حيث جلس منفرداً في زاوية من زوايا الصالة الخاصة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، تحدث مدرب المنتخب السعودي الأول ناصر الجوهر عن أهمية المرحلة المقبلة، مؤكداً أنهم يسيرون في الطريق الصحيح نحو التأهل إلى المونديال الخامس على التوالي، الجوهر الذي كان له شرف قيادة المنتخب في نهائيات مونديال"كوريا واليابان 2002"، شدد على أن تأهل المنتخب هذه المرة سيكون الأصعب، ولكنه أكّد أنه بالعمل الجاد والتكاتف بين الجميع سيصبح الأمر أكثر سهولة. "الحياة"التقت الجوهر قبل سفر المنتخب السعودي إلى التشيخ وأجرت معه هذا الحوار. كيف ترى إعدادكم للمرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة إلى"جنوب أفريقيا2010"؟ - أحب أن أحمد الله على ما تمكنا من عمله في الفترة الماضية، ونتمنى أن تكون فترة الإعداد موفقة، نعم نحن تأخرنا في بداية الإعداد، ولكن بالعمل الجاد الذي أطالب الجميع به، سيكون من السهل الوصول إلى قمة الجاهزية قبل بداية التصفيات النهائية في رمضان المقبل، وأنا أعتقد أن اللاعبين من خلال الجدية التي أبدوها في التدريبين اللذين خضناهما في الرياض، سيكونون في حال أفضل بعد انتهاء فترة المعسكر، وللعلم فأنا تحدثت كثيراً مع مدرب اللياقة الجديد وهو وضع برنامجاً لياقياً مكثفاً للفترة المقبلة، وأنا اطلعت عليه، وإذا سارت الأمور كما هو مرتب لها، سنصل إلى قمة جاهزيتنا في 20 آب أغسطس، وسنكون وقتها في وضع فني جيد بإذن الله. ألا تعتقد بأن انقسام المعسكر إلى قسمين أحدهما في التشيخ والآخر في سويسرا قبل أن يعود الفريق لمواصلة الاستعداد في الرياض سيسبب جهداً نفسياً على الأقل بالنسبة إلى اللاعبين؟ - بالعكس، نحن عمدنا إلى تقسيم المعسكر بعد أن كان من المقرر أن يكون في التشيخ وحدها، وذلك حتى نخرج اللاعبين من الملل الذي قد يصيبهم إذا ما كان المعسكر في براغ وحدها، إضافة إلى ذلك نحن وضعنا جدول الإعداد وعمدنا إلى وضع اللقاءين الوديين اللذين سنلعبهما في دولة أخرى، وذلك حتى يتعود اللاعبون على السفر ولعب اللقاءات خارج أرضهم، لا أعتقد أن ذلك سيسبب لهم الإرهاق، وأظن أنه بإمكاننا إخراجهم من أجواء المعسكرات المملة بهذه الطريقة، ولو نظرنا إلى المسافة بين المعسكرين لوجدنا أنها لا تزيد على ساعة ونصف الساعة بالطائرة، أي كأننا مغادرون من الرياض إلى جدة مثلاً. ستجرون هناك لقاءين وديين مع الباراغواي وسمبدوريا الإيطالي، على رغم التأكيدات التي دارت عن أن هناك لقاء سيكون مع المنتخب الإسباني، لماذا ألغي هذا اللقاء؟ - المنتخب الباراغوياني منتخب كبير، وهو متصدر التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة، هو منتخب يملك أسماء كبيرة في صفوفه، وبالتأكيد سيكون اللقاء مثيراً وقوياً، خصوصاً أنه هزم البرازيل أخيراً بهدفين، وأعتقد أننا وفقنا في اختيار هذا الفريق، فهو يلعب بطريقة مغايرة عن البرازيل وغيرها من الفرق، ويتميز بالسرعة والقوة والارتداد السريع وهو ما كنا نبحث عنه، أما بالنسبة إلى لقاء سمبدوريا فكما يعلم الجميع أن الفرق الأوروبية ستخوض كامل استعداداتها للمواسم المقبلة، وفي هذه المرحلة سيكونون في قمة إعدادهم، فالدوري الإيطالي يبدأ بعدها بأسبوع واحد فقط، أما بالنسبة إلى المنتخب الإسباني فلم يكن هناك اتفاق نهائي للعب معهم، ونحن فاوضناهم كما فاوضنا البرازيل وغيرها من المنتخبات الكبيرة في العالم، إلا أن هناك معايير كثيرة جعلتنا نقتنع بهذين الفريقين بالذات. ولكن الفريق الإيطالي سيكون في فترة إعداده هو الآخر، وهذا ما قد يحرمكم من