لم تسلم الأسواق الخليجية من تداعيات أزمة المصرف الاستثماري الأميركي "ليمان براذرز"، مضافاً إليها تراجع أسعار النفط، فانعكس الحدثان على حركتها أمس، لتنخفض مؤشرات الأسهم فيها الى أدنى مستوى منذ 17 شهراً في تعاملات محمومة، مع خروج المستثمرين من الأسواق الناشئة خشية تأثرها بتداعيات أزمة المال الأميركية. وسجلت البورصات الخليجية، وفي مقدمها السوق المالية السعودية تراجعاً حاداً أمس نسبته 6.5 في المئة، ووصل مؤشرها الى مستوى 7255.15 نقطة. وشهدت الأسواق الخليجية الأخرى موجة تراجع مماثلة، وهي تعاني في الأصل من موجة تصحيح جديدة. وتوقع الخبير المالي علي الشهابي في حديث الى"الحياة""تسارع وتيرة توجه الأموال العربية للاستثمار في المنطقة". وأكد الرئيس التنفيذي في الشرق الاوسط ل"دويتشه بنك"هنري عزام ان شراء"بنك اوف اميركا"ل"ميريل لنش""سيدعم عمليات المؤسسة المالية الاميركية في المنطقة بسبب تواجدها الكبير فيها". وأقفلت بورصة الكويت بتراجع 3.8 في المئة، ليصل مؤشرها الى 12360.2 نقطة، أي بخسارة 488 نقطة، الأكبر في يوم واحد خلال العام الجاري. ويذكر أن مؤشر بورصة الكويت، الذي يتراجع باستمرار منذ 20 آب أغسطس الماضي، أدنى بنسبة 1.6 في المئة من مستوى إغلاق العام الماضي عند 12558.8 نقطة، مع العلم أن السوق تعاني من أزمة سيولة. ووصف متعامل مع البورصة، الكويتي فؤاد العوض، ما يجري بأنه"تسونامي بكل معنى الكلمة، ولا ندري إذا كان ما يحصل حلماً أو حقيقة". وانخفضت سوق الدوحة بنسبة 7.01 في المئة لترسو على8216.71 نقطة، وهو مستوى ادنى 14.2 في المئة من مستوى إقفال العام الماضي عند 9580.45 نقطة، وكان يفوق مستوى 10 آلاف نقطة معظم أيام التداول هذا العام. وفي الإمارات، خسر مؤشر ابو ظبي 4.35 في المئة، ليصل الى 3754.49 نقطة، وهو مستوى أدنى 17.5 في المئة من مستوى إغلاق 2007 عند 4551.8 نقطة. وسجلت سوق دبي المالية انخفاضاً متتالياً في الأسابيع الأخيرة، وأنهت تداولاتها أمس عند 4044.27 نقطة، بانخفاض 1.7 في المئة، معوضة خسائر أكبر سجلت خلال التداولات. كما أن مستوى مؤشرها أدنى بنسبة 31.8 في المئة عن مستوى إقفال العام الماضي. وانخفض مجموع القيمة السوقية للأسواق المالية السبع في دول مجلس التعاون الخليجي 200 بليون دولار، مقارنة بقيمته نهاية العام الماضي. وكانت القيمة السوقية الإجمالية للأسواق الخليجية السبع بحدود 1.116 تريليون دولار نهاية كانون الأول ديسمبر 2007. يذكر أن أسواق الأسهم العربية في الخليج شهدت اضطرابات قبل أن يواجه القطاع المالي الأميركي هذه الأزمة، اذ أقبل المستثمرون على بيع الأسهم خوفاً من التوترات مع إيران، ومن فقاعة عقارية واتساع نطاق التحقيقات في اتهامات بالفساد في مصارف وشركات عقارية شملت اعتقال مسؤولين كبار.