُقل في موريتانيا في سياق عمليات التمشيط التي تقوم بها أجهزة الأمن وقوات الجيش في المناطق الحدودية والمراكز الحضرية والمدن لملاحقة مدبري الاعتداء الذي استهدف مركزاً عسكرياً للجيش الموريتاني على الحدود مع ماليوالجزائر مطلع الشهر الجاري. وأوضحت المصادر ان الجزائري عيسى إسماعيل اعتقل، الأحد الماضي، في مدينة"باسكنو"الحدودية مع مالي، للاشتباه في مشاركته في الاعتداء على المركز العسكري الموريتاني في"لمغيطي". ونقلت عن مصادر في الدرك الموريتاني انه نُقل الى مدينة"النعمة"، عاصمة الولاية، حيث حُقق معه وأقر بمشاركته في العملية، وانه جاء الى"باسكنو"بهدف الاستطلاع. لكن سفير الجزائر لدى موريتانيا قايد شكيب رشيد نفى في اتصال هاتفي مع"الحياة"، أمس، هذه المعلومات، وقال ان إسماعيل من الرعايا الجزائريين المسجلين لدى المصالح القنصلية والسفارة منذ فترة طويلة، وأن ليس هناك أي مشكلة له مع السلطات الجزائرية. ونبّه إلى أن اعتقاله تم قبل شهر، أي قبل الاعتداء الذي استهدف المركز العسكري"لمغيطي"في مدينة الزويرات الحدودية مع ماليوالجزائر بداية الشهر الجاري. وأشارت مصادر موريتانية أيضاً الى اعتقال جزائري آخر لم تُكشف هويته، في سياق جهود السلطات الموريتانية لكشف شبكات دعم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية في موريتانيا. وفي هذا الإطار، اعترف سفير الجزائر في نواكشوط بأن الرعايا الجزائريين"يشكون منذ فترة من تزايد المضايقات عليهم"، وأبدى أمله في أن"لا تؤثر هذه المضايقات على وضع الجالية الجزائرية". ومنذ الاعتداء الذي استهدف مركز"لمغيطي"والذي تسبب في مقتل 15 عسكرياً وفقدان عسكريين إثنين وجرح 17 آخرين، كثفت السلطات الموريتانية الضغوط على الرعايا الجزائريين، خصوصاً البدو الرحل والتجار الذي يعبرون الحدود المشتركة مع ماليوموريتانيا، في محاولة لتأكيد المزاعم بوقوف"الجماعة السلفية"وراء الاعتداء وكشف هوية بعض الجزائريين الذين نفذوا الهجوم. ويعتبر اعتداء"لمغيطي"الثاني من نوعه ضد أهداف عسكرية موريتانية بعد الاعتداء الذي استهدف كتيبة الدرك تابعة لوزارة الدفاع في 28 نيسان أبريل الماضي. وعثرت السلطات لاحقاً على سيارة منفذي الاعتداء في بلدة امحيكم تورجه على بعد 14 كلم شرق العيون وعُثر بالقرب منها على ثلاثة رشاشات مخبأة في الرمال من أصل خمس قطع أخذها المهاجمون من مخزن الكتيبة عند الهجوم عليها. ونسبت نواكشوط الهجوم إلى ناشطين ينتمون إلى تنظيم سلفي جهادي مرتبط بتنظيم"القاعدة"وعلى صلة مباشرة بالتنظيم الجزائري "الجماعة السلفية". وقالت هيئة الدفاع عن بعض المعتقلين الموريتانيين ان أجهزة الأمن الموريتانية مارست تعذيباً شديداً ضد معتقلين للحصول منهما على إفادات تربط متشددين في موريتانيا مع ناشطين من"الجماعة السلفية"الجزائرية، في تطور يكشف الوضع الصعب الذي تواجهه نواكشوط للعثور على أدلة تثبت مسؤولية الجماعة الجزائرية عن هجوم"لمغيطي". وطالبت هيئة الدفاع عن المعتقلين، في بيان نشرته وكالة أنباء"الأخبار"المستقلة في نواكشوط، مساء الخميس، بفتح تحقيق مستقل في تعرض اثنين من موكليها، هما محمد محفوظ ولد إدوم ومحمد سيديا ولد سليمان ولد اجدود المدعو"الشيخ النووي"، للتعذيب وخطفهما من السجن المدني لإجبارهما على توقيع اعترافات كاذبة. وجاء في إفادة المعتقل محمد محفوظ ولد إدوم الإشارة بالتفاصيل الى عملية نقله من العنبر الرقم 2 إلى مفوضية الشرطة في الميناء وكذلك التهديدات التي تلقاها والتعذيب الذي تعرض له على يد الشرطة لتوقيع"اعترافات غير صحيحة تحت التهديد بالتعذيب"ومنها أن"في موريتانيا حركة سلفية جهادية واحدة تتكون هيئاتها من: أولاً: مشايخ علم ورموز روحيين هم محمد الحسن ولد الددو - النووي عبدالله بن أمين الشاعر - وآخرون. ثانياً: مجموعات الشباب التي تتبع هؤلاء فكرياً. وإني أتبع لهذه المجموعات التي أقامت واحدة منها صلات بينها وبين الحركات السلفية خارج البلاد". كذلك قال محامو الدفاع ان محمد سيديا ولد سليمان ولد اجدود المدعو"الشيخ النووى"أُلزم التوقيع على اعترافات عدة أهمها أن الأشخاص المشمولين بالملف الرقم 442 والملف 378 14 + 7 بالإضافة إلى أشخاص فارين ينتسبون إلى"الجماعة الموريتانية للدعوة والجهاد"وفق دوائر ثلاث، هي: الدائرة الأولى: القيادة الروحية والزعامة العلمية، الدائرة الثانية والثالثة فئة من الشباب يرتبطون بالجماعة الجزائرية للدعوة والقتال. وأثار نشر هيئة الدفاع هذه المعلومات غضب السلطات الموريتانية التي بادرت، مساء الخميس، إلى نشر بيان للمدعي العام لدى محكمة نواكشوط. وانتقد البيان الذي وقعه المدعي محمد الغيث ولد عمار، وكيل الجمهورية في محكمة العاصمة نواكشوط، ووزعته وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، لجوء هيئة الدفاع عن المتهم محمد الحسن ولد الددو وآخرين إلى الخروج عن"الالتزامات التي يفرضها السر المهني وسرية مرحلة التحقيق". وفي محاولة لربط صلة المتهمين المعتقلين منذ شهر نيسان أبريل ضمن عمليات تفكيك خلايا"القاعدة"في موريتانيا، قال المدعي العام في بيانه ان تصريحات هيئة الدفاع تهدف إلى"تضليل الرأي العام"، وذكّر بأن"أول من تحدث عن علاقة هؤلاء المتهمين بالجماعة السلفية للدعوة والقتال هي الجماعة السلفية للدعوة والقتال نفسها في بياناتها ومنشوراتها الموقعة باسمها على موقعها في الانترنت". وكانت"الجماعة السلفية"التي زعمت أنها نفذت هجوم"لمغيطي"، أشارت في بيانها"بدر موريتانيا"إلى أنها قامت بذلك"انتقاماً لإخواننا الذين تمّ أسرهم في حملة الاعتقالات الأخيرة بموريتانيا... وليعلم الطواغيت أنّ جرائمهم في حق أمّة الإسلام لن تمرّ من دون عقاب بل سيدفعون من دمائهم وأموالهم حق كل مسلم أسروه أو دم سفكوه أو عرض انتهكوه". وأشارت في بيان آخر إلى أن الهجوم جاء"انتقاماً للذين اعتقلهم النظام الموريتاني وانتصاراً للمستضعفين من المسلمين هناك وعلى رأسهم الأخت الشهيدة زينب"التي توفيت في السجن. وتنفي نواكشوط أن وفاتها نتجت عن تعذيبها وتؤكد انها توفيت وفاة طبيعية بعد اعتقالها بداية العام في إطار عمليات اعتقال للمتشددين في موريتانيا بعد كشف خلايا"الجماعة الموريتانية للدعوة والجهاد"المرتبطة ب"القاعدة". وتعتبر السلطات الموريتانية أن بيان"الجماعة السلفية"يعتبر دليلاً على ارتباط المعتقلين وعلى رأسهم"الشيخ النووي"بتنظيم"القاعدة"و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية، علماً ان الأخيرة تجاهر منذ سنوات بتحالفها مع تنظيم أسامة بن لادن. وتقول مصادر مطلعة ان التحقيقات التي تقوم بها أجهزة الأمن الموريتانية، بمشاركة ضابط في الجيش الأميركي برتبة رائد، تُركّز حالياً على الأماكن الصحراوية التي يُشتبه في لجوء عناصر"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"اليها، والآبار التي يعتمدون عليها في الشرب ونوعية السلاح الذي يملكونه. ويعتبر المعتقل في السجن المدني أحمدو ولد مولود أبرز من يجري التحقيق معهم في هذا الشأن نظراً إلى انه، بحسب السلطات الموريتانية، تزعّم مجموعة من الشباب الموريتاني الذين تلقوا تدريباً عسكرياً على أيدي"الجماعة السلفية"الجزائرية في المناطق الحدودية وشمال مالي. وتشير مراجع في نواكشوط الى أن المعتقلين متهمون بتشكيل تنظيم كان عناصره يتلقون التدريب العسكري في منطقة أزواد والصحراء الجزائرية، على أن يتم إرسالهم إلى العراق كمتطوعين للجهاد. كما تحدثت عن وجود علاقة بين من تصفه الشرطة بزعيم المجموعة وشخص آخر يلقب ب"الصحراوي"، يُعتقد أنه هو من أرسل العناصر التي تلقت التدريب إلى منطقة أزواد الصحراوية حيث يُشتبه في وجود أحد معسكرات"الجماعة السلفية"الجزائرية. وأكدت مصادر موريتانية ان السلطات في نواكشوط قررت تحويل الحامية العسكرية في بلدة"لمغيطي"التي لا تبعد كثيراً عن الحدود الموريتانية - الجزائرية، إلى قاعدة عسكرية متكاملة التجهيز بعدما كانت مجرد مركز عسكري صغير، وتقرر أن تُسند قيادتها إلى ضابط عالي الرتبة. واتخذت إجراءات مالية ولوجيستية لتجهيز القاعدة التي سيحوّل إليها أكثر من 1200 جندي من خيرة العسكريين الموريتانيين. وستتولى هذه القاعدة مهمات حصر نشاط الأصوليين في المناطق الحدودية. رواية جديدة عن الهجوم وبالتزامن مع ذلك، أدلى أحد الجنود الناجين من هجوم"لمغيطي"بإفادة عرض فيها تفاصيل الاعتداء، وقال انه تمكن من تحديد هوية شخصين زارا الكتيبة قبل يوم الهجوم. ورجح أن يكونا موريتانيين أو صحراويين، لكنه أكد أنهما يتكلمان اللهجة الحسانية بطلاقة. وقال الجندي الذي لا يزال يخضع للعلاج في المستشفى العسكري في نواكشوط، في تصريحات وزعتها وكالة"الأخبار"المستقلة في موريتانيا، انه قبل يوم الهجوم جاء الى الفرقة المكونة من 53 عنصراً شخصان أدعيا أن سيارتهما معطلة، وتركا حقيبة صغيرة من العدس وقنينة 20 لتراً من الزيت و"غادرا قبل الغروب ولم تنتبه الفرقة الى شيء .. وفجر يوم السبت بدأ إطلاق النار من طرف الجماعة المهاجمة التي كانت تستقل 3 سيارات من نوع"لاندكروزر"كل واحدة منها تحمل مدفعاً ثقيلاً وشاحنتين محملتين ببقية أفراد الجماعة، وقد قدرنا عددهم بحوالي 150 فرداً تقريباً". واضاف ان الفرقة"حاولت الاتصال بالقاعدة لكن المهاجمين قتلوا صاحب الإرسال الذي تمكن قبل أن يلفظ آخر أنفاسه من القول للقيادة في نواكشوط كلمة واحدة"أراه انطاح اعلين"، لكن القيادة لم ترسل العون فى الوقت المناسب. وتوالى القصف وتمكن المهاجمون من الإمساك بقائد الحامية محمد ولد الكوري وطلبوا منه أن يجثو على ركبتيه وأن يضع يديه على رأسه، ومن ثم أعدموه بعد أن سألوه عن الفرق المتنقلة وحالة الجيش على الحدود. وبعد ساعتين نفدت الذخيرة لدى عناصر الفرقة الموريتانية وهرب البعض منها". وكانت نتيجة الهجوم على الجانب الموريتاني 15 قتيلاً أحدهم وهو رقيب دهسه أحد المهاجمين بسيارته ال"لاندكروزر"و13 جريحاً و5 مفقودين رجع ثلاثة منهم. أما في جانب المهاجمين، فقد قتل اثنان وجرح 7 وتعطلت سيارة تركوها في مكان الهجوم. قائمة بأسماء بعض القتلى في هجوم لمغيطي بحسب مراجع موريتانية: النقيب: محمد ولد الكوري قائد الوحدة الرقيب: ولد هبود الجندي: مياره ولد سيدي محمد الجندي: محمد ولد الناجي الجندي: بوسيف ولد الحافظ الجندي: الداه ولد محمد الجندي: سيدي ولد عبدالله الجندي: ولد الرايس الجندي: امباري يال الجندي: مولود فال الجندي: محمد محمود ولد أهل اقه الجندي: محمد الحافظ الجندي: محفوظ الجندي: اعل ولد ابنيجاره المفقودان الخوميني ولد سلامي ورزك