الفائدة المرجوة من اللعب معهم. - نحن درسنا الموضوع بشكل كامل وكان من السهل أن نحضر أي منتخب كبير في 24 أغسطس وهو الموعد المقرر لهذا اللقاء، ولكن جميع اللاعبين الموجودين في صفوف المنتخبات الكبيرة سيكونون مرتبطين مع أنديتهم، ولن يحضر إلا لاعبو الصف الثاني أو الثالث أو حتى المنتخب الأولمبي، ولكننا حينما نلعب مع فريق احتل المركز السادس في الدوري الإيطالي في العام الماضي فإن هذا سيكون أفضل بالنسبة إلينا، خصوصاً أنه سيحضر بكل نجومه. ألم يكن هناك إمكان للعب مع فريق من فرق الصف الأول، كأندية إنكلترا أو إسبانيا أو حتى أندية إيطاليا الكبرى؟ - للعلم خاطبنا معظم الأندية الكبرى في القارة العجوز، ولكن وجدنا أن سمبدوريا هو الفريق الوحيد الذي كان جاهزاً للعب معنا، ووافق بشكل سريع ونحن اشترطنا عليهم الحضور بالنجوم كافة، ولأن الدوري الإيطالي سيبدأ بعد لقائنا بهم بأسبوع فإن الفريق سيكون مستعداً بشكل كبير لهذا اللقاء، ولذلك أعتقد أن الاختيارات كانت موفقة إلى حد بعيد. وهل تعتقد أن هذين اللقاءين كافيان؟ نعم هما كافيان، وإذا وجدنا أنهما غير كافيين سنحاول إجراء لقاءات إضافية، ولو نظرنا إلى الفترة التي أعطيت راحة للاعبين لوجدنا أنها 33 يوماً فقط، وهي مقرة سلفاً قبل أن نعلن عن مدة المعسكر، ولم نرغب في أخذ شيء من إجازة اللاعبين حتى لا يؤثر ذلك في نفسياتهم، ولذلك سنلعب يوم 15 و17 في التشيخ مع عدد من الأندية المحلية، وأعتقد أنها ستكون كافية لإعداد اللاعبين للقاءين الآخرين في سويسرا، وإذا سلمنا بأن التجانس موجود بين لاعبي الفريق بحكم أنهم لعبوا عدداً من اللقاءات مع بعضهم بعضا. ألم تكن لكم أفكار تسويقية للاعبي المنتخب وذلك باحترافهم خارجياً حينما طلبتم اللعب مع الفريق الإيطالي؟ - لم نتطرق إلى هذا الأمر أبداً، وهم يشاهدون اللاعبين في الدوري وأنديتنا تلعب في البطولات الآسيوية والعالمية، وشاهدتم لقاءي الاعتزال اللذين أقيما لقائدي الهلال سامي الجابر والنصر ماجد عبدالله والعروض التي وصلت إلى بعض اللاعبين، وهذه العروض تأتي من خلال اللقاءات العالمية في كأس العالم أو في اللقاءات الودية مع المنتخبات الكبرى، ولو حصل هذا الأمر وتلقى أحد اللاعبين عرضاً فسنكون سعداء جداً، لأننا تمكنّا من أن نجعلهم يشاهدون أننا نمتلك كرة قدم قوية ولاعبين أكفاء للعب في أفضل أندية العالم. وكأنني أفهم من كلامك أن لاعبينا لا يستحقون اللعب في الدوريات العالمية بدليل أنهم لم يتمكنوا من الانتقال إلى أوروبا، على رغم أنهم لعبوا في كأس العالم وأمام فرق عالمية كما تقول؟ - بالعكس، سبق لبعض اللاعبين اللعب في أوروبا، ولكن الاحتراف له مقومات يجب أن نبدأها من السعودية قبل الانتقال إلى هناك، وإلا فإن هناك عدداً من اللاعبين ذهل منهم المدربون الذين قدموا إلى السعودية، إلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى التطور في الآلية بالنسبة إلى الإدارات وتعاملهم مع الأندية الأوروبية. أعلنتم أن هناك لقاء في 30 أغسطس يجمعكم بالمنتخب القطري، أي بعد عودتكم من سويسرا بخمسة أيام، ألا تخشى من أن اختلاف الأجواء والسفر سيؤثران على اللاعبين؟ - لا أظن ذلك، فأجواء الرياض وقتها ستبدأ في الاعتدال قليلاً، ولن يكون الجو في مصلحة الخصم، أما بالنسبة إلينا فلاعبونا طوال السنة يلعبون في هذه الأجواء، ولذلك أظن أننا لن نعاني نحن من هذه المعضلة كثيراً. هل تعتقد أن أسلوب لعب هذه الفرق يتناسب والفرق التي نحن إلى جوارها في التصفيات؟ - نعم، فالباراغواي يلعب بأسلوب يشابه الطريقة الكورية، وقطر يلعب كالإمارات وسمبدوريا يلعب كالإيرانيين، كرة القدم تطورت وأصبح أسلوب اللعب متشابهاً في كل مكان، أنا أستغرب حقيقة من بعض الكتاب الصحافيين، الذين أمتلك قصاصة ورقية لأحدهم يقول فيها إن كرة القدم تتطور، ونحن ما زلنا نتابع دوري الناشئين والشباب، لا أدري حقيقة كيف أصبح هذا الرجل ناقداً وهو يحمل فكراً غير حضاري، لأن تطور كرة القدم في العالم يبدأ من الناشئين والشباب، وحتى الاحتراف الخارجي يبدأ من هذه المرحلة، وللأسف فهو يقول إن هذه المرحلة التي نحن فيها تحتاج إلى مدرب يتماشى مع هذه المرحلة، ولو فكر قليلاً لما وجد أفضل مني لهذه المرحلة، لأنني لم تتم إقالتي وحضر أحد المدربين بدلاً مني وتأهل مع المنتخب أنا أشكره على هذه الكلمة، لأنه يطالب بوجودي على رأس الجهاز الفني للمنتخب، فأنا حضرت عام 2002 بدلاً من الأجنبي الذي خسر 4 نقاط، وتأهلنا إلى كأس العالم، ولو خسرنا نقطة واحدة لما حصل ذلك لذلك أنا كنت رجل تلك المرحلة، في 2006 لعبت 3 مباريات خارج المملكة ولو خسرنا إحداها لما لعبنا في كأس العالم إذاً أنا رجل المرحلة، وهذه المرحلة أنا حضرت بدلاً من الأجنبي. عاصرت المنتخب الأول في مراحل تأهل كثيرة، ولعبت التصفيات النهائية مرات عدة، هل تعتقد أن التأهل هذه المرة سيكون الأسهل؟ - سيكون الأصعب. لماذا؟ - أنا عاصرت المنتخبات التي سألعب معها أكثر من مرة، ولعبت ضدها كثيراً، فكوريا الجنوبية تتميز بالقوة حتى وهي تلعب خارج ميدانها، وكوريا الشمالية تعد صعبة جداً في أرضها، خصوصاً أننا سنلعب معها في وقت صعب جداً، إذ ستتم إزالة الثلوج من على أرض الملعب قبل اللقاء بدقائق، وهذا جو لم نعتد اللعب فيه وأنا أخاف منهم بشكل كبير، وأنا عملت جدولة لأوقات اللعب مع هذه الفرق، ووجدت أن مهمة التأهل ستكون شاقة جداً، وللعلم فأنا وفهد المصيبيح لم نرتح إلا يوماً واحداً منذ أن انتهى لقاء أوزبكستان الأخير، وعملنا بشكل كبير لوضع جدولة لهذه المنتخبات، ولذلك أعتقد أن الأمور ستكون صعبة، خصوصاً من خلال الأجواء التي سنكون موجودين فيها، إضافة إلى ذلك وجود إيران والإمارات في مجموعتنا نفسها سيزيد الأمر صعوبة، ومن يقول بسهولة مجموعتنا فهو يغالط الواقع، فالفرق التي سنلعب معها قوية، وسيكون من الصعب تخطيها إلى المونديال. صرحت في وقت سابق بأنك لو كنت مدرباً للمنتخب لكان نور والمنتشري على رأس قائمتك، والآن أصبحت مدرباً للفريق ولم تستدع هذين اللاعبين. لماذا؟ - أنا لم أقل ذلك حرفياً، ولكنني قلت"حينما أصبح مدرباً للمنتخب اسألوني عن نور والمنتشري"، ولاعبونا الموجودون في الدوري السعودي فيهم الخير والبركة، وأعتقد بأن المدربين السابقين وقعوا تحت نوع من الضغوط الكبيرة لضم لاعبين معينين، ولكن لو ضم المدرب هؤلاء اللاعبين لكانت مشكلة كبرى للمدرب. مشكلة من أية ناحية؟ - لأن الصحافة ستقول إنها هي التي أحضرت اللاعب وليس المدرب. ولكن اللاعب إذا نجح فسيكون الجميع مستفيداً، والأهم هي مصلحة الفريق؟ - إذا كان اللاعب ناجحاً فالمدرب هو من يقرر إحضاره، لكن ما الفائدة من إحضار مدرب غير مفيد لنا؟ كأنني أفهم من كلامك أن نور والمنتشري غير مفيدين للمنتخب؟ - لا، هذا غير صحيح، أنا أتحدث عن المدربين السابقين، ولكن بالنسبة إليّ فأنا أختار اللاعب المفيد لي، وسبق أن ذكر عدد من الأشخاص أن هناك لاعبين لا يمكن استدعاؤهم إلى صفوف المنتخب بسبب وجود تحفظ للاتحاد السعودي عليهم وأحضرتهم إلى قائمة الفريق، وحتى الآن إذا وجدنا لاعباً سيفيدنا في الدوري فسيكون موجوداً في صفوف المنتخب حتى وإن أمضينا مشواراً طويلاً في إعدادنا.