نفت الحكومة السودانية تلقيها أي طلب رسمي من الإدارة الأميركية في شأن تسليم أربعة إرهابيين مطلوبين لديها يشتبه في اقامتهم في السودان في مقابل استكمال تطبيع العلاقات بين البلدين، في وقت يزور ستة من وزراء الخارجية العرب البلاد قريباً لتحريك ملف محادثات سلام دارفور التى ستستضيفها قطر بحسب قرار الجامعة العربية. وقال وزير الخارجية السوداني دينق ألور إن حكومته لا علم لديها بأي شروط أميركية لتطبيع العلاقات تشمل تسليم أربعة إرهابيين، كما ذكرت تقارير غربية. وأكد ألور أمس أن الحوار السوداني الأميركي متوقف تماماً بسبب انشغال اميركا بالانتخابات الرئاسية المقبلة. وزاد:"لا توجد لدينا أي شروط أو إخطار رسمي لمعاودة الحوار بين البلدين". لكن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قال إن جولة جديدة من الحوار السوداني - الأميركي ستبدأ خلال الشهر الجاري، وإنه سيسبقها اتفاق على موضوعات وأجندة محددة، مشيراً إلى أن للسودان مصلحة حقيقية في تحسين علاقاته مع واشنطن والدول الأوروبية لكن بشرط أن تكون هذه العلاقات"مبنية على مصالح حقيقية واحترام حقيقي". وكانت تقارير غربية أفادت أن الولاياتالمتحدة لا ترفض صفقة مع الخرطوم تستند على عدم معارضة طلب السودان تأجيل تحرك المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس عمر البشير ، في مقابل موافقة الحكومة السودانية على زيادة التعاون في مكافحة الإرهاب وتسليم اربعة ارهابيين يشتبه فى اقامتهم في الخرطوم والإسراع بنشر القوات الاممية الافريقية في دارفور وتحسين المساعدات الإنسانية واقرار تسوية سياسية سريعة في الاقليم. إلى ذلك، أعلنت الخرطوم أمس أن وزراء الخارجية العرب الذين كلّفتهم الجامعة العربية ترتيب محادثات سلام بين الحكومة ومتمردي دارفور سيصلون إلى البلاد خلال الايام المقبلة. وقرر وزراء خارجية الدول العربية تشكيل لجنة وزارية عربية لترتيب ورعاية محادثات سلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور، وكلفوا قطر استضافة هذه المحادثات، وأسندوا رئاسة اللجنة إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ، وتضم اللجنة السعودية والجزائر وسورية وليبيا ومصر. وقال سفير السودان في القاهرة عبدالمنعم مبروك ل"الحياة"إنه ينتظر أن يعلن عن تشكيل أمانة عامة من الدول الراعية، وكشف عن زيارة لوزراء خارجية الدول الست للسودان للتباحث مع الحكومة خلال أيام. في غضون ذلك، نفى مسؤولون سودانيون قريبون من الرئيس البشير أن إيران تدرّب القوات السودانية أو تقدّم مساعدة لها في دارفور. وجاء نفيهم رداً على تقرير في مجلة أفريقية مقرها لندن اتهم الخرطوم باستخدام معدات عسكرية إيرانية الصنع في ولاية غرب دارفور.