تراجعت واشنطن عن وعودها بتطبيع العلاقات مع الخرطوم خلال ستة شهور وفق جدول زمني، واشترطت تعاون الحكومة السودانية تعاوناً كاملاً في نشر القوة الأممية - الأفريقية في دارفور"وأن تتخذ أيضاً خطوات ملموسة"لوقف عنف ميليشيات"الجنجاويد"والجماعات الأخرى في الإقليم. وكان وزير الخارجية السوداني دينق ألور أعلن أول من أمس بعد محادثات مع المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان ريتشارد وليامسون أن حكومته تتوقع تطبيع العلاقات مع واشنطن خلال ما بين أربعة وستة أشهر بعد أكثر من عشر سنوات من العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على البلاد. وأضاف:"هناك جدول زمني بين الفترة الحالية والأشهر الاربعة المقبلة أو ستة أشهر حداً أقصى". وزاد أن التطبيع من الممكن أن يتضمن اعادة السفير الأميركي إلى السودان ورفع بعض العقوبات أو كلها وشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية الإرهاب. غير أن الخارجية الاميركية قالت إنه ليس هناك جدول زمني مقترح لتطبيع العلاقات، وقال الناطق باسمها توم كيسي إن السودان يجب أن يساعد أولاً في انهاء العنف في منطقة دارفور والتعاون في تشكيل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. واكد أن السياسة الأميركية في ما يتعلق بعلاقاتها بالسودان لم تتغير، وانه لكي يكون هناك تقدم في العلاقات الثنائية تتوقع الولاياتالمتحدة من السودان أن يتعاون تعاوناً كاملاً في نشر القوة المختلطة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي"وان يتخذوا أي السودانيين أيضا خطوات ملموسة لوقف العنف من قبل ميليشيات"الجنجاويد"والآخرين في دارفور". واستمرت أمس في الخرطوم محادثات وليامسون مع المسؤولين، وعلمت"الحياة"ان الحوار بين الطرفين تواجهه صعوبات، إذ تشترط واشنطن تحقيق اختراق في أزمة دارفور والتوجه بسرعة نحو تسوية أزمة الإقليم، وتنفيذ بنود اتفاق السلام في جنوب البلاد خصوصاً النزاع على منطقة أبيي الغنية بالنفط الذي يمكن أن يعيد الحرب الى المربع الأول إذا لم يعالج بصورة جذرية. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان القضيتين تتطلبان من الحكومة السودانية تقديم تنازلات"مؤلمة"ليس من السهل تقديمها